ماتيو أليماني، ببراعته الإدارية التي عُرفت في برشلونة ومايوركا، يمتلك رؤية شاملة يمكنه من خلالها إحداث تحول حقيقي في الأهلي السعودي، وليس مجرد إدارة الصفقات.
فهو لا ينظر إلى سوق الانتقالات كساحة للشراء والبيع فحسب، بل كجزء حيوي من استراتيجية أكبر لبناء مؤسسة رياضية ناجحة.
تتجلى خبرته في قدرته على إدارة الأصول وتحويل التحديات إلى فرص، فعلى سبيل المثال، في حالة آلان سانت ماكسيمان، لا يرى أليماني مجرد لاعب قد يكون النادي مستعدًا للتخلي عنه، بل يراه "أصلاً" ذا قيمة سوقية، فيستخدم شبكة علاقاته وقدرته على التفاوض لضمان بيعه بسعر يعكس قيمته الفنية، محققًا بذلك عائدًا ماليًا يُموّل صفقات أخرى.
وفي الوقت نفسه، تتجاوز رؤيته فكرة التعاقد مع أسماء كبيرة فقط، ففي بحثه عن بديل لرياض محرز، سيبحث عن المواهب الصاعدة التي تتناسب مع خطة المدرب الفنية على المدى البعيد، لضمان استمرارية النجاح بدلاً من الاعتماد على النجوم لفترة قصيرة.
أما بخصوص فرانك كيسييه، وهو لاعب جلبه أليماني نفسه إلى برشلونة كصفقة انتقال حر، تكمن خبرته في معرفة أفضل السبل للاستفادة منه، إذ سيقوم بالبحث عن أفضل سوق ممكن لتحقيق أعلى عائد مادي، محولاً اللاعب الذي قد يعتبره البعض عبئاً إلى فرصة لزيادة الموارد المالية للنادي.
تلك مجرد أمثلة، لكن بشكل عام من المؤكد أن أليماني سيسعى لهيكلة رواتب النادي بشكل أفضل، ورسم استراتيجية فنية تساعد على تحقيق الاهداف الرياضية، بالإضافة إلى التركيز على المستقبل من خلال تطوير المواهب واستكشاف الفرص المميزة في سوق الانتقالات.
باختصار، يمكن لأليماني أن يقدم للأهلي رؤية متكاملة تجعل من كل صفقة بيع أو شراء جزءًا من لوحة فنية أكبر، هدفها بناء فريق قوي ومستدام، يتمتع بمرونة مالية وقدرة على المنافسة على أعلى المستويات لسنوات طويلة.