مسيرة أنتوني المؤلمة .. من الجحيم الصغير والقفز فوق الجثث إلى الاعتداء الجنسي والاستبعاد من البرازيل واليونايتد

نشئ أنتوني، في أحد الأحياء الفقيرة في ساو باولو المعروفة باسم إنفيرنينهو، والتي تُترجم باسم "الجحيم الصغير".

وتحدث نجم البرازيل، عن نشأته المؤلمة في الأحياء الفقيرة في مقابلة عام 2022، حيث شرح بالتفصيل تجربته في العيش جنبًا إلى جنب مع رجال العصابات وتجار المخدرات والنشأة في فقر.

وكان منزل أنتوني صغيرًا جدًا لدرجة أنه كان يتقاسم الغرفة والسرير مع والديه.

بالنسبة لأنتوني، لم يكن العنف المسلح ومداهمات الشرطة شيئًا غير عادي وقال لصحيفة "The Players' Tribune": "كنا معتادين على رؤية الأسلحة لدرجة أنها لم تكن مخيفة لقد كانت مجرد جزء من الحياة اليومية".

اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل

وتابع: "صدفت جثة في طريقي إلى المدرسة عندما كنت طفلاً لم يكن هناك طريقًا آخر للذهاب إلى المدرسة، فأغمضت عيني وقفزت فوق الجثة".

كان لعب كرة القدم، هو مهرب أنتوني الوحيد من ظروفه الصعبة ومع عدم وجود أموال لشراء الأحذية، كان يلعب "حافي القدمين، على أقدام تنزف".

حصل أنتوني على فرصة كبيرة بعد أن اكتشفه مدير فريق كرة الصالات جريميو باروري، أثناء مشاهدته مباراة في حي إنفيرينيو فافيلا، وتميز أنتوني، الذي كان يبلغ من العمر ثماني سنوات في ذلك الوقت، بأسلوبه الجريء في اللعب.

وبعد اتخاذ هذه الخطوة الصغيرة الأولى نحو أن يصبح لاعب كرة قدم وعد أنتوني والدته بأنه سيصبح لاعب كرة قدم محترفًا وسيشتري سيارة رينج روفر حمراء.

انضم أنتوني إلى أكاديمية ساو باولو عندما كان في الرابعة عشرة من عمره وهو النادي الأكبر والأشهر في البرازيل، وكان الوقت الذي قضاه هناك غير جيدًا حيث كان يحضر إلى التدريب بعد المدرسة جائعًا لأنه لا يستطيع تحمل تكاليف تناول الطعام.

وعانى أنتوني أيضًا من الانضباط وكشف أنه كان لديه "بعض المشاكل" وكان على وشك الطرد من النادي في ثلاث مناسبات.

في عام 2019، قاد أنتوني، ساو باولو للفوز في إحدى مسابقات كرة القدم الشهيرة للشباب في المدينة، والمعروفة باسم كوبينها، وسجل في المباراة النهائية ضد فاسكو دا جاما، وحصل على لقب أفضل لاعب في البطولة ليكتسب مكانًا أساسيًا في الفريق الأول، وساعدهم في الوصول إلى نهائي بطولة ولاية ساو باولو.

كان عام 2019 مهمًا أيضًا على المستوى الشخصي لأنتوني وبينما كان يستعد للعب مباراة ربع النهائي في بطولة ساو باولو، اكتشف أن صديقته حامل ولم يتقبل الأخبار بشكل جيد.

واعترف لصحيفة "أو" البرازيلية قائلًا: "في البداية كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لي، لم أكن أريد أن أكون أبًا لأنني كنت صغيرًا وكان الأمر معقدًا".

وولد ابنه لورينزو في نوفمبر 2019 وقال إنه غير حياته ومسيرته نحو الأفضل قائلًا: "لقد تحولت من مراهق إلى رجل بالغ لقد جعلني شخصًا مسؤولًا تبدأ في القيام بأشياء ليس فقط لنفسك، ولكن أيضًا للأشخاص الذين تحبهم".

بدأ اهتمام الأندية الأوروبية بأنتوني، سريعًا حيث تقدم نادي بوروسيا دورتموند بطلب لضمه لكن أنضم اللاعب إلى أياكس، في فبراير 2020 مقابل 13 مليون جنيه استرليني بالإضافة إلى 5 ملايين جنيه استرليني إضافية.

وأثناء فترة فيروس كورونا وتوقف المسابقات كان أنتوني يعمل على قوة عضلاته، وكانت بدايته مع أياكس في موسم 2020-21، مذهلة حيث سجل تسعة أهداف في أول 19 مباراة له بجميع المسابقات.

في نهاية موسمه الأول مع أياكس، تم اختيار أنتوني ضمن تشكيلة منتخب البرازيل تحت 23 عامًا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، وكان أحد اللاعبين المتميزين في البطولة، حيث شارك أساسيًا في جميع المباريات حتى وصول فريقه إلى المباراة النهائية ضد إسبانيا.

وصنع أنتوني، الهدف الحاسم لمالكوم في فوز البرازيل بنتيجة 2-1 على إسبانيا وتمت مكافأته باستدعائه للمنتخب الأول في تصفيات كأس العالم، وفي أول ظهور له، سجل هدفًا ضد فنزويلا.

قدم أنتوني موسمًا ثانيًا أفضل مع أياكس وأبهر الجميع في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا التي فاز فيها أياكس بجميع المباريات وتصدر مجموعته وسجل أنتوني هدفين في مرمى دورتموند وسبورتينج لشبونة، وصنع أربعة أهداف.

وأنهى أنتوني، الموسم برصيد 12 هدفًا و10 تمريرات حاسمة، مما ساعد أياكس على الاحتفاظ بلقب الدوري الهولندي والوصول إلى نهائي كأس هولندا.

رغم تألق أنتوني، لم يكن الجميع سعداء به مع أياكس، وبسبب تصرف مثير من اللاعب في مباراة ضد فينورد وتعرضه للطرد انتقده المهاجم الهولندي السابق ويم كيفت قائلاً: "هذا النوع من اللاعبين لا يمكن السيطرة عليه بواسطة مدرب"، ووصفه أسطورة أياكس ماركو فان باستن، بأنه "طفولي".

انضم أنتوني سريعًا إلى مانشستر يونايتد بطلب من تين هاج، ورحب اللاعب بذلك بسبب بدايته السيئة للموسم مع إياكس.

وتم انتقاله إلى اليونايتد بعد تمرده على أياكس ورفضه التدريب قبل مباراة أوتريخت، وتأكد أياكس من حصوله على أفضل سعر لبيع نجمهم حيث انتقل إلى الشياطين الحمر مقابل 85 مليون جنيه استرليني وحقق لأياكس ربحًا جيدًا قدره 67 مليون جنيه استرليني في عامين.

بدأ أنتوني، بداية رائعة مع يونايتد، وسجل الهدف الافتتاحي في أول ظهور له ضد آرسنال، كما سجل هدفًا في مرمى مانشستر سيتي، بتسديدة مذهلة وسجل مرة أخرى ضد إيفرتون، ليصبح أول توقيع جديد ليونايتد يسجل في أول ثلاث مباريات له ولكن لم يتمكن من مواصلة بدايته الرائعة وبدأ في التراجع.

فقد سجل هدفًا واحدًا فقط في الدوري الإنجليزي طوال الموسم، بعد ستة أشهر من تسجيله ضد إيفرتون، وأنهى الموسم بتمريرتين فقط في الدوري وهو نفس العدد الذي صنعه في الدوري الهولندي في مباراتين فقط.

تم استدعاء أنتوني، لقائمة منتخب البرازيل في بطولة كأس العالم 2022 بقطر، لكنه لم يقدم أفضل أداء حيث شارك في أربع مباريات.

وقدم النجم البرازيلي عذرًا غريبًا لعدم تقديم أفضل ما لديه وقال بعد خسارة البرازيل بركلات الترجيح أمام كرواتيا في الدور ربع النهائي، لشبكة "ESPN" إن تكييف الهواء في الملاعب جعله مريضاً.

سجل أنتوني، أهم هدفًا له مع يونايتد في مباراة فاصلة في الدوري الأوروبي ضد برشلونة، ليقود فريقه لتحقيق الفوز بنتيجة 2-1 على ملعب أولد ترافورد ثم سجل هدفًا رائعًا في الفوز بنتيجة 4-1 على ريال بيتيس في الجولة التالية.

لكن في نهاية الموسم تعرض لإصابة ضد تشيلسي وغاب عن نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر سيتي.

بعد ثلاثة أيام من نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، تقدمت صديقة أنتوني السابقة جابرييلا كافالين، ببلاغًا للشرطة في البرازيل، تتهم فيه نجم مانشستر يونايتد بالعنف المنزلي والتهديد والإصابات الجسدية.

ولم يصدر يونايتد أي تعليق في ذلك الوقت، لكن في وقت لاحق من الشهر أصدر أنتوني بيانًا على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، أصر فيه على أنه "اتهام زورًا".

لم تؤثر أزمة صديقته على مكانه في تشكيلة يونايتد وتم اختياره لجولة ما قبل الموسم في الولايات المتحدة، وسجل أنتوني في مباراتي بوروسيا دورتموند ولانس.

وكان تين هاج، متفائلاً بشأن مستقبل أنتوني لهذا الموسم، وأصر على أنه لم يتأثر بالادعاءات الموجهة ضده قائلًا: "النتيجة في البرازيل كانت واضحة إنه يقوم بفترة إعداد جيدة للموسم الجديد، ويسجل بعض الأهداف".

وبدأ أنتوني أول أربع مباريات ليونايتد هذا الموسم في الدوري الإنجليزي ولكن فشل في المساهمة بأي هدف.

في اليوم التالي لهزيمة يونايتد أمام آرسنال، سافر أنتوني إلى البرازيل للانضمام إلى المنتخب في أول مباراتين بتصفيات كأس العالم وعند وصوله كشفت صديقته السابقة كافالين عن المزيد من التفاصيل المثيرة حول الاتهامات الموجهة إليه.

وقالت أن أنتوني هددها بطردها من السيارة ولكمها في صدرها، وألقى عليها زجاجًا، مما تسبب في جرح إصبعها، وقدمت كافالين تقريرًا للشرطة ضد أنتوني في إنجلترا، وأكدت شرطة مانشستر أنها تجري تحقيقات بشأنه.

وأصدر أنتوني نفيًا آخرًا، لكن التفاصيل الجديدة وأدت إلى استبعاد البرازيل له من مواجهتي تصفيات كأس العالم "من أجل حماية الضحية المزعومة واللاعب والمنتخب البرازيلي والاتحاد البرازيلي".

أجرى أنتوني، مقابلة تلفزيونية في البرازيل يوم الجمعة الماضي ليؤكد أنه بريء من الاتهامات التي وجهتها كافالين ضده قائلًا:"أنا متأكد بنسبة 100% أنني لم ألمس امرأة قط، وسأقدم الأدلة وسيرى الناس الحقيقة لم أعتدي أبدًا ولن أعتدي أبدًا أنا متأكد من أنني لم أرتكب أي جريمة".

ومع ذلك، تقدمت امرأتان جديدتان يوم الأحد الماضي ببلاغات ضد نجم البرازيل تتهمانه بتعرضهم للعنف منه، حيث قالت ريسا دي فريتاس، أنها احتاجت إلى علاج في المستشفى بعد حادثة وقعت في مايو 2022 تعرضت خلالها للاعتداء من قبل أنتوني ومالو أوهانا الزوجة السابقة للاعب البرازيلي دودو بعد حضورهما ملهى ليلي في ساو باولو.

وقالت إنجريد لانا، في مقابلة مع وسائل الإعلام البرازيلية إن أنتوني تصرف بعدوانية تجاهها في أكتوبر 2022 ونفى اللاعب الاعتداء على لانا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأصر على أن اللقاء بينهم كان جيدًا.

بعد التزام الصمت لمدة ثلاثة أشهر، أصدر يونايتد بيانه الأول بشأن الاتهامات الموجهة ضد أنتوني ولم يقرر إيقافه ولكن بعد الادعاءات الجديدة أعلن النادي أن اللاعب لن ينضم مجددًا إلى الفريق بعد فترة التوقف الدولي حتى حل هذه الاتهامات.

وعلق أنتوني على ذلك القرار قائلًا: "كان هذا قرارًا متبادلاً لتجنب تشتيت انتباه زملائي في الفريق والجدل غير الضروري للنادي أريد أن أؤكد براءتي من الأشياء التي اتهمت بها، وسأتعاون بشكل كامل مع الشرطة للمساعدة على الوصول إلى الحقيقة، وأتطلع إلى العودة للعب في أقرب وقت ممكن".