Cristiano Ronaldo HIC 2-1GOAL

مفارقة رونالدو تلعن النصر.. 800 شمعة لا تكفي لإضاءة ظلام الموسم الصفري الثالث!

أسدل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الستار على موسم آخر حافل بالأرقام الفردية المبهرة، بتسجيله هدفه رقم 800 على صعيد الأندية خلال مباراة فريقه النصر أمام الفتح في الجولة الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين لموسم 2024-2025.

هذا الهدف لم يكن مجرد رقم جديد يُضاف لسجلاته التاريخية، بل ساهم أيضاً في حسمه للقب هداف الدوري السعودي للموسم الثاني توالياً، وهو إنجاز يعكس بلا شك قدرته التهديفية الاستثنائية التي لا تخفت رغم تقدمه في العمر.

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي

  • إنجاز فردي جديد في مسيرة "الدون"

    ففي اللقاء الذي انتهى بفوز الفتح بثلاثة أهداف مقابل هدفين مساء الإثنين نجح رونالدو في هز شباك الفتح، ليصل إلى هذا الإنجاز التهديفي الكبير مع الأندية التي مثلها خلال مسيرته الطويلة، والتي تشمل سبورتينج لشبونة، مانشستر يونايتد على فترتين، ريال مدريد، يوفنتوس، وأخيراً النصر السعودي، حيث وصل للهدف رقم 800 له مع الأندية.

    كما ضمن "الدون" لقب الحذاء الذهبي كهداف للدوري السعودي، مؤكداً تفوقه الفردي في الملاعب السعودية.

  • إعلان
  • Al Nassr v Al Ittihad - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    تألق شخصي لا يعكس واقع الفريق

    لكن هذه الأرقام القياسية والإنجازات الفردية تبدو وكأنها ومضات لامعة في سماء معتمة بالنسبة لمسيرة النصر وجماهيره. فعلى الرغم من تألق رونالدو الشخصي، يجد النجم البرتغالي نفسه يخرج بموسم صفري ثالث على التوالي مع "العالمي".

    منذ انضمامه في شتاء عام 2023، لم يتمكن النصر من تحقيق أي من الألقاب المحلية أو القارية الرسمية سواء دوري المحترفين، أو كأس خادم الحرمين الشريفين، أو كأس السوبر السعودي خلال موسم 2024-2025 المنصرم، لتستمر خيبة الأمل لجماهير الفريق التي كانت تعلق آمالاً عريضة على وجود أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ بين صفوفها.

  • الضربة القاضية: الغياب عن دوري أبطال آسيا للنخبة

    ولم تتوقف تداعيات الموسم المخيب عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل ضربة أكثر إيلاماً. فبعد نتائج الجولة الأخيرة، تأكد بشكل رسمي أن نادي النصر لن يتمكن من المشاركة في النسخة القادمة من دوري أبطال آسيا للنخبة (موسم 2025-2026).

    هذا الغياب عن المحفل القاري الأهم يمثل نكسة كبيرة لطموحات النادي ونجومه، وعلى رأسهم رونالدو، الذي اعتاد على التنافس في أعلى المستويات القارية.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Cristiano Ronaldo Al Nassr 2025Getty

    أرقام قياسية في مهب الريح

    إن مفارقة تألق رونالدو الفردي مقابل إخفاقات النصر الجماعية تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الفريق ومدى قدرته على بناء منظومة قادرة على المنافسة وحصد الألقاب.

    فرغم الأهداف الغزيرة والحذاء الذهبي الجديد الذي يضاف إلى خزانة إنجازات كريستيانو رونالدو، فإن الموسم الصفري الثالث والغياب عن دوري أبطال آسيا للنخبة يمثلان حقائق مرة لا يمكن تجاهلها، وتلقي بظلالها الكثيفة على قيمة هذه الإنجازات الفردية في عيون محبي النصر.

    فهل تشفع أرقام "الدون" القياسية لموسم آخر خالٍ من الذهب الجماعي؟ الإجابة تبدو واضحة في خيبة أمل الجماهير التي تتوق لرؤية فريقها على منصات التتويج.

    NEW SHAHID middle article strip 1920 * 300GOAL
  • نافذة أمل مونديالية؟

    ورغم الصورة القاتمة لمستقبل النصر القاري، يبرز في الأفق ما يمكن اعتباره فرصة أخيرة لرونالدو للمشاركة في محفل عالمي كبير على صعيد الأندية هذا العام.

    إذ تتاح أمام النجم البرتغالي فرصة تمتد لستة عشر يومًا للانضمام إلى فريق يشارك في بطولة كأس العالم للأندية، وذلك قبل حلول العاشر من يونيو القادم، وهو الموعد الذي يحمل نهاية فترة التسجيل الاستثنائية التي أتاحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للأندية المشاركة في البطولة.

    هذه الفترة قد تمثل طوق نجاة لرونالدو لإنقاذ موسمه من حيث الظهور في بطولة كبرى، حال تمكنه من إيجاد فريق مناسب وتأمين انتقال خلال هذه المهلة القصيرة.

  • Cristiano Ronaldo Al-NassrGetty/GOAL

    مفارقة غريبة

    اللافت في مسيرة رونالدو التهديفية الحافلة، أنها شهدت تكرار سيناريو حصوله على لقب هداف الدوري في عدة مناسبات، بينما يفشل فريقه في التتويج بلقب البطولة ذاتها.

    هذه المفارقة لم تكن وليدة اليوم مع النصر، الذي خسر لقب الدوري السعودي في الموسمين الأخيرين (2023-2024 و2024-2025) رغم تتويج رونالدو هدافاً لهما، بل تكررت سابقاً في مسيرته الأوروبية.

    فخلال فترته مع ريال مدريد، نال رونالدو جائزة "البيتشيتشي" كهداف للدوري الإسباني ثلاث مرات في مواسم 2010-2011، و2013-2014، و2014-2015، وفي كل تلك المواسم لم يتمكن النادي الملكي من حصد لقب "الليجا".

    الأمر ذاته حدث في الدوري الإيطالي حينما كان لاعباً في صفوف يوفنتوس، حيث توج هدافاً لموسم 2020-2021، لكن اللقب ذهب لإنتر ميلان.

    هذا النمط يعزز من الصورة القائلة بأن الأهداف الغزيرة لرونالدو، رغم أهميتها وقيمتها الفردية، لا تضمن بالضرورة النجاح الجماعي للفرق التي يمثلها.

  • بيت القصيد

    ختاماً، يقف كريستيانو رونالدو على قمة أرقامه الفردية شامخاً، لكن هذا الشموخ يبدو محاطاً بظلال خيبة أمل جماعية عميقة تلقي بثقلها على نادي النصر، فبينما يضيف "الدون" المزيد من الأهداف الذهبية والإنجازات الشخصية إلى سجله التاريخي، يجد "العالمي" نفسه يراوح مكانه، موسماً تلو الآخر، بعيداً عن منصات التتويج وعن المنافسة القارية الكبرى التي تطمح إليها جماهيره.

    إن معادلة التألق الفردي الباهر مقابل الإخفاق الجماعي المتكرر تطرح أسئلة جوهرية حول استراتيجية النادي، وجدوى الاكتفاء بالنجومية الفردية دون بناء منظومة قادرة على تحويل هذا البريق إلى بطولات حقيقية.

    ومع إسدال الستار على موسم آخر للنسيان على الصعيد الجماعي، يبقى التحدي الأكبر أمام النصر هو كيفية كسر هذه الحلقة المفرغة، لكي لا تصبح أرقام رونالدو القياسية مجرد أسطر لامعة في كتاب خيبات الأمل الصفراء.

0