Inter Miami CF v Orlando City - Leagues Cup SemifinalGetty Images Sport

من نام فاته سحر ليو والصعود للنهائي .. أورلاندو سيتي ضحية جديدة لميسي وربما حان وقت الرقصة الأوروبية الأخيرة!

كحال أي مشجع في المنطقة العربية، كان من الطبيعي أن تقضي الساعات الأولى من اليوم، الخميس، نائمًا، عندما كان يلعب ليونيل ميسي مع إنتر ميامي في  نصف نهائي كأس الدوريات.

ولكن ما فعله ليو اليوم، قد يجبرك على الاستيقاظ في المرات القادمة، لأن الأرجنتيني قدم لنا وجبة كروية دسمة، لم تكن خالية من السحر والإثارة، وقاد إنتر ميامي إلى نهائي البطولة بالتفوق على أورلاندو سيتي بنتيجة 3/1.

أورلاندو ظنوا أنه من الممكن إسقاط إنتر في حضور ميسي، حيث افتتحوا التسجيل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عن طريق ماركو باساليتش.

ولكن الرد جاء قاسيًا في الشوط الثاني، ثلاثية نجح ميسي في تسجيل هدفين منها، بالإضافة إلى هدف من زميله تيلاسكو سيجوفيا.

  • Inter Miami CF v Orlando City - Leagues Cup SemifinalGetty Images Sport

    عاد إليكم من جديد

    كان من المنطقي أن ينتظر مدرب أورلاندو وجماهير الفريق قائمة إنتر ميامي قبل المباراة لمعرفة مصيرهم، هل ننجو من ليو مثلما حدث مع دي سي يونايتد وتيجريس بغيابه بسبب الإصابة؟ أم يعود لنا وننضم إلى قائمة طويلة من ضحاياه.

    والإجابة هي أن أورلاندو كان ضحية بالفعل، رغم أن المدرب أوسكار باريخا دخل بخطة مُحكمة في الشوط الأول من أجل إيقاف ميسي ونجح على عكس المتوقع.

    أول 45 دقيقة كانت مُحبطة للغاية بالنسبة لميسي، حيث خضع للرقابة التي تعرض لها ووصلت إلى رؤيته مُحاطًا بأكثر من لاعب وصل عددهم إلى 3 أو 4 مدافعين، لأن أورلاندو يعلم جيدًا أن الضربة عندما تأتي ستكون من ليو.

    ولكن كرة القدم علمتنا دائمًا أن الرقابة رجل لرجل يمكنها أن تنجح مع أي لاعب، إلا بعض القلائل وعلى رأسهم ميسي، حيث كانت البداية بالتسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة 76 لتصبح النتيجة التعادل الإيجابي 1/1.

    الآمال كانت حاضرة لأورلاندو، قبل أن يظهر ميسي من جديد في الدقيقة 88 بهدف حاسم من تمريرة لجوردي ألبا، لتصبح النتيجة 2/1، وجاء تيلاسكو سيوجوفيا بهدف ثالث ليقتل أي محاولة ممكنة للعودة.

    المباراة كانت بمثابة النموذج الحرفي على صعوبة إيقاف ميسي، وحتى لو نجحت لشوط، فمن المستحيل أن تفعل ذلك 90 دقيقة، وهذه حقيقة لم تتغير أبدًا سواء مع برشلونة أو باريس سان جيرمان "وإن انخفض مستواه هناك" وكذلك إنتر ميامي.

  • إعلان
  • Inter Miami CF v LA GalaxyGetty Images Sport

    بعض الأشياء لا تتغير أبدًا

    علاقة ميسي بجوردي ألبا فريدة من نوعها في كرة القدم، ويمكن اعتبارها واحدة من أفضل الشراكات في كرة القدم الحديثة، رغم أن أحدهما يلعب كجناح ومختلف المراكز بخط الهجوم، والآخر ظل طول حياته بمركز الظهير الأيسر.

    في 26 أغسطس 2012 .. نجح جوردي ألبا في صناعة التمريرة الحاسمة الأولى لميسي، في إحدى مباريات برشلونة أمام نظيره أوساسونا في إسبانيا.

    وبعد سنوات طويلة، وبالتحديد 13 سنة كاملة من الزمن، ألبا لا يزال يصنع لميسي، وأعطاه تمريرة حاسمة أخرى تسببت في منح فريقهما بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية لكأس الدوريات.

    هذا التفاهم الاستثنائي ربما يبرر لنا حقيقة أن ميسي أدمن جلب أصدقائه إلى إنتر ميامي، سيرجيو بوسكيتس ولويس سواريز ورودريجو دي بول وغيرهم من زملائه السابقين وأبناء بلاده، ولعل ذلك يأتي في صالح إنتر ميامي، لأن هؤلاء يفهمونه أكثر من غيرهم.

  • Inter Miami CF v Orlando City - Leagues Cup SemifinalGetty Images Sport

    ترك أوروبا مٌبكرًا

    الليلة كانت سعيدة بكل ما تحمله الكلمة للمعنى، تأهل إلى نهائي كأس الدوريات، مستوى مميز من ليو، واحتفال مؤثر له مع طفليه بعد التسجيل في الفريق الخصم.

    ومن ناحية الأرقام، ميسي يعيش أفضل حالاته مع إنتر ميامي، رغم مشاكل اللياقة التي تعرض لها مؤخرًا، سجل 27 هدفًا وصنع 10 في كل البطولات، وحصل على رجل المباراة 15 مرة، ويحتل صدارة الهدافين في الدوري الأمريكي.

    يبدو وكأننا نشاهد ميسي نسخة برشلونة، والسؤال الذي سأله الكثيرون بعد ثنائية أورلاندو ومستوى الأرجنتيني، هل تعجل ليو في ترك أوروبا؟ من غير العدل أن تقدم هذه المستويات بينما يستغرق أغلب عشاق كرة القدم بالعالم في النوم بسبب فارق التوقيت!

    ربما لست في نفس مستوياتك الأسطورية مع برشلونة، ولكنك قهرت عامل السن وما تفعله حاليًا في إنتر ميامي قد يكون كافيًا لإلهام العديد من الفرق الأخرى في أوروبا وبمختلف الدوريات الكبرى.

    لو لم يقم ميسي بتجديد عقده مع إنتر ميامي، سيكون عليه العودة إلى أوروبا حتى يمنحنا رقصة أخيرة، على الأقل سيبقى أغلبية عشاقه مستيقظين لرؤية سحره على الهواء مباشرة!