كان ماريو بالوتيلي دائمًا على حافة الهاوية بين كونه بطلًا خارقًا وشخصية كوميدية. إذا كانت ليلة وارسو هي ذروة تألقه في مسيرته، فإن "بالوتيليات" التي قام بها، وهي تصرفات نابعة من طفولية طفولية وتهور خطير واستفزاز محض، كانت رفيقه الدائم.
قائمة مغامراته تبدو وكأنها سيناريو كوميدي سخيف: عندما كان لاعباً في مانشستر سيتي، ألقى سهام الدارتس على لاعبي الشباب من الطابق الأول في ملعب التدريب بدافع الملل. قبل 36 ساعة فقط من مباراة الديربي ضد مانشستر يونايتد، أشعل حريقًا في حمامه باستخدام الألعاب النارية، مما تسبب في أضرار بقيمة 400 ألف جنيه إسترليني واستدعى تدخل فرقتي إطفاء. وكأن شيئًا لم يكن، سجل هدفين في نفس مباراة الديربي في فوز أسطوري بنتيجة 6-1 على غريمه المحلي. بعد وصوله إلى إنجلترا بوقت قصير، حطم سيارته Audi R8 في طريقه إلى التدريب، وعندما سأله رجال الشرطة عن سبب حمله 5000 جنيه إسترليني نقدًا، أجابهم بجوابه الشهير: "لأنني غني". أحبته جماهير مانشستر سيتي بسبب جنونه هذا وابتكروا له أغنية خاصة: "أوه بالوتيلي، إنه مهاجم، إنه جيد في لعبة السهام. لديه حساسية من العشب، لكن عندما يلعب، فهو رائع للغاية".
لكن إلى جانب سلوكه الطفولي، كان هناك انضباط مقلق على أرض الملعب. كان يجمع البطاقات الحمراء مثلما يجمع الآخرون صور بانيني. ركلة قوية على صدر لاعب دينامو كييف، وركلة متعمدة على رأس سكوت باركر لاعب توتنهام وهو على الأرض، وتكرار العراك بالأيدي في التدريبات، حتى مع معلمه روبرتو مانشيني الذي فقد الأمل فيه أولاً في إنتر ميلانو ثم في مانشستر سيتي.
لكن في قلب هذه الحقبة من الجنون، هناك لحظة أصبحت رمزًا أيقونيًا، مثل احتفال هالك: قميص "لماذا أنا دائمًا؟". بعد هدفه الأول في تلك المباراة التاريخية التي انتهت 6-1 ضد مانشستر يونايتد، رفع قميصه وكشف عن هذه الكلمات الثلاث البسيطة. فسر العديد من النقاد هذه الإيماءة على أنها مجرد غطرسة. لكن الحقيقة كانت على الأرجح أكثر تعقيدًا. قال بالوتيلي لاحقًا: "كانت رسالة إلى جميع الذين يتحدثون عني بشكل سيئ ولا يعرفونني، لذا سألتهم ببساطة: 'لماذا أنا دائمًا؟'".
لم يكن ذلك تعبيرًا عن الغطرسة، بل صرخة من أجل الهدوء. هنا تكشفت أيضًا العلاقة السامة، ولكن التكافلية، بين تصرفات بالوتيلي وشهرته العالمية. لم تكن فضائحه مجرد آثار جانبية لمسيرته، بل كانت المحرك لها. والحقيقة هي أن أفعال بالوتيلي كانت تغذينا نحن الصحفيين، ونحن وسائل الإعلام صنعنا شهرته. وشهرته، مقترنة بمشاكله الشخصية العميقة، أدت إلى أفعال جديدة وأكثر تقلبًا. كان بالوتيلي في الوقت نفسه مهندس أسطورته وضحيتها. لذا لم تكن السؤال "لماذا أنا دائمًا؟" سؤالًا بلاغيًا، بل وجوديًا.