ماتيتش كان محقًا حول أونانا .. سرقة القرن لم تحدث في برشلونة ولكن في مانشستر!

إذا أراد مخرج في هوليوود أن يكتب ما حدث في قمة ليون ومانشستر يونايتد لحساب ربع نهائي الدوري الأوروبي، لم يكن ليخرج بأفضل مما أنتجته المباراة وتحديداً عبر الكاميروني أندريه أونانا، حامي عرين الشياطين الحمر.

دخل أونانا في سجال مع لاعب يونايتد السابق وليون الحالي نيمانيا ماتيتش، الأخير وصف الكاميروني بأحد أسوأ الحراس في تاريخ يونايتد عقب تقليله من النادي الفرنسي قبل موقعة الذهاب هذا الخميس.

الكاميروني وضح كلامه ببيان مقتضب قبل المباراة وأنه لم يقصد التقليل من أحد، ولكن الرد الحقيقي كان في ملعب "جروباما"، أونانا بدأ الليلة بحركات صبيانية لاستفزاز جماهير أصحاب الأرض، ليظن الكثيرون أنه سيرد في الملعب حقاً ويسكت منتقديه الكثر وليس فقط ماتيتش، ولكن العكس، كما هو متوقع حدث.

تسبب أونانا في هدفي ليون بشكل مباشر، وآخرهم الهدف الثاني بالدقيقة 95 الذي كلف يونايتد تعادلاً بنتيجة 2-2 عوضاً عن العودة بانتصار ثمين قبل موقعة الإياب في "أولد ترافورد" الخميس القادم، وعلى المستوى الشخصي كتب فصلاً جديداً في ملحمة فشله بقميص يونايتد الممتدة لموسم ثاني على التوالي.

للموسم الثاني على التوالي يواصل حارس أياكس وإنتر السابق فشله في مانشستر، يكفي القول إنه صاحب الرقم الأكبر من الأخطاء التي أدت لأهداف في البريميرليج منذ انطلاق الموسم الماضي، 8 أخطاء، أو أدت لفرصة، 12 خطأ، أرقام لا تليق أبداً بلاعب دُفع فيه 50 مليون يورو وحوافز إضافية.

تمثل صفقة يونايتد الحالة التي يرثى لها للنادي ككل، وصيف 2024 الذي شهد دفع مبلغاً يتخطى 150 مليوناً لضم أونانا، راسموس هويلوند، ميسون ماونت وغيرهم ممن فشلوا في تقديم أي إضافة يكشف عن حجم التخبط وسوء التخطيط لناد بحجم يونايتد.

ولكن إحقاقاً للحق لم يكن أونانا سيئاً مع إنتر، هو نفس الحارس الذي مع الفريق بلغ نهائي دوري الأبطال وحقق كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي، وأيضاً مع يونايتد قدم لمحات من ذلك الحارس القادر على صنع الفارق والخروج بتصديات إعجازية وليس فقط يستحق الإشادة كونه يجيد اللعب بقدميه والخروج بالكرة من مناطقه بشكل سوي.

اللوم لا يجب أن يكون على يونايتد أنه دفع 50 مليوناً لضم أونانا المتألق وقتها، ولكن على فكرة تخليه عن دافيد دي خيا مجاناً، وبالمناسبة الأخير رغم إمضاء عام كامل بالمنزل يسترجع حالياً مستوياته في فيورنتينا.

كان يمكن ضم أونانا والإبقاء على دي خيا وعدم التسرع في التخلي عن خبرات الإسباني، أي فريق كبير يجب أن يملك حارسين على مستوى تنافسي عالي ولكن يونايتد راهن على أونانا والشاب التركي بايندير الذي لا يحظى بثقة الأجهزة الفنية من الأساس.

الإشادة يجب أن تكون بإنتر الذي فعلها مجدداً وأعاد "سرقة القرن"، لقب اشتهرت به صفقة مبادلة زلاتان إبراهيمومفيتش مقابل صامويل إيتو و50 مليون يورو الشهيرة مع برشلونة، وبعدها أثبت النيراتزوري صحة قرارهم عقب أن تُوجوا بالثلاثية الخالدة تحت أنظار نجمهم السابق الذي رحل بعد عام واحد عن البلوجرانا.

إنتر باع أونانا مقابل 50 مليوناً وضم بديلاً له في صورة يان سومر من بايرن ميونخ مقابل فقط 5 مليون يورو ولم تشعر بأنه فقد أي شيء على صعيد حراسة المرمى، بل تحسن مستوى الفريق وفاز بالسيري آ وكان السويسري المخضرم من أبرز نجومه، لتكون عملية بيع أونانا عقب عام واحد من ضمه مجاناً وتحقيق مكسب مادي وفني يساوي أضعافاً هو حقاً "سرقة القرن" الجديدة!