FBL-EUR-C3-ARSENAL-SPORTINGAFP

24 ساعة كانت كفيلة بتغيير رأيه تمامًا.. ماتيو لاهوز يضاعف جدل لقطة كارباخال وأراوخو المثيرة في الكلاسيكو!

أثار الكلاسيكو الأخير بين برشلونة وريال مدريد، الذي أقيم يوم 26 أكتوبر 2025، جدلًا تحكيميًا واسعًا بعد لقطة مثيرة للجدل جمعت بين داني كارباخال ورونالد أراوخو في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وهي اللقطة التي ما زالت تثير النقاش في الأوساط الرياضية والإعلامية الإسبانية حتى الآن.

لكن المفاجأة لم تكن في اللقطة ذاتها بقدر ما كانت في التحول الغامض في رأي الحكم السابق والمحلل التحكيمي الشهير ماتيو لاهوز، الذي قدم تفسيرين متناقضين تمامًا للعملية خلال يومين فقط، ما جعل كثيرين يتساءلون عن أسباب هذا التبدل في الموقف.

  • لقطة مثيرة

    في اللحظات الحاسمة من الكلاسيكو، أرسل لاعب برشلونة مارك كاسادو كرة عرضية داخل منطقة جزاء ريال مدريد، وقفز رونالد أراوخو محاولًا الوصول إليها، لكن داني كارباخال تدخّل من الخلف، متجاهلًا الكرة تمامًا، واصطدم بجسد المدافع الأورجوياني، مما أدى إلى سقوطه داخل المنطقة.

    المدافع الكتالوني طالب على الفور بركلة جزاء، إلا أن الحكم الرئيسي سيزار سوتو جرادو لم يحتسب شيئًا، كما أن غرفة الفيديو “VAR” لم تتدخل لمراجعة اللعبة.

    إعادة اللقطة التلفزيونية أظهرت بوضوح وجود احتكاك جسدي قوي من الخلف، ما فتح الباب أمام موجة من الجدل، خاصة أن مثل هذه الحالات غالبًا ما تُحتسب ركلات جزاء في مواقف مشابهة خلال مباريات أخرى.

  • إعلان
  • RCD Mallorca v Rayo Vallecano - LaLiga SantanderGetty Images Sport

    ماتيو لاهوز في البداية: “نعم، إنها ركلة جزاء واضحة”

    في أول تعليق له بعد المباراة، خلال تحليله عبر محطة "كادينا كوبي" الإسبانية، قال الحكم السابق أنطونيو ماتيو لاهوز إن ما فعله كارباخال كان خطأ واضحًا، مؤكدًا أن اللاعب “تحمل المخاطرة حين دفع منافسه من الخلف”.

    وأضاف لاهوز أن هذه “ليست حالة من الالتحام المشروع كتلك التي تكون بين كتف وكتف، بل هي دفع من الخلف يُفقد المنافس توازنه ويمنعه من الوصول إلى الكرة”، مشيرًا إلى أنه في ظروف أخرى أو في مباراة أقل حساسية من الكلاسيكو، ربما كان الحكم سيحتسب ركلة جزاء دون تردد.

    تصريحاته تلك فُسّرت على أنها انتقاد غير مباشر للتحكيم الإسباني، ولطريقة تعامل الحكام مع المباريات الكبيرة، حيث لمح لاهوز إلى أن السياق — أي كونها مباراة كلاسيكو — ربما لعب دورًا في تردد الحكم الميداني في اتخاذ قرار حاسم قد يؤثر على النتيجة في الدقائق الأخيرة.

  • بعد 24 ساعة.. لاهوز يغيّر رأيه بالكامل!

    في اليوم التالي، وأثناء ظهوره في برنامج "El Día Después" التلفزيوني، فاجأ لاهوز المتابعين بتغيير موقفه بشكل كامل. فقد صرح هذه المرة بأن “الاحتكاك طبيعي ولا يستحق العقوبة”.

    وقال بالحرف الواجد: “كان لحظة من لحظات كرة القدم. الكرة كانت في سياق اللعب، والاحتكاك كان طبيعيًا بين الكتف والظهر. لم يكن هناك ما يستوجب احتساب ركلة جزاء".

    هذا التغيير المفاجئ في الموقف أثار استغراب المشجعين والمحللين على حد سواء، إذ بدا أن لاهوز تراجع عن قناعته الأولى دون وجود معطيات جديدة، مما أعاد إلى الأذهان الجدل القديم حول عدم اتساق التفسيرات التحكيمية في كرة القدم الإسبانية، خاصة فيما يتعلق بالتحام اللاعبين داخل منطقة الجزاء.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • الجدل يتواصل

    في المقابل، كان للمحللين الآخرين رأي مغاير. فقد أكد الخبير التحكيمي في صحيفة "موندو ديبورتيفو"، سيزار بارّينيشيا مونتيرو، أن الحالة “ركلة جزاء واضحة لا تحتمل التأويل”.

    وأوضح قائلاً: “كارباخال لم يكن في أي لحظة مهتمًا بالكرة، بل كان هدفه الوحيد هو منع أراوخو من الوصول إليها. لا توجد نية للعب الكرة، والاحتكاك من الخلف واضح".

    وأشار مونتيرو إلى أن الإعادة التلفزيونية تُظهر بوضوح نية المدافع في تعطيل الخصم، وليس في المنافسة على الكرة، وهو ما يجعل اللعبة مخالفة تستوجب العقوبة، حتى وإن حدثت في الكلاسيكو.

  • متى يكون الاحتكاك طبيعيًا؟

    القضية الأبرز التي أعادت هذه الواقعة طرحها هي ضبابية تفسير مفهوم “الاحتكاك الطبيعي” في كرة القدم الحديثة. ففي ظل تطور تقنية الفيديو، باتت كل احتكاكات المنطقة تحت المجهر، ومع ذلك، لا يزال الحكام يختلفون حول الحد الفاصل بين اللعب المشروع والخطأ القابل للعقوبة.

    ويرى بعض النقاد أن مواقف مثل موقف لاهوز الأخير تُضعف ثقة الجمهور في التحكيم، لأن التناقض في التقييم من خبير إلى آخر — بل ومن نفس الشخص في يومين مختلفين — يكرّس فكرة أن القرارات التحكيمية تخضع للتقدير الشخصي وليس للقواعد الصارمة.

    كعادته، لم يخلُ الكلاسيكو من الجدل، وهذه المرة لم يكن حول هدف أو حالة تسلل، بل حول تفسير احتكاك واحد داخل منطقة الجزاء، وبينما يرى البعض أن أراوخو تعرض لدفع واضح يستحق ركلة جزاء، يعتقد آخرون أن الموقف يدخل في إطار “اللعب الخشن المشروع”.

    أما لاهوز، الذي اعتزل التحكيم الميداني بعد مسيرة حافلة، فوجد نفسه مجددًا في قلب النقاش، ليس كحكم هذه المرة، بل كمحلل يُثير الجدل بتناقض تصريحاته.

    وفي انتظار توضيحات أكبر من لجنة الحكام الإسبانية، يبقى السؤال الأبرز الذي يشغل جماهير برشلونة ومدريد: هل كانت ركلة جزاء ضائعة.. أم مجرد احتكاك طبيعي كما قال لاهوز بعد أن تراجع عن تصريحاته الأولى؟.

0