أثار قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بتغيير نظام إقامة كأس أمم إفريقيا موجة واسعة من الجدل والانتقادات، كان أبرزها الهجوم الحاد الذي شنه أسطورة الكرة المصرية والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة، عقب الإعلان الرسمي الصادر اليوم السبت عن رئيس "الكاف" باتريس موتسيبي.
AFP"في خدمة الكرة الأوروبية" .. أبو تريكة يُهاجم الاتحاد الإفريقي بعد قرار إقامة كأس الأمم كل 4 سنوات!
AFP"كاف" يقرر يُعلن تغيير نظام كأس الأمم
وكان الاتحاد الإفريقي قد أعلن اعتماد تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا مرة واحدة كل أربع سنوات بدلًا من النظام المعمول به سابقًا، الذي يقضي بإقامتها كل عامين، على أن يبدأ تطبيق القرار اعتبارًا من نسخة عام 2028.
وبرر الاتحاد الإفريقي قراره بالسعي إلى رفع جودة البطولة وضمان استدامة التطوير الكروي داخل القارة السمراء، بحسب ما أكده موتسيبي في تصريحاته الرسمية.
وتُعد كأس أمم إفريقيا واحدة من أعرق البطولات القارية للمنتخبات، إذ انطلقت لأول مرة عام 1957، بينما استقر نظام إقامتها بشكل منتظم كل عامين منذ نسخة 1975 التي استضافتها السودان وتوجت بها مصر، قبل أن يشهد هذا التقليد التاريخي تغييرًا جذريًا للمرة الأولى.
وبموجب النظام الجديد، ستُقام البطولة القارية كل أربع سنوات، ما يعني أن النسخة التي تلي بطولة 2028 ستقام عام 2032، في نفس العام الذي تُنظم فيه دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول تداخل الروزنامة الدولية وتأثير ذلك على المنتخبات الإفريقية.
قرارات أخرى من الاتحاد الإفريقي
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قرر الكاف أيضًا إلغاء بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، واستبدالها بمسابقة جديدة تُقام كل عامين تحت مسمى "دوري الأمم الإفريقية"، على غرار بطولة دوري الأمم الأوروبية، في خطوة اعتبرها كثيرون تحولًا كبيرًا في شكل المنافسات القارية.
كما أعلن باتريس موتسيبي عن حزمة قرارات موازية، من بينها رفع الدعم المالي المقدم لكل دولة إفريقية بمقدار مليون دولار، إلى جانب إطلاق الدوري الإفريقي بالشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاحتراف وزيادة فرص الاستثمار داخل الكرة الإفريقية.
AFPماذا قال أبو تريكة؟
في المقابل، لم يتأخر رد الفعل من محمد أبو تريكة، الذي وجه انتقادات لاذعة للاتحاد الإفريقي، معتبرًا أن المنظومة الكروية في القارة باتت تعمل بشكل يخدم مصالح الكرة الأوروبية على حساب إفريقيا.
وكتب نجم منتخب مصر السابق عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: "الاتحاد الأفريقي لكرة القدم فى خدمة الكرة الاوربية.. وهذا يحدث حينما لا تدرك قيمتك ومكانتك الحقيقية.. فاقد الشيء لا يعطيه".
وذهب أبو تريكة إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن "الكاف" خضع لضغوط الأندية الأوروبية والاتحاد الدولي لكرة القدم، وفضّل مصالح أوروبا قبل مصالح الكرة الإفريقية، في ظل الخلافات المتكررة بين الأندية الأوروبية والمنتخبات الإفريقية بشأن مواعيد استدعاء اللاعبين.
كاف يستجيب للضعوطات الأوروبية
شهدت السنوات الأخيرة توترًا متزايدًا بين الأندية الأوروبية والاتحاد الإفريقي لكرة القدم حول مواعيد إقامة بطولة كأس أمم إفريقيا، وهو النزاع الذي يعكس الصراع بين مصالح الأندية والمنتخبات الوطنية. فقد أعربت الأندية الأوروبية، بشكل متكرر، عن عدم رضاها عن توقيت البطولة الذي يأتي عادة في منتصف الموسم الكروي، تحديدًا خلال شهر يناير، وهو الوقت الذي يشهد انطلاق الدوريات الكبرى في القارة الأوروبية.
هذا التوقيت يُجبر الأندية على الاستغناء عن أبرز لاعبيها الأفارقة في مرحلة حاسمة من المنافسات، مما يؤثر على نتائجها ويضع مدربيها في موقف صعب أمام ضغط الجماهير والمنافسة على الألقاب.
إضافة إلى ذلك، أثارت سياسة إقامة البطولة كل عامين اعتراضات أخرى، إذ يرى الكثيرون أن هذا النظام يضع عبئًا إضافيًا على اللاعبين الأفارقة، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لخوض مسابقات مكثفة دون الحصول على فترات راحة مناسبة.
الانتقال المستمر بين المباريات مع أنديتهم في أوروبا والمشاركة مع منتخباتهم في كأس إفريقيا يسبب إرهاقًا بدنيًا ونفسيًا للاعبين، ويزيد من مخاطر الإصابات، ما ينعكس سلبًا على مستويات الأداء سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي.