مارك أندريه تير شتيجن .. قيادة برشلونة ليست بـ"الشارة فقط" فلتتعلم من قرار جيرارد بيكيه التاريخي!

في البداية.. يجب الحديث عن الخطة التي وضعها نادي برشلونة، بقياده مديره الرياضي ديكو ومدربه هانزي فليك، لمركز حراسة مرمى الفريق الأول لكرة القدم، في الموسم الجديد 2025-2026.

الفريق الكتالوني يضم في صفوفه عددًا كبيرًا من حراس المرمى حاليًا؛ وهم: "مارك أندريه تير شتيجن، جوان جارسيا، فويتشيك شتشيسني وإيناكي بينيا"، إلى جانب بعض الأسماء الشابة الأخرى.

وجاءت خطة برشلونة في مركز حراسة المرمى - وفقًا لكافة التقارير الإسبانية -؛ على النحو التالي:

* جوان جارسيا: "الحارس الأساسي" في الموسم الجديد.

* فويتشيك شتشيسني: تجديد عقده ليكون "البديل الأول" لجارسيا.

* مارك أندريه تير شتيجن: فسخ عقده أو "إجلاسه في المدرجات".

* إيناكي بينيا: بيع السنة الأخيرة في عقده أو الاتفاق على الفسخ بـ"التراضي".

* دييجو كوشين وآرون ياكوبيشفيلي: التناوب على مقعد "الحارس الثالث" في الموسم الجديد.

كوشين وياكوبيشفيلي يلعبا في الفئات السنية لنادي برشلونة؛ حيث قاد الأخير فريق الشباب لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

البعض قد يستغرب من هذا التحوّل المفاجئ، في موقف نادي برشلونة مع الألماني المخضرم مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم.

لكن.. الحقيقة أنه كان هُناك بعض المؤشرات في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025؛ أكدت أن علاقة برشلونة مع تير شتيجن، اقتربت من نهايتها.

الملامح التي أكدت اقتراب نهاية علاقة برشلونة وتير شتيجن:

* أولًا: استمرار التراجع الكبير بمستوى تير شتيجن في بداية موسم 2024-2025؛ قبل الإصابة.

* ثانيًا: المستويات الجيدة التي قدمها فويتشيك شتشيسني؛ بعد إعادته من الاعتزال، عقب إصابة تير شتيجن.

* ثالثًا: تصريحات تير شيجن بعد عودته من الإصابة؛ والتي أصر فيها على اللعب أساسيًا، دون مراعاة لشتشيسني.

* رابعًا: ما كشف عنه الإعلامي تشافي توريس بشأن رفض تير شتيجن، السفر مع بعثة نادي برشلونة؛ لمواجهة إنتر في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد علمه بأنه لن يلعب أساسيًا.

أيضًا.. ذكرت الكثير من التقارير الإسبانية أن هانزي فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، غاضب بشدة من الحارس الألماني المخضرم؛ بعد أن رفض الأخير، الإدلاء بكلمة في حفل تتويج برشلونة بالثلاثية المحلية "الدوري، كأس الملك والسوبر" 2024-2025.

ومن المعتاد في برشلونة، أن يلقي القائد الأول - وهو تير شتيجن حاليًا - كلمة أمام الجماهير؛ وذلك في الاحتفالية التي تقام على أرضية ميدان الفريق الكتالوني بنهاية كل موسم، بعد التتويج بالألقاب.

وما قام به شتيجن برفض الإدلاء بكلمة أمام الجمهور، في حفل التتويج بالثلاثية المحلية؛ يدل على أنه بعيد كل البعد عن صفات القيادة، التي يجب أن تتوفر في اللاعب الذي يرتدي شارة هذا الفريق الكبير.

بعد كل ما سبق.. يبقى السؤال الآن: "ما هو موقف الحارس الألماني المخضرم مارك أندريه تير شتيجن من خطة نادي برشلونة؟!".

وفقًا لما ذكرته صحيفة "سبورت" في أعدادها السابقة؛ يرفض تير شتيجن فكرة الرحيل عن صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة، خلال صيف العام الحالي.

ويرى تير شتيجن أنه قادر على اللعب أساسيًا، في الموسم الرياضي الجديد 2025-2026؛ حتى بعد تعاقد العملاق الكتالوني مع الحارس الشاب جوان جارسيا.

ووضع الحارس الألماني المخضرم شرطًا وحيدًا، إذا أراد برشلونة التخلي عنه في صيف العام الحالي؛ وهو دفع كامل القيمة المالية، عن الـ3 سنوات المتبقية في عقده مع الفريق.

ويتقاضى مارك أندريه تير شتيجن 10 ملايين يورو "صافي" - 20 مليونًا بالضرائب -، في الموسم الرياضي الواحد مع برشلونة؛ بينما يمتد عقده مع الفريق، حتى 30 يونيو من عام 2028.

لذلك.. من المستحيل على إدارة برشلونة أن تدفع كامل قيمة عقد تير شتيجن لـ"فسخ عقده"؛ وهو الأمر الذي يعلمه الحارس الألماني تمامًا، وعلى الرغم من ذلك يتمسك بموقفه.

ومن هُنا.. يعتمد مسؤولو برشلونة على خطة بديلة، وهي إخبار شتيجن بأنه لن يلعب أي مباراة في الموسم الجديد - إذا لم يرحل عن الفريق -؛ ما يجعل مشاركته مع منتخب بلاده ألمانيا في بطولة كأس العالم 2026، أمرًا مستحيلًا.

من ما ذُكِر في السطور السابقة.. قد تختلف الآراء بشأن الطرف المخطئ في هذه الأزمة؛ حيث قد يعتقد البعض أن الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن "متعنت في موقفه" رغم تراجع مستواه، بينما قد يرى آخرون أن تعامل إدارة برشلونة مع القائد الأول للفريق "لم يكن مثاليًا".

وبالفعل.. قد يكون تصرف الإدارة البرشلونية ليس مثاليًا تمامًا، من خلال تسريب خطة النادي في مركز حراسة المرمى عبر وسائل الإعلام، دون مواجهة اللاعب وجهًا لوجه؛ لكن أيضًا لا يُمكن إغفال بعض الحقائق عن تير شتيجن نفسه، وذلك خلال مسيرته مع العملاق الكتالوني.

أبرز هذه الحقائق هي أن تصريحاته أمام وسائل الإعلام، برغبته في اللعب أساسيًا بعد عودته من الإصابة الأخيرة، دون مراعاة لزميله فويتشيك شتشيسني؛ لم تكن الأولى من نوعها، خلال مسيرته مع برشلونة.

وبالعودة إلى الوراء 9 سنوات.. سنجد أن شتيجن "ساوم" برشلونة أمام وسائل الإعلام؛ بأنه سيرحل عن الفريق، إذا لم يلعب أساسيًا بجميع البطولات.

وقتها.. كان برشلونة يضم في صفوفه الحارس التشيلي المخضرم كلاوديو برافو إلى جانب تير شتيجن بالطبع، وكان مدرب الفريق آنذاك لويس إنريكي، يعتمد على أسلوب "التناوب" بين هذا الثنائي، في البطولات المختلفة.

وبسبب ذلك.. شهدت غرفة ملابس برشلونة بعض التوترات بين شتيجن وبرافو؛ الأمر الذي دفع الإدارة في النهاية، للاستغناء عن الحارس التشيلي والمراهنة على نظيره الألماني.

كذلك.. ظل برشلونة يراهن على شتيجن لـ11 سنة كاملة، رغم العديد من الهفوات التي قام بها وتراجع مستواه، بالإضافة إلى المشاكل المستمرة التي يُعاني منها على مستوى إصابة الركبة.

وهُنا.. يجب أن يتفهم الألماني المخضرم، أن برشلونة فضله لسنواتٍ عديدة وراهن عليه كثيرًا؛ لكنه حان الوقت للتغيير الآن وضخ دماء جديدة في مركز حراسة المرمى، مثلما حدث معه سابقًا.

ولذلك.. بدلًا من التعنت في موقفه، وخسارته جمهور برشلونة - الغاضب منه أساسًا -؛ يجب على تير شتيجن أن يتعلم من تجربة المدافع الإسباني الكبير جيرارد بيكيه، مع العملاق الكتالوني.

في سنواته الأخيرة مع برشلونة، عانى جيرارد بيكيه من تراجع كبير في مستواه؛ الأمر الذي دفع جمهور العملاق الكتالوني، لإطلاق صافرات الاستهجان ضده.

نعم.. بيكيه ابن برشلونة والذي يعتبر أحد أساطيره، والمحبوب بين الملايين من عشاق هذا الكيان الرياضي الكبير؛ تعرض لصافرات الاستهجان، وعلى أرضية ميدان "كامب نو" بالذات.

ولا ينسى أحد ما حدث في مباراة برشلونة وإنتر، ضمن منافسات دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا 2022-2023؛ والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (3-3)، على أرضية ميدان الفريق الكتالوني.

خلال هذه المباراة.. قدّم بيكيه واحدة من أسوأ مبارياته طوال مسيرته مع برشلونة، وارتكب أخطاءً فادحة بالجملة؛ الأمر الذي دفع جمهور العملاق الكتالوني لإطلاق صافرات الاستهجان ضده، ومطالبته بالرحيل.

وبالفعل.. بعدها بفترة قليلة اتخذ بيكيه قرارًا بإنهاء مسيرته مع برشلونة، وإعلان اعتزاله كرة القدم نهائيًا؛ حيث برر ذلك بأنه لا يريد أن يخسر شعبيته واسمه بين الجماهير، خاصة أنه يعلم بأن مستواه تراجع بالفعل.

تصرف بيكيه يكشف الفارق بينه والحارس الألماني المخضرم مارك أندريه تير شيجن - القائد الأول لبرشلونة حاليًا -؛ الذي لم يعط أي أهمية لغضب الجماهير ضده، كما لا يريد الاعتراف بتراجع مستواه من الأساس، مع تفضيل مصالحه الشخصية على النادي الذي قدم له الكثير.

وربما كان من الأولى أن يتصرف شتيجن كـ"قائد" لبرشلونة حقًا، وأن يعترف بأن فترته مع الفريق قد انتهت مثل بيكيه، وأن يخرج من الباب الكبير للعملاق الكتالوني بما فيه فائدة لجميع الأطراف؛ بدلًا من خسارة شعبيته أكثر من ذلك.

مارك أندريه تير شتيجن البالغ من العمر 33 سنة، انضم إلى برشلونة في صيف عام 2014؛ قادمًا من صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي بوروسيا مونشنجلادباخ.

صفقة شتيجن كلفت خزينة برشلونة وقتها، مبلغًا ماليًا يُقدر بـ12 مليون يورو؛ وهو استثمار مثالي في حارس كان يُنظر إليه، على أنه "الخليفة الشرعي" لحامي العرين السابق فيكتور فالديز.

وقدّم شتيجن بعض المواسم الجيدة مع برشلونة - بشكلٍ متفاوت -، على مدار الـ11 سنة الماضية؛ ولكنه فشل بصفة عامة في أن يكون خليفة فالديز، أو أن يسكن في قلوب عشاق هذا الكيان الرياضي الكبير.

أرقام مارك أندريه تير شيجن مع نادي برشلونة:

* مباريات: 422.

* دقائق: 38.045.

* أهداف مستقبلة: 416.

* شباك نظيفة: 175.

* كروت صفراء: 11.

* كروت حمراء: 0.

وتوّج تير شتيجن بـ19 لقبًا رسميًا مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة، منذ صيف 2014 وحتى الآن؛ أبرزها دوري أبطال أوروبا "مرة" وكأس العالم للأندية "مرة"، إلى جانب 6 بطولات في الدوري الإسباني.