Modric 2-1GOAL

ماسة كرواتية في فريق من زجاج.. مودريتش يعزف منفردًا في ليلة سقوط ميلان!

في أمسية كان من المفترض أن تكون احتفالية على ملعب سان سيرو، وتاريخية بكل المقاييس، تلقى ميلان صفعة مفاجئة بسقوطه بنتيجة 2-1 أمام ضيفه الصاعد حديثاً كريمونيزي. 

كانت ليلة تاريخية بالفعل، ففيها حطم لوكا مودريتش الرقم القياسي ليصبح أكبر لاعب سناً (39 عاماً و11 شهراً) يشارك لأول مرة في تاريخ الدوري الإيطالي، لكن التاريخ الذي كُتب في النهاية كان هزيمة كشفت عن عيوب واضحة في جسد الفريق. 

وسط هذا المشهد الباهت للروسونيري، كان هناك ضوء وحيد يشع بقوة، تمثل في الأداء الفردي الراقي للمايسترو الكرواتي.

  • FBL-ITA-SERIEA-MILAN-CREMONESEAFP

    لمحات من العبقرية منذ البداية

    منذ انطلاق المباراة، وضع مودريتش بصمته، ففي لقطة أظهرت نظرته الثاقبة، استلم الكرة في وسط الميدان، وبلمسة واحدة أرسل تمريرة بينية حريرية كسرت دفاع كريمونيزي، ووضعت زميله سانتياجو خيمينيز في انفراد تام بالمرمى. 

    ورغم أن الكرة سكنت الشباك، إلا أن حكم الراية تدخل لإلغاء الهدف بداعي تسلل بهامش ضئيل لتحرم مودريتش من صناعة هدفه الرسمي الأول، لكنها لم تلغِ اللمحة الفنية العبقرية التي قدمها للعشاق.

  • إعلان
  • محاولات مستمرة وتصدي مذهل

    طوال المباراة، كان مودريتش هو المحرك الرئيسي للكثير من هجمات ميلان، فقبل نهاية الشوط الأول، كثّف من محاولاته بالعرضيات والركلات الركنية لكن دون جدوى.

    ومع انطلاق الشوط الثاني، عاد ليصنع الخطر بنفسه، ففي الدقيقة 52، أطلق تسديدة قوية ومتقنة من على مشارف منطقة الجزاء، لكن الحارس إيميل أوديرو تألق بشكل لافت، وطار ليبعد الكرة بأطراف أصابعه في تصدٍ ربما يكون الأجمل في المباراة، حارماً النجم الكرواتي من هدف محقق.

  • FBL-ITA-SERIEA-MILAN-CREMONESEAFP

    غضب وتعاطف في المدرج الافتراضي

    على منصات التواصل الاجتماعي، كانت ردود الأفعال ممزوجة بالإشادة بمودريتش والأسف على حال الفريق. 

    عبرت الجماهير عن تعاطفها مع النجم الكرواتي، فغرد أحدهم قائلاً: "مودريتش، أنا أحبك وآسف من أجل الحمقى الذين سلموك لهم" في إشارة لمن يحيط به في الملعب من زملاء.

    وذهب آخرون إلى تحليل أعمق، واصفين ميلان بأنه "فريق مسطح وغير مبدع"، وموجهين اللوم لخطة المدرب أليجري العاجزة عن استغلال قدرات لاعب بحجمه.

  • لغة الأرقام

    لغة الأرقام لم تكن إلا تأكيداً على الصورة التي رآها الجميع في الملعب، أنهى مودريتش المباراة بـ 89 لمسة للكرة، وبدقة تمرير بلغت 91%. 

    الأهم من ذلك، أنه أكمل 27 تمريرة ناجحة في الثلث الأخير من الملعب، وأرسل 6 كرات طويلة ناجحة من أصل 7. 

    دفاعياً، لم يكن غائباً، حيث نجح في افتكاك كرة وقطع تمريرة وقام بإبعادين للكرة، ليثبت أنه كان شعلة الفريق التي لا تهدأ.

  • Modric Milan prima magliaGetty Images

    بيت القصيد

    وهكذا، أُسدل الستار على ليلة قاسية في سان سيرو، ليلة حملت في طياتها كل التناقضات الممكنة؛ عبقرية فردية للاعب حطم الأرقام القياسية بمجرد دخوله الملعب، وعجز جماعي لفريق بدا تائهاً ومفككاً أمام خصم صاعد حديثاً. 

    لقد فعل مودريتش كل ما يمكن للاعب خط وسط أن يفعله؛ صنع فرصة هدف محقق ألغاها التسلل، وسدد كرة كادت أن تعانق الشباك لولا براعة الحارس، وتحكم في إيقاع اللعب كأنه يملك ساعة في قدمه. 

    لكن كرة القدم، في نهايتها، لعبة جماعية، والهزيمة لم تكن مجرد عثرة عابرة، بل هي جرس إنذار حقيقي لإدارة ميلان والمدرب ماسيميليانو أليجري. 

    فهي تطرح أسئلة ملحة حول جودة العناصر المحيطة بالمايسترو الكرواتي، وعن الخطة التكتيكية التي تبدو عاجزة عن ترجمة سيطرة ميدانية إلى انتصار حقيقي. 

    خسارة ميلان للمباراة قد تكون مجرد ثلاث نقاط، لكن الخسارة الأكبر قد تكون هي إهدار الفصل الأخير من مسيرة أسطورة بحجم لوكا مودريتش في محاولات فردية يائسة.

     فالليلة لم يخسر ميلان فقط، بل خسر عشاق كرة القدم فرصة رؤية سيمفونية مكتملة، واكتفوا بالاستماع لعزف منفرد ورائع وسط ضجيج مخيب للآمال.

0