Marseille meltdown GFXGetty/GOAL

صفقات "المنبوذين" وشجارات عنيفة وفيديو فضح حقيقة دي زيربي .. الفوضى التي جعلت مارسيليا "نادي الأشرار" في أوروبا

في السنوات الأخيرة، يُسيطر باريس سان جيرمان على كل شيء محلي في فرنسا، بل نجح في فك عقدته الأوروبية والحصول على دوري الأبطال الموسم الماضي.

وعلى جانب آخر، هناك عملاق فرنسي "نائم"، يمتلك تاريخ حافل به 9 ألقاب دوري فرنسي ولقب دوري أبطال أوروبا في 1992/1993، تحول من فريق يلعب كرة رائعة ويخرج لنا مواهب فذة حتى وإن لم يربح الألقاب، إلى أحد أهم مصادر الفوضى في الكرة الفرنسية.

النادي الذي أخرج لنا ديدييه دروجبا وفرانك ريبيري وسمير نصري وديميتري باييه وجان بيير بابان وروبرت بيريس، أصبح يضم مجموعة من "أشرار" اللعبة، الذي لا يعتبر وجودهم مقبولًا لدى العديد من جماهير الفرق الأخرى.

الواقعة التي حدثت مؤخرًا والاشتباك بالأيدي بين أدريان رابيو وجوناثان رووي، ليس سوى رسالة إلى إدارة النادي، الوضع يزداد سوءًا، وإليكم الأدلة وراء الطبيعة الغريبة التي أصبح يتسم بها العملاق الفرنسي..

  • FBL-FRA-LIGUE1-MARSEILLE-PARIS FCAFP

    دي زيربي .. الوجه الحقيقي للإيطالي "اللطيف"

    الإيطالي صاحب الـ46 سنة كان شخصية لطيفة للغاية في بداية صعوده إلى الشهرة مع ساسوولو، الأنظار اتجهت نحوه كمدرب مختلف ينتهج طريقة هجومية مغايرة لطبيعة أبناء بلاده الدفاعية.

    مؤتمراته في الدوري الإنجليزي مع برايتون كانت تتسم كثيرًا باحترام الفريق الخصم ومدربه، خاصة إن كان مانشستر سيتي وبيب جوارديولا الذي تحدث أكثر من مرة أنه مثله الأعلى.

    وبعيدًا عن حقيقة أن هذا الأسلوب المختلف لم يجلب له سوى لقب كأس أوكرانيا مع شاختار، إلا أن شخصية دي زيربي الحقيقية ظهرت مع مارسيليا، ورأينا أسوأ ما عنده مع النادي الفرنسي.

    من العادي أن يعترض أي مدرب على الحكام، ولكن ما فعله دي زيربي الموسم الماضي كان أعنف من الطبيعي، حيث خرج غاضبًا بعد خسارة فريقه أمام أوزير بالجولة 23 من الدوري الفرنسي.

    وقال وقتها لبرنامج "تيليفوت" عبر قناة "TF1" الفرنسية:"لن أدرب مرة أخرى في فرنسا بعد مارسيليا، هناك مشكلة ضخمة هنا، لو كان الفرنسيون سعداء بمستوى الحكام فهذا أمر جيد، ولكن ما حدث كان فضيحة".

    واعترض مارسيليا وقتها على تعيين الحكم جيريمي ستينات لمباراة أوزير، وهو نفس الشخص الذي طرد المهدي بنعطية، المدير الرياضي للنادي الفرنسي في إحدى المباريات أمام ليل بكأس فرنسا، مما تسبب في عقوبة ضده.

    الرئيس بابلو لونجوريا، كثير الحديث والشكوى والاعتراض، خرج للانضمام إلى دي زيربي وقتها، وقال نصًا:"ما يحدث فساد غير مسبوق".

    المزيد عن دي زيربي، انتشر مقطع فيديو هذا الشهر، يظهر فيه المدرب الإيطالي يشتبك بالأيدي مع إسماعيل كونيه لاعب الفريق وقتها قبل إعارته إلى ساسوولو.

    الإيطالي طلب منه أكثر من مرة عدم الاحتفاظ بالكرة وتقليل لمساته والالتزام بالتمرير، قبل أن ينفعل في وجه الكندي ويشتبك معه ويطالبه بمغادرة ساحة التدريبات فورًا.

    كونيه هرب من هذا الجحيم معارًا إلى ليل بمنتصف الموسم الماضي، وعندما عاد لم يجد لنفسه مكانًا لينضم إلى ساسوولو في صفقة إعارة مع خيار الشراء.

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-RENNES-MARSEILLEAFP

    نيل موباي .. لماذا؟

    موباي كان لاعبًا هدافًا مع برينتفورد لينتقل إلى صفوف برايتون مقابل 15.5 مليون يورو في 2019، عندما أصبح الفريق مزعجًا لكبار الدوري الإنجليزي.

    السجل التهديفي لموباي مع برايتون لم يكن جيدًا، 27 هدفًا في 109 مباراة، وهو رقم عادي جدًا لا يجذب أي فريق يضع الفنيات كأولوية لأي صفقة، لينتقل بعدها إلى إيفرتون ويسجل هدفًا وحيدًا مع التوفيز في 32 مباراة.

    ومع ذلك، كان الأمر كافيًا لإقناع مارسيليا بالتعاقد معه وجلبه إلى النادي، رغم السمعة السيئة التي اكتسبها اللاعب في الدوري الإنجليزي.

    في يونيو 2020 كان نيل موباي حديث الجميع في البريميرليج، وذلك بعد اتهامه بتعمد إصابة الحارس الألماني بيرند لينو من أجل إخراجه وبالفعل هذا ما حدث في مباراة خسرها آرسنال بهدفين مقابل هدف.

    لاعبو آرسنال تجمهروا وقتها حول موباي من أجل مهاجمته بعدما ظهر وكأنه فعل ذلك عن عمد بالفعل، قبل أن يخرج في وقت لاحق للاعتار  لتهدئة الأمر.

    الغريب أن ما فعله موباي كان سيئًا فقط للينو، ولكنه فتح الطريق أمام إيمليانو مارتينيز ليحصل على فرصته بعد سنوات طويلة، ليصبح بعدها الحارس الأساسي في آرسنال ثم أستون فيلا، تزامنًا مع كتابته التاريخ في المنتخب الأرجنتيني وفوزه بكأس العالم 2022، بالإضافة إلى حصوله على لقب الأفضل في العالم.

    وبجانب هذه الواقعة، عُرف عن موباي طريقة لعبه العنيفة وأسلوبه "القبيح"بخلاف أي شيء آخر، وربما يناسب هذا الأمر السياسة التي ينتهجها مارسيليا منذ بضعة سنوات مع الرئيس بابلو لونجوريا.

  • FBL-FRA-LIGUE1-MARSEILLE-PARIS FCAFP

    ميسون جرينوود .. وافقوا على من رفضه الجميع

    في البداية لا يمكن التشكيك في موهبة جرينوود، لاعب يمتلك قدرات فنية مذهلة وقدم يسرى تذكرنا كثيرًا بالهولندي روبن فان بيرسي لاعب آرسنال ومانشستر يونايتد السابق.

    ولكن، كل شيء بدأ في يناير 2022، حينما اعتقل جرينوود للاشتباه في ارتكابه جريمتي الاغتصاب والاعتداء الجسدي، والانخراط في سلوك قسري تجاه قاصرات.

    وبعد فترة من الجلسات والتكهنات وتجميد اللاعب من مانشستر يونايتد، تم إسقاط جميع التهم الموجهة إليه في فبراير 2023.

    وجوده في إنجلترا كان مرفوضًا، لينضم بعدها إلى خيتافي وينجح في الدوري الإسباني بشكل مُلفت للأنظار، لتظهر بعض التمهيدات حول عودته إلى الشياطين الحمر، لترفض العديد من المؤسسات الإنجليزية هذه الفكرة.

    ظهر خيار لاتسيو، ولكن تم رفضه، ثم مارسيليا، قبل أن يطلق مشجعو النادي حملة ضد قدوم اللاعب الإنجليزي بسبب القضية الأخلاقية التي تورط فيها، حتى وإن سقطت التهم الموجهة له.

    ومع ذلك، قرر بابلو لونجوريا المضي قدمًا في الصفقة، وضم اللاعب الذي تحفظت عليه العديد من الأندية، ولكن موجات الغضب هدأت تمامًا بسبب مستوى اللاعب، حيث سجل 23 هدفًا في 38 مباراة مع الفريق، وفي حالة بيعه سينجح مارسيليا في الحصول على أرباح مذهلة.

  • RabiotGetty Images

    أدريان رابيو .. حدث ولا حرج

    شرير آخر في صفوف مارسيليا، ولا نعرف من أين نبدأ، لأن رابيو له تاريخ حافل والكثير من العداوات التي كونها من ظهوره على الساحة وحتى الآن.

    أزمة رحيله عن باريس سان جيرمان بالمجان إلى يوفنتوس في 2019، جعلته عدوًا لجماهير نادي العاصمة، وتعرض لحملات من الهجوم والشتائم بمدرجات الملاعب الفرنسية بسبب هذه القضية.

    رابيو الذي يترك إلى شيء لوالدته "فيرونيك" رحل كذلك بالمجان عن يوفنتوس في 2024، ليقرر مارسيليا بأن يكون الطرف المستعد لتحمل مشاكله وأزماته.

    هناك تكهنات قالت إن أندريا بيرتا المدير الرياضي الحالي لآرسنال والسابق لأتلتيكو مدريد، سبق أن اجتمع مع والدة رابيو عندما كان يعمل بالنادي الإسباني لمناقشة صفقة محتملة، ولكنه غادر الاجتماع فور أن بدأت السيدة الفرنسية الحديث عن المكان الأنسب لابنها بتشكيل المدرب دييجو سيميوني، وهو موقف يحكي الكثير عن اللاعب وكيف تُدار الأمور داخل معسكره.

    والدة رابيو تخرج أكثر من مرة للدفاع عنه، وسبق أن هاجمت ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان وقالت إنه أساء معاملته، ولكن هل من الطبيعي أنه تعرض للظلم في مختلف الأماكن التي ذهب لها؟ أم أن طباعه هي المشكلة الرئيسية؟

  • GFX Adrien Rabiot Roberto De Zerbi Jonathan RoweGetty/GOAL

    الواقعة التي كشفت كل شيء

    لو أردنا دليلًا على أرض الواقع يؤكد لنا حقيقة أن مارسيليا أصبح "نادي الأشرار" في أوروبا، فلا يوجد أكثر مما حدث بعد مواجهة الفريق أمام رين في الجولة الأولى من الدوري الفرنسي.

    شجار حاد للغاية اندلع بين الثنائي أدريان رابيو وجوناثان رووي في غرفة خلع الملابس، حيث تخطى الخلاف اللفظي ليقوم كل منهما بضرب الآخر، في مشهد هزلي يعبر عن الطبيعة الغريبة التي يعيشها مارسيليا.

    رئيس النادي بابلو لونجوريا خرج بكل براءة لوصف الحادثة بأنها "واقعة غير مسبوقة وعدوانية للغاية"، دون أن يعترف بأنه المسؤول الأول عن حالة الفوضى التي بدأت من جلب لاعبين غير مرغوب فيهم، مرورًا بالخلافات بين المدرب واللاعبين والهجوم على الحكام بصفة مستمرة، وصولًا بحدوث "حرب شوارع" داخل غرفة الملابس.

    الشيء الوحيد الجيد هو أن مارسيليا عرض الثنائي للبيع فور هذه الواقعة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولمحو الصورة السيئة التي اكتسبها النادي مؤخرًا.

    جوناثان رووي غادر بالفعل إلى بولونيا، ولا يزال الحديث عن رابيو وإمكانية رحيله عن النادي، وسط أنباء حول مساندة بعض اللاعبين لاستمراره ودفاعهم عنه.

    وفي النهاية الرسالة واضحة إلى بابلو لونجوريا، هذه ليست الطريقة التي تقاوم بها هيمنة باريس، نعم لا يمكنك مقاومة القوة المالية الضخمة للعملاق الفرنسي، ولكن السلوكيات القبيحة ليست الحل، لديك ليل وموناكو فعلوها بالمواهب والإنفاق الذكي وليس بجلب "الأشرار" وخلق طبيعة جدلية حول النادي!