هُدد بالقتل وهرب من مسابقة القرآن الكريم .. أشياء قد لا تعرفها عن أبو تريكة

في صغره كان يذهب الماجيكو إلى "الكُتاب" لحفظ القرآن الكريم، وكان يعمله عمه، في البداية حفظ 10 أجزاء، وعندما حان وقت المسابقة لتأكيد الحفظ، فضل تريكة الهروب، كونه لم يكن قد حفظ بشكل جيد، وعندما سأل عنه عمه، ترك البيت حتى لا يراه، خوفًا منه، لكن وبعد مرور السنوات حفظ كتاب الله بشكل كامل.

بعد تألق الماجيكو مع الترسانة في الدوري الممتاز، بدأ الأهلي يراقبه، وانتشرت الأنباء في الوسط الرياضي، وقتها علم جمهور الترسانة بالأمر، فهددوا تريكة بالقتل، من شدة حبهم له.

هنا اضطر والده للحضور يوميًا معه للتدريبات على عكس ما كان يفعل من قبل، فكان رد الساحر، لطمأنة والده: "هذه مجرد شائعات، لحزنهم على رحيلي".

في عام 1989، فقد تريكة شقيقه الأكبر أحمد، والذي تعرض لهبوط حاد في الدورة الدموية، أودى بحياته، لكن الساحر وقتها جمعه موقف مع الراحل قبل وفاته بيوم واحد، يجعله يؤنب نفسه باستمرار، حيث يقول: "قبلها بيوم واحد أرسلني أحمد لشراء بلح له، ثم طالبني بغسله والجلوس معه، لكنني رفضت وذهبت للخلود إلى النوم، لكنني شعرت بغصة في قلبي لعدم الجلوس معه وكأنني لن أراه مجددًا، وبالفعل في اليوم التالي أخبرنا ابن عمي بوفاته وهو في طريق عودته من العمل".

في إحدى المرات خلال تدريبات الترسانة، طالبه المدربون بشراء حذاء كرة قدم جديد بدلًا من "حذاء باتا"، الذي كان يمتلكه، لكن تواضع أحوال أسرته المادية، جعله يمتنع عن قول هذا الطلب لوالده، ليقرر الانقطاع عن التدريبات.

بعد ذلك، تواصل معه زميله في الفريق مجدي عابد، وأخبره أن مسؤولي الترسانة سيوفروا له كل شيء ليعود للمران، وبالفعل قام بشراء حذاء جديد، وعاد لمعشوقته.

ما قد لا يعلمه الكثيرون أن تريكة حاول الانضمام إلى الأهلي في بداية مسيرته، إذ ذهب لاختبارات الناشئين بالقلعة الحمراء، لكن تم رفضه، بداعي ضعف جسده، ليتجه بعدها على الفور إلى نادي الترسانة في دوري القسم الثاني، وبالفعل تم قبوله في الاختبارات، لتبدأ مسيرة النجاح من هنا.

نجح تاجر السعادة في قيادة فريقه بمركز شباب ناهيا للفوز بإحدى الدورات الرمضانية، وهنا كانت جائزته التي وصفها بالكنز هي "قميص الأهلي"، حيث يقول: "عُرفت في المركز أنني لاعب جيد، والجميع يعرف أن عائلي بأكملها تعشق الأهلي، فكانت جائزتي بعد فوزنا بالدورة الرمضانية هي فانلة الأهلي، كنت اعتبرها كنزًا، لحبي الكبير للقلعة الحمراء".

كان تريكة يشارك في الدورات المدرسية بصفة مستمرة، وفي إحدى المرات تعرض لكسر في القدم، وكانت هذه هي الإصابة الأولى له، فاستدعى الأمر تدخل شقيقه الأكبر، إذ طالب مدرس التربية الرياضية بالمدرسة بعدم الدفع به في أي مباراة من بعدها.

يشتهر زيدان العرب بابتسامته الدائمة في الملعب، حتى وإن احتسب خطأ ضده، وتعود هذه الابتسامة إلى نصيحة من أخويه الكبيرين في بداية مشواره الكروي..

"أخوي الكبيران أسامة ومحمد كانا يلعبان مباراة بمركز شباب ناهيا، وأنا كنت أتابع من الخارج، ووقتها أصيب أحد اللاعبين، فطُلب مني أن أشارك بدلًا منه، وبالفعل نزلت، لكنني ومع الوهلة الأولى تدخلت بقوة وسرعة، فلاعب الخصم قام بمراوغتي بطريقة رائعة، فتوجه إلى أشقائي ونصحاني بضرورة الهدوء في الملعب، ومن وقتها وأنا حريص على الحفاظ على هدوئي التام بالملعب، فقد كان هذا أول درس كروي تعلمته في حياتي".

قبل أن يحترف الماجيكو في عالم الساحرة المستديرة، كان يكتفي بمشاهدة أخويه الكبيرين وهما يلعبان كرة القدم، إنما هو يلعب كرة طائرة وكرة سلة وتنس طاولة في أحياء قرية ناهيا.

كان يحلم تريكة بأن يكون مهندسًا في يوم ما، لكن مع كرة القدم، لم يتمكن سوى من الحصول على نسبة 80% بالثانوية العامة، ليطيح به التنسيق إلى الإسكندرية بكلية العلوم إلا أنه قام بعد ذلك بتحويل أوراقه إلى كلية الآداب قسم تاريخ بالقاهرة.

لم يولد تريكة وفي فمه ملعقة ذهب، إذ بدأ العمل في سن مبكر، لمساعدة والده، فبجانب الدراسة، كان يعمل في الإجازات بمصنع "طوب".

ويقول تاجر السعادة عن هذه المرحلة: "غالبية من هم في عمري آنذاك بقرية ناهيا كانوا يعملون في الإجازات، لذلك اتجهت لمصنع طوب، كي أجمع الحصى من الأرض، ثم تم نقلي لتقليب المونة، ورغم صعوبة هذه المهنة إلا أنها ساعدتني لتقوية عضلاتي، ثم عملت على ما يسمى (برويطة) وهي المكان الذي يدخل به خليط المونة والرمل".

يحب الماجيكو قراءة الكتب كثيرًا، وبالتحديد الروايات، وأوضح من قبل أن أفضل كتاب قرأه هو "رجال حول الرسول" للداعية الإسلامي عمرو خالد، بجانب بعض الكتب المتعلقة بكرة القدم والتي جاء على رأسها كتاب "الفلسفة التي غيرت اللعبة" للمدرب الإسباني بيب جوارديولا.