Mateu Alemany Ahli AI generated gfxGoal AR

داهية مايوركا ومنقذ برشلونة.. ماتيو أليماني الذي قال "لا" لريال مدريد يُحضر لثورة في الدوري السعودي!

ماتيو أليماني، اسمٌ يتردد صداه في أروقة كرة القدم الأوروبية كأحد أبرز العقول الإدارية التي جمعت بين البراعة القانونية والفطنة المالية والخبرة الرياضية العميقة.

لطالما كان مهندسًا للتحولات، قادرًا على إعادة تشكيل الأندية من جذورها وإعادتها إلى قمة المجد، وتشير تقارير حديثة إلى أن هذا "الداهية" الإسباني يقترب من تولي منصب تنفيذي رفيع في الأهلي السعودي.

هذه الخطوة، إن تمت، لا تعد مجرد انتقال وظيفي، بل تبشر بثورة إدارية جديدة في دوري روشن السعودي، مستفيدة من خبرة أليماني في إعادة هيكلة الأندية وتحقيق النجاحات التي بدت مستحيلة.

إن سجله الحافل في التحول السريع للأندية، سواء في مايوركا أو برشلونة، يجعله خياراً مثالياً لدوري يطمح إلى ترسيخ مكانته العالمية.

  • RCD Espanyol v FC Barcelona - LaLiga SantanderGetty Images Sport

    معجزة مايوركا: سابقة للعبقرية الإدارية

    قبل برشلونة، ترك ماتيو أليماني بصمة لا تُمحى في نادي ريال مايوركا، حيث شغل مناصب متعددة بدءًا من نائب المدير العام في عام 1990، ثم الرئيس التنفيذي، وصولًا إلى رئاسة النادي في فترتين. 

    خلال فترة رئاسته، حقق مايوركا إنجازات غير مسبوقة، ففاز بكأس ملك إسبانيا عام 2003، بفضل ثنائية والتر باندياني وصامويل إيتو. 

    والأهم، أن مايوركا، الفريق الذي كان يُعتبر مغمورًا، حجز مقعدًا في دوري أبطال أوروبا بعد أن أنهى موسم 1998-1999 في المركز الثالث بالدوري الإسباني. 

    إن تأهل مايوركا لدوري أبطال أوروبا كنادٍ صغير نسبياً، خلال فترة عمل أليماني كرئيس تنفيذي، يظهر قدرته الفطرية على بناء فرق تنافسية للغاية، حتى دون رفاهية الميزانيات الضخمة. 

    هذا الإنجاز الكبير لنادٍ بحجم مايوركا كان بمثابة سابقة واضحة لنجاحاته اللاحقة الأكثر شهرة في برشلونة.

    كان أليماني وراء صفقة شراء صامويل إيتو مقابل 4.4 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم قياسي للنادي آنذاك، إيتو غادر مايوركا كأفضل هداف في تاريخ النادي بالدوري المحلي قبل أن ينتقل إلى برشلونة في صفقة مربحة للغاية. 

    تجسد هذه الصفقة عين أليماني الاستثنائية على المواهب وفهمه الشامل لدورة أعمال كرة القدم بأكملها، من الاستكشاف إلى إدارة الأصول.

  • إعلان
  • Florentino PerezImago Images

    رفض عرض ريال مدريد: ولاء أم رؤية استراتيجية؟

    في عام 2000، وفي ذروة نجاحه مع مايوركا، تلقى ماتيو أليماني عرضًا من فلورنتينو بيريز لتولي منصب المدير العام في ريال مدريد، وهو ما يعد من أعلى المناصب الإدارية في كرة القدم. 

    ورغم أن أليماني وصف القرار بأنه "صعب جدًا"، إلا أنه اختار البقاء في مايوركا لإكمال مشروعه، يجسد هذا القرار ولاءه ورغبته في بناء المشاريع من الداخل، ويكشف عن شخصية مدفوعة بتحدي الإبداع والتحول بدلاً من مجرد البحث عن أعلى المناصب. 

    هذا الرفض لم يكن مجرد قرار شخصي، بل كان تأكيدًا على مبادئه الإدارية التي تؤمن بالاستمرارية، وهو ما مكنه لاحقًا من متابعة مشروعه وهو ينجح من الصفر حتى وصل إلى ذروته.

  • مهندس نهضة برشلونة الحديثة: فن الإدارة في زمن الأزمات

    وصل ماتيو أليماني إلى برشلونة في مارس 2021، متزامنًا مع عودة جوان لابورتا لرئاسة النادي، في فترة كانت فيها خزائن النادي تعاني من ديون متراكمة وقواعد اللعب المالي النظيف تضيّق الخناق.

    كان أليماني القائد الفعلي لعملية إعادة هيكلة الرواتب وتخفيضها، وهي خطوة حاسمة لإعادة النادي إلى مسار اللعب المالي النظيف.

    لقد نجح في تخفيض رواتب العديد من اللاعبين الكبار، بمن فيهم سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، كما قام بهندسة عقد أومتيتي لتوزيع الراتب على سنوات أطول، مما خفف الضغط المالي الفوري على النادي.

    لم يكتفِ أليماني بتخفيض الرواتب، بل أظهر براعة في التخلص من اللاعبين غير المرغوب فيهم أو ذوي الرواتب العالية، فنجح في بيع أمثال إيمرسون رويال محققًا ربحًا كبيرًا، وأدار خروج لاعبين مثل جريزمان وكوتينيو.

    في المقابل، ركز على استقطاب لاعبين مجانيين ذوي جودة عالية مثل أندرياس كريستنسن، فرانك كيسييه الذي تم بيعه لاحقًا للأهلي السعودي محققًا ربحًا خياليًا لبرشلونة، وماركوس ألونسو، وبفضل جهود أليماني، عاد برشلونة لمنصات التتويج، محققًا لقب الدوري الإسباني 2022-2023.

  • الرحيل غير المتوقع: صراع الرؤى وتساؤلات المستقبل

    غادر أليماني برشلونة رسميًا في سبتمبر 2023 بعد أن منح المدير الرياضي الجديد ديكو صلاحيات كاملة، وعلى الرغم من إعلان النادي أن أليماني غادر "لبدء مشروع مهني جديد"، إلا أن تقارير كشفت عن "صدامات" بينه وبين المدرب تشافي والرئيس لابورتا.

    شملت هذه الخلافات عدم موافقته على عودة ليونيل ميسي، وتجديد عقود سيرجيو بوسكيتس وسيرجي روبرتو، ورغبته في التخلص من جوردي ألبا، وهي قرارات تدخل فيها تشافي.

    هذا الرحيل يثير تساؤلات حول مسيرة أليماني: لماذا لم يعمل خارج إطار ناديي برشلونة ومايوركا طوال مسيرته، ولماذا بقي حوالي عامين دون عمل في أحد الأندية الكبرى أو حتى الصغرى منذ خروجه من برشلونة؟ 

    هل مسيرته الإدارية مرتبطة بشدة ببيئة عمل إسبانية محددة، أم أن ابتعاده عن الأضواء يرجع إلى شروطه الصارمة في الإدارة التي قد لا تتناسب مع الكثير من الأندية؟ هذه التساؤلات تجعل مهمته المحتملة في الدوري السعودي أكثر إثارة للاهتمام.

  • Al Ain v Al-Ahli - AFC Champions League Elite West RegionGetty Images Sport

    ماذا سيقدم للأهلي السعودي؟

    ماتيو أليماني، ببراعته الإدارية التي عُرفت في برشلونة ومايوركا، يمتلك رؤية شاملة يمكنه من خلالها إحداث تحول حقيقي في الأهلي السعودي، وليس مجرد إدارة الصفقات.

    فهو لا ينظر إلى سوق الانتقالات كساحة للشراء والبيع فحسب، بل كجزء حيوي من استراتيجية أكبر لبناء مؤسسة رياضية ناجحة.

    تتجلى خبرته في قدرته على إدارة الأصول وتحويل التحديات إلى فرص، فعلى سبيل المثال، في حالة آلان سانت ماكسيمان، لا يرى أليماني مجرد لاعب قد يكون النادي مستعدًا للتخلي عنه، بل يراه "أصلاً" ذا قيمة سوقية، فيستخدم شبكة علاقاته وقدرته على التفاوض لضمان بيعه بسعر يعكس قيمته الفنية، محققًا بذلك عائدًا ماليًا يُموّل صفقات أخرى.

    وفي الوقت نفسه، تتجاوز رؤيته فكرة التعاقد مع أسماء كبيرة فقط، ففي بحثه عن بديل لرياض محرز، سيبحث عن المواهب الصاعدة التي تتناسب مع خطة المدرب الفنية على المدى البعيد، لضمان استمرارية النجاح بدلاً من الاعتماد على النجوم لفترة قصيرة.

    أما بخصوص فرانك كيسييه، وهو لاعب جلبه أليماني نفسه إلى برشلونة كصفقة انتقال حر، تكمن خبرته في معرفة أفضل السبل للاستفادة منه، إذ سيقوم بالبحث عن أفضل سوق ممكن لتحقيق أعلى عائد مادي، محولاً اللاعب الذي قد يعتبره البعض عبئاً إلى فرصة لزيادة الموارد المالية للنادي. 

    تلك مجرد أمثلة، لكن بشكل عام من المؤكد أن أليماني سيسعى لهيكلة رواتب النادي بشكل أفضل، ورسم استراتيجية فنية تساعد على تحقيق الاهداف الرياضية، بالإضافة إلى التركيز على المستقبل من خلال تطوير المواهب واستكشاف الفرص المميزة في سوق الانتقالات.

    باختصار، يمكن لأليماني أن يقدم للأهلي رؤية متكاملة تجعل من كل صفقة بيع أو شراء جزءًا من لوحة فنية أكبر، هدفها بناء فريق قوي ومستدام، يتمتع بمرونة مالية وقدرة على المنافسة على أعلى المستويات لسنوات طويلة.

  • AlemanyGetty Images

    بيت القصيد: إرث التحول وآفاق المستقبل

    ماتيو أليماني ليس مجرد مدير رياضي، بل هو مهندس إداري متكامل يجمع بين الفهم القانوني والمالي العميق والخبرة الرياضية الواسعة.

    لقد أثبت قدرته على تحويل الأندية من أزماتها إلى قمة المجد، سواء كان ذلك في مايوركا الصغير أو برشلونة العملاق، وسجله الحافل في إعادة هيكلة الرواتب، وإبرام الصفقات الذكية، وتجاوز القيود المالية، يجعله شخصية فريدة في عالم كرة القدم.

    والتقارير التي تربطه بالدوري السعودي، وتحديداً بالأهلي تعد مؤشرًا على أن هذا الرجل مستعد لإطلاق "ثورة جديدة"، فخبرته في بناء المشاريع من الصفر أو إعادة إحياء الأندية المتعثرة، تجعله المرشح الأمثل لقيادة حقبة جديدة من التطور الإداري والرياضي في دوري يسعى بقوة لترسيخ مكانته العالمية.