Man City Liv ratings dokuGetty/GOAL

مانشستر سيتي وليفربول | ما فعله ريال مدريد دمره جوارديولا في مباراته الألف! ودوكو يُحيي ذكرى هازارد

حقق مانشستر سيتي انتصارًا مثيرًا ومستحقًا على ضيفه ليفربول في قمة الجولة الـ11 من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليمنح مدربه بيب جوارديولا أفضل احتفال بمباراته الألف في مسيرته الكروية. لنستعرض معًا بالنقاش والتحليل أبرز أحداث اللقاء ..

  • Manchester City v Everton - Premier LeagueGetty Images Sport

    الاحتفال الأفضل بالمباراة الألف

    وضع جوارديولا اسمه ضمن أنجح المدربين في تاريخ كرة القادم، ليس فقط بأرقامه ونتائجه وإنجازاته بل الأهم بأثره الكبير في اللعبة وبالثورة الفنية والتكتيكية التي أحدثها خلال بدايته مع برشلونة، والتي صارت إلهامًا للعديد من المدربين والأندية حول العالم.ً

    جوارديولا لعب اليوم مباراته الألف، وقد قال خلال المؤتمر الصحفي "لا يمكن أن أتمنى خصمًا أفضل من ليفربول لتلك المناسبة"، وقد كان صادقًا تمامًا لأن ليفربول منحه فرصة خوض مباراة مثالية كانت أفضل احتفال لذلك الرقم المذهل.

    جوارديولا لم يكتف بتحقيق الفوز بثلاثية نظيفة، بل قدم مباراة ممتازة على جميع الأصعدة، أثبت خلالها أنه خرج أو على الأقل بات قريبًا جدًا من الخروج من النفق المظلم الذي يتواجد به السيتي من الموسم الماضي، وقد رد بوضوح وقسوة على جاري نيفيل الذي استبعده تمامًا من حسابات المنافسة على لقب البريميرليج وفضّل ليفربول ليُوقف مسيرة آرسنال الناجحة نحو التتويج، إذ أظهر المدرب الإسباني أن فريقه هو المنافس الأبرز والأشرس لفريق تلميذه النجيب، ميكيل أرتيتا، هذا الموسم.

    مواجهة ليفربول كنت الـ550 لجوارديولا مع مانشستر سيتي، وقد ظهر قبله على مقاعد بدلاء بايرن ميونخ في 161 مباراة، وبرشلونة في 247 مباراة، والفريق الرديف للبارسا في 42 مباراة.

    وحقق جوارديولا أرقامًا مذهلة في رحلته التدريبية، حيث فاز في 716 مباراة من أصل 1000، كما توج بـ40 بطولة، منها 18 لقبًا مع مانشستر سيتي، والذي قاد لحصد لقب الدوري الإنجليزي "6" مرات.

    وتوج جوارديولا بألقاب الدوري الإسباني والألماني والإنجليزي، كما حصد دوري أبطال أوروبا 3 مرات، بواقع مرتين مع برشلونة ومرة مع مانشستر سيتي، ناهيك عن تحقيق السداسية مع العملاق الكتالوني في موسم 2008-2009، والخماسية مع السيتي في موسم 2022-2023.

  • إعلان
  • جوارديولا ولعبة الضغط مع سلوت

    لعب جوارديولا "لعبة الضغط" مع آرني سلوت قبل المبارة وخلالها، إذ خرج ليقول قبل اللقاء أن يورجن كلوب، سلف الهولندي، هو أفضل مدرب واجهه في الدوري الإنجليزي، مشيرًا إلى أنه يفتقد اللعب ضده، وهو ما يُمثل ضغطًا ذهنيًا من المدرب الإسباني على خصمه.

    ذلك التصريح ضاعف بالتأكيد من الضغوطات الموضوعة على المدرب المتوج بلقب البريميرليج الموسم الماضي، خاصة مع معاناته هذا الموسم من تراجع الأداء والنتائج، وعدم تمتعه بأي "حجة" لذلك مع حجم الإنفاق المذهل للنادي خلال سوق الانتقالات الصيفي الماضي، وخاصة كذلك للحديث مؤخرًا عن إمكانية عودة يورجن كلوب لتدريب الريدز حال إقالة سلوت، حتى لو بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم الجاري.

    وخلال المباراة، ضغط جوارديولا فنيًا على سلوت منذ البداية، ولم يسمح له بفعل أي شيء خلال الشوط الأول من المباراة، فالسيتي حاصر ليفربول هجوميًا بشكل قوي أجبره على عزل هجومه في الأمام دون أي دعم، ولذا رأينا نجم الريدز الأول هذا الموسم، دومينيك سوبوسلاي، تائهًا تمامًا وعاجزًا أمام ضغط نجوم السيتي القوي وكثافتهم الشرسة في الهجوم والدفاع، فيما لم تصل الكرة إلا نادرًا لثلاثي الخط الهجومي، والهدف الذي سُجل وألغي كان من كرة ثابتة.

    إحصائيات الشوط الأول تُظهر أن ليفربول لم يُسدد أي تسديدة على مرمى جانلويجي دوناروما، وقد سدد 4 تسديدات على مرمى خصمه سجل من إحداها هدف التقدم الأول بواسطة إيرلينج هالاند، والذي كان قد أهدر ركلة جزاء.

  • ما فعله ريال مدريد دمره مانشستر سيتي

    انتصار ليفربول على ريال مدريد في آخر جولات دوري أبطال أوروبا صنع اعتقادًا لدى العديد من الناس والمحللين أن زملاء محمد صلاح اقتربوا من نهاية الكابوس، حيث لعب الفريق مباراة ممتازة أمام خصم عنيد وقوي، واستطاع الخروج فائزًا بهدف نظيف.

    مانشستر سيتي جاء اليوم ونسف ذلك الاعتقاد تمامًا، حيث خرجت الأصوات بعد نهاية مباراة اليوم لتؤكد أن ليفربول أمامه الكثير والكثير ليُفكر بالعودة إلى مساره السليم، وأشار الجميع إلى أن المشاكل الفنية والذهنية مازالت موجودة لدى المدرب واللاعبين.

    ليفربول اليوم أظهر تحسنًا واضحًا في الشوط الثاني، لكن علينا ألا نهمل حقيقة أن تراجع السيتي للمناطق الخلفية وتغيير جوارديولا لأسلوب اللعب من الضغط المتقدم الشرس إلى الدفاع الإيجابي والاعتماد على المرتدات ساعد في منح الاستحواذ لفترات من اللعب إلى الفريق الضيف.

    ورغم هذا التحسن الملموس، إلا أن ليفربول لم يُسدد سوى تسديدتين على مرمى السيتي، بجانب 2 خارجه، وقد أهدر الفرص الـ3 الجيدة التي سنحت له، سواء بلمسة أخيرة سلبية من محمد صلاح أو بتصدٍ ممتاز من دوناروما لتسديدة سوبوسلاي.

    ليفربول عاد بعد صافرة النهاية أمام السيتي إلى المربع صفر من جديد، وقد بات سلوت الآن مطالبًا بعمل جاد وكبير لإيقاف الإشاعات حول إقالته ولدفع الإدارة للتمسك به ومنحه فرصة أخرى.

  • دوكو .. الجناح المرهق

    قال جوارديولا سابقًا أن أفضل ما قد يحصل عليه في فريقه هو جناح يستطيع المراوغة وتخطي الظهير المنافس في مواجهة فردية، وقد منحه جيريمي دوكو هذا الجناح بامتياز مساء اليوم في ملعب الاتحاد.

    دوكو لعب مباراة ممتازة خاصة على صعيد المراوغات الفردية وتخطي الخصوم، وقد أرهق إلى حد كبير الظهير الأيمن للريدز، كونور برادلي، وقد جعله يظهر بمظهر سيئ للغاية خلال اللقاء بعدما كان قد نال إشادات عظيمة بعد مواجهة فينيسيوس جونيور الأسبوع الماضي.

    برادلي حصل اليوم على تقييم 6.2 درجة من موقع صوفا سكور، فيما كان قد حصل يوم مباراة ليفربول وريال مدريد على 7.2 درجة، وهو التقييم الأقل له منذ مواجهة تشيلسي قبل شهر تقريبًا.

    دوكو، الذي حاز على تقييم 9.5 وهو الأعلى بين الجميع، كان قنبلة مراوغات وانفجرت في وجه برادلي وزملائه من ليفربول، لم يجد أي مشكلة في تخطي لاعب واثنين، والأفضل والأصعب أن قراره بعد تلك المراوغات كانت صحيحًا في أغلب الحالات بطريقة مذهلة، لأن غالبًا اللاعب بعد أن يُراوغ يخرج بقرار سلبي متأثرًا بالإرهاق الذهني والفني مما فعله.

    دوكو اليوم لعب 74 دقيقة، سدد 3 مرات كلها كانت على المرمى، سجل هدف وقدم 3 تمريرات مفتاحية، نجح في المراوغة 7 مرات، نجح في حسم 11 مواجهة فردية أرضية لصالحه من إجمالي 14، تعرض للخطأ 4 مرات وحصل على ركلة جزاء، وقد كان له دورًا دفاعيًا كذلك حيث استعاد الكرة 5 مرات، الرقم الأسوأ له كان في التمرير وهذا طبيعي نظرًا لموقعه الهجومي في الملعب، إذ نجح في تمرير 20 تمريرة سليمة فقط من إجمالي 30.

    صاحب الـ23 عامًا توج كل هذا الجهد بهدف رائع من تسديدة متقنة جدًا، ويُمكن الجزم أنه رجل المباراة الأول رغم جهد هالاند ونيكو جونزاليس، وقد أعاد إحياء ذكرى هازارد وتألقه مع تشيلسي، حيث بات اللاعب الأول الذي يحاول المراوغة أكثر من 10 مرات، ويكسب أكثر من 10 صراعات ثنائية، ويخلق أكثر من 3 فرص، ويسدد 3 أو أكثر على المرمى، ويسجل هدفًا في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ هازارد أمام وست هام عام 2019، وذلك وفقًا لموقع سكواوكا.

  • التسديد من الخارج .. أين الضغط؟

    ملحوظة فنية غريبة حدثت اليوم في المباراة، وهي تلقي ليفربول لهدفين بتسديدتين من خارج منطقة الجزاء، من جونزاليس ودوكو، وهذا حدث لا يتكرر سوى في حالات نادرة.

    الإحصائيات تقول أن ليفربول لم يقبل هدفين من خارج منطقة الجزاء خلال آخر 10 سنوات سوى 4 مرات، مرة من بيرنلي عام 2016 ومرتين من أستون فيلا عامي 2020 و2024، والرابعة اليوم أمام السيتي.

    الغريب في الأمر هو غياب الضغط على اللاعب المسدد من مجموعة وسط الملعب، إذ اكتفى أليكسيس ماك أليستر برفع قدمه من وضع الثبات في تسديدة دوكو، ومُنح جونزاليس ما يكفي من المساحة لإطلاق تسديدة قوية ومتقنة بغرابة شديدة.