مدرسة كريستيانو رونالدو في انتظارك .. أفكار كريم بنزيما التي سقطت به إلى الهاوية في السعودية!

تتذكرون أول مران لرونالدو مع النصر؟ نعم! هو ذاك الذي ركزت به عدسات المصورين على الحوارات الجانبية بينه وبين اللاعب البرازيلي أندرسون تاليسكا أكثر من التركيز على المران في حد ذاته، هذه تمامًا إحدى نقاط القوة التي تسلح بها الدون بعد ذلك..

تاليسكا كان يظن أنه النجم الأوحد في النصر قبل قدوم رونالدو، حتى وصل به الأمر للرعونة والعجرفة في بعض الأوقات، يقينًا منه أنه "فوق الفريق" فبالتخلي عنه يخسر العالمي الكثير.

حتى مع قدوم الدون، في بعض الفترات اتهمه بالبعض بأنه ليس في أفضل "مزاج" له كون البرتغالي سحب البساط من تحت أقدامه، ربما صدقوا بالفعل وفقًا لبعض اللقطات التي ظهر بها تاليسكا متكاسلًا في الملعب وفاقدًا للشغف، فالأضواء لم تعد تتركز عليه بالأساس.

لكن مع مرور الأيام تغير الوضع، الثنائي يحتفل سويًا بأهدافه، رونالدو يصنع وتاليسكا يسجل والعكس صحيح، بل أن شخصية البرازيلي نضجت كثيرًا، وأصبح يعي تمامًا أن "النصر أصبح على قلب رجل واحد"، إن خرج من تلك البوتقة فلا خاسر غيره.

وعلى النقيض تمامًا كان الحال بين بنزيما وزميله في الاتحاد المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، فالأخير اعتاد أن تكون الأضواء عليه وأن يكون هو النجم الأوحد، وكذلك أبى الفرنسي أن يتقرب منه لاحتوائه.

كلاهما فتح المجال للصحفيين لزعم وجود خلافات بينهما حتى على "أتفه" الأسباب، كرقم القميص (9) الذي زعمت بعض الصحف السعودية أن بنزيما هدد بالرحيل إذا لم يحمل هذا الرقم الذي كان يرتديه الساطي قبل قدومه، والمغربي كذلك زعموا أنه يأبى التخلي عن رقمه.

حتى في الاحتفال بالأهداف، قلما تجدهما يحتفلان سويًا، المتابع حتى عن بعد، يمكنه أن يستنبط أن هناك مشكلة ما بين هذا الثنائي.

ومن هنا خسر بنزيما أول تحدٍ له في الاتحاد في احتواء أحد أبرز نجوم الفريق!

تريد أن تعرف دور القائد حقًا داخل المستطيل الأخضر؟ انظر لما يفعله رونالدو مع لاعبي النصر، هو ما يصرخ بهم للاستفاقة، من يدافع عن حقوق فريقه ويقاتل من أجلها، من لا يفوت أي فرصة إلا ليقاتل عليها، هو كالمدرب حقًا داخل المستطيل الأخضر في توجيهاته وتعليماته.

لكن ماذا فعل بنزيما بشارة قيادة الاتحاد؟

صحيفة "الشرق الأوسط" قبل فترة زعمت أن بنزيما غاضب لعدم منحه شارة قيادة الفريق وتفضيل البرازيلي رومارينيو دا سيلفا عليه، وبالفعل رغم تكذيب الاتحاديين لهذه المزاعم إلا أن الشارة ذهبت بعدها للفرنسي.

ومن هنا عرفنا معنى "القائد الصامت"، الذي ينزوي في المواقف الصعبة لفريقه داخل أرض الملعب، فلا هو يوجه زملاءه عند التأخر في النتيجة، ولا هو باعث الحماس في روحهم، ولا هو المتحدث مع الحكام دفاعًا عن حقوق فريقه.

هي فقط مجرد "قطعة قماش" على ذراع بنزيما تشعره ببعض من الرضا عن قيمته داخل الفريق، لكن لا يعطي زملاءه حقهم المنتظر منه.

في الملعب سواء أحرز رونالدو هدفًا للنصر أو أي من زملائه قد فعلوا، تجده يجمع الجميع حوله للاحتفال سويًا ثم يتجه بهم للجماهير في المدرجات عقب المباريات للاحتفال معهم، حتى أنه قاد المدرجات بنفسه في ذات المرات.

ليس هذا فحسب، بل أن صاروخ ماديرا وطد علاقته باللاعبين المحليين في العالمي، كعبدالرحمن غريب الذي كون معه ثنائية رائعة داخل الملعب، ووليد عبدالله؛ المعلم الأساسي للدون لعادات وتقاليد السعوديين، ووقف في ذات لقطة مجهزًا لحذاء عبدالإله العمري لحين علاج الجهاز الطبي له، وغيرها من اللقطات التي تظهر كيف انخرط البرتغالي مع لاعبي النصر.

في المقابل، يكفي أن نقول هنا عن بنزيما أنه "الحاضر الغائب" في الفريق، يمكنك أن تستشف التفكك من نتائج الفريق، فحتمًا غرف خلع الملابس تنعكس على المستطيل الأخضر.

أسرع طريقة للتأقلم في أي بلد هي التعرف على عاداتها وتقاليدها، هكذا تمامًا فعل الدون..

وجدناه تارةً يحتفل برقص "العرضة" السعودية، وتارةً يقلد سجود اللاعبين احتفالًا بأهدافه، ولا تزال محاولاته جارية للتعرف أكثر وأكثر على تقاليد هذا البلد العريق، وكل ذلك ساهم في اقترابه من الجماهير أكثر وأكثر.

أما بنزيما فـ"محلك سر" فكما لم ينخرط مع اللاعبين داخل غرف الملابس، هو كذلك مع البلد بشكل عام.

SHAHID