joan-laporta-lionel-messi-barcelonaGoal

البرغوث لا ينسى ثأره ولو بعد حين .. معسكر الأعداء يشعل "ثورة ميسي" لزلزلة عرش لابورتا الراسخ

من يظن أن علاقة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بناديه التاريخي وبيته الأول برشلونة، انتهت برحيله إلى باريس سان جيرمان ومنه إلى إنتر ميامي الأمريكي، فهو مخطئ تمامًا لأن "البرغوث"، ليس مجرد أسطورة للنادي الكتالوني، بل هو محرك دائم في أحداثه سواء كان داخل جدرانه أو خارجه.

ومع التحركات الداخلية والاستعدادات للانتخابات المرتقبة في برشلونة خلال العام المقبل، يُقال إن ليونيل قد يلعب دورًا في هذه المعركة، لحرمان الرئيس جوان لابورتا من الحصول على ولاية رئاسية ثانية لاستكمال حقبته الحالية.

  • Laporta Barca Getty Images

    ميسي في معسكر الأعداء!

    وفقًا لشبكة "كادينا سير" قد "يشارك" ميسي في هذه العملية، ولكن قد لا يكون ذلك لصالح لابورتا، حيث تلقى اتصالات من الأطراف المعادية للرئيس الحالي من أجل كسب النجم الأرجنتيني في جبهتهم وحرمان لابورتا من الاحتفاظ بمقعده مرة أخرى.

    ورجحت هذه التقارير، أن يستجيب ميسي لنداء هذه الجبهة خصوصًا أنه يضمر بداخله عداءً شديدًا لجوان لابورتا، الذي كان سببًا مباشرًا في رحيله عن النادي الكتالوني عام 2021.

    بخلاف أن ميسي تحول في السنوات الماضية إلى معارض شرس لسياسات الإدارات المتعاقبة على برشلونة، ويرى أن النادي بحاجة إلى دماء جديدة تقود المرحلة المقبلة وتصنع نهضة حقيقية، كالتي قادرها مع الجيل الذهبي منذ ظهوره قبل 19 عامًا تقريبًا.

    ومن المرجح أن يقف كل من فيكتور فونت وجوان كامبروبي ضد لابورتا في انتخابات العام المقبل، وإذا أيد النجم الفائز بكأس العالم 2022، الذي يعد أيقونة برشلونة، أحد المرشحين، فقد يؤثر ذلك على نتيجة الانتخابات.

    ولكي تفهم طبيعة هذا الصراع المثير وتتوقع نتائجه، عليك قراءة السطور التالية، حيث توضح تاريخ الصراع الشرس بين ميسي ولابورتا، وبعدها توقع بنفسك إلى أي نهاية قد ينتهي..

  • إعلان
  • laporta messi

    ميسي ولابورتا .. بداية ونهاية!

    عندما عاد جوان لابورتا إلى رئاسة نادي برشلونة في مارس 2021، كان ليونيل ميسي لا يزال قائد الفريق وأيقونته التاريخية.

    في البداية دعم ميسي ترشح لابورتا، واعتُبر هذا الدعم أحد أسباب فوزه في الانتخابات، خصوصًا بعد مرحلة من التوترات مع الإدارة السابقة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو.

    لكن العلاقة بين الطرفين سرعان ما تدهورت، بعدما فشل النادي في تجديد عقد ميسي، رغم تأكيدات لابورتا المتكررة بأن النجم الأرجنتيني سيبقى.

    وقبل أقل من 24 ساعة من توقيع العقد الجديد، ألغى لابورتا الصفقة لأسباب مالية تتعلق بلوائح اللعب المالي النظيف، وهو ما اعتبره معسكر ميسي "خيانة".

  • صفقة باريس وبداية القطيعة!

    رحل ميسي إلى باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر، وسط دموع الجماهير وغضب اللاعب، الذي لم يُخفِ شعوره بالخذلان.

    ورغم محاولات لابورتا لتبرير القرار، إلا أن ميسي لم يغفر له، وصرّح لاحقًا بأنه لم يتلق عرضًا رسميًا من برشلونة، وهو ما نفاه لابورتا بشدة، مؤكدًا أن العقد كان جاهزًا وتمت مناقشته مع والد ميسي، خورخي والذي يقوم بدور وكيله دائمًا.

    وحتى في صيف 2023، ترددت أنباء عن إمكانية عودة ميسي إلى برشلونة، لكن اللاعب اختار الانضمام إلى إنتر ميامي، مفضلًا الابتعاد عن الضغوط التي عاشها في باريس وبرشلونة. 

  • Lionel Messi Barcelona 2009Getty

    المعركة الجديدة بين الأسطورة والإدارة!

    الخلاف بين ميسي ولابورتا لا يمكن اختزاله في صفقة فاشلة أو وعد غير مُنفذ، بل هو انعكاس لصراع أعمق بين العاطفة والاحتراف، وبين رمزية اللاعب الأعظم في تاريخ النادي، ورئيس يسعى لإعادة بناء المؤسسة وسط أزمة مالية خانقة. 

    ورغم محاولات التهدئة، فإن القطيعة تبدو راسخة، وقد يكون لميسي دور مؤثر في مستقبل برشلونة، ليس كلاعب، بل كرمز قادر على تغيير المعادلات داخل النادي.

    إلا أننا لا يجب أن نغفل عنصرًا مهمًا للغاية في هذه المعركة، والمتعلق بنقاط قوة الطرف الثاني للصراع، جوان لابورتا، الرئيس الذي ثبت أقدامه بقوة في السنوات الأخيرة، واستطاع أن يعبر بالنادي الكتالوني إلى بر أمان "مؤقتًا"، رغم الرياح العاتية التي واجهها دائمًا.

  • FBL-SPAIN-BARCELONA-LAPORTAAFP

    لابورتا ليس الخصم الضعيف!

    صحيح أن ميسي هو أسطورة خالدة في برشلونة، لكنه لا يواجه مدافعًا يرتدي الطاقم الرياضي ويحاول مراوغته على أرض الملعب، وإلا لكانت النتيجة محسومة بتفوق كاسح للبرغوث، لكنه يواجه محاميًا يجيد خوض المعارك المختلفة ولعب كل الأدوار السياسية والإدارية والاقتصادية أي أنها معركة ستكون متكافئة كثيرًا.

    فمنذ عودته إلى رئاسة نادي برشلونة في عام 2021، قاد جوان لابورتا النادي الكتالوني في واحدة من أصعب المراحل المالية والإدارية في تاريخه، وتمكن من تحقيق مجموعة من الإنجازات المفصلية التي أعادت للنادي جزءًا من بريقه المفقود.

    أبرز هذه النجاحات تمثلت في إطلاق مشروع تجديد ملعب "كامب نو"، الذي وصفه لابورتا بأنه "أهم مشروع مؤسسي في تاريخ النادي"، وقد نجح في تأمين تمويل ضخم بقيمة 1.45 مليار يورو من خلال اتفاقيات مع 20 مستثمرًا، دون تحميل الأعضاء أي أعباء مالية أو تعريض النادي للرهن، مما يضمن استدامة المشروع واستقلالية المؤسسة.

  • ظهير نجاحات قوي يدعم لابورتا!

    وعلى الصعيد المالي، استطاع لابورتا تجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ورثها عن الإدارة السابقة، حيث أعلن في يونيو 2025 أن ميزانية النادي ستتجاوز حاجز المليار يورو للمرة الأولى في تاريخه. وقد تحقق ذلك من خلال تقليص النفقات، وزيادة الإيرادات، واستعادة التوازن المالي دون المساس بالتنافسية الرياضية أو اللجوء إلى بيع ملكية النادي.

    أما رياضيًا، فقد نجح برشلونة تحت إدارة لابورتا في العودة إلى منصات التتويج، حيث استعاد لقب الدوري الإسباني، وبدأ في بناء فريق تنافسي يعتمد على مزيج من المواهب الشابة مثل لامين يامال، والنجوم الدوليين، مع الحفاظ على هوية النادي الكتالونية ومشروعه الرياضي طويل الأمد.

    هذه الإنجازات تؤكد أن لابورتا لم يكتفِ بإدارة الأزمة، بل حوّلها إلى فرصة لإعادة بناء برشلونة على أسس أكثر صلابة واستدامة، واضعًا النادي على طريق التعافي المؤسسي والرياضي.