لعل الموقف الأكثر إثارة للدهشة والاستفزاز في آنٍ واحد، هو موقف الفرنسي تيري هنري، الأسطورة الذي خرج علينا بنبرة عسكرية صارمة ليقول إن "اللاعب يجب أن يصمت وينفذ"، مستشهدًا بأيام لعبه تحت قيادة جوارديولا، وكأنه لم يكن يومًا ذلك النجم الذي يعتد بنفسه.
لكن، مهلًا يا تيري، هذه وجهة نظري الشخصية التي أتحمل مسؤوليتها: ذاكرتنا ليست قصيرة، نحن نتذكر جيدًا حين خرج ليونيل ميسي غاضبًا ورفض مصافحة ماوريسيو بوتشيتينو لحظة استبداله مع باريس سان جيرمان.
وقتها، لم يخرج هنري ليحدثنا عن "الانضباط" أو "احترام قرار المدرب"، بل التمس العذر لزميله السابق قائلًا إن "النجوم الكبار يريدون اللعب دائمًا، وهذا رد فعل طبيعي".
ولنضع النقاط على الحروف بوضوح تام: لا أحد يقول إن صلاح هو ميسي، ليونيل ميسي حالة استثنائية في تاريخ اللعبة، ولا يوجد لاعب آخر يحق له ما يحق للبرغوث، وهذه حقيقة كونية لا جدال فيها، ولكن، هل كون صلاح "ليس ميسي" يجرده من حقه الإنساني والمهني في التقدير؟
المعيار هنا ليس الموهبة المجردة، بل مبدأ الاحترام، هل يحتاج صلاح أن يكون ميسي لكي يتنازل المدرب ويشرح له قراره؟ أم يكفي أن يكون الهداف التاريخي لليفربول في البريمييرليج لكي يحصل على معاملة تشبه تلك التي قدمها فليك لراشفورد؟