Lionel Messi Hilal AhliGOAL AR

ليونيل ميسي .. بين ظلم الأهلي وتحقيق أهداف المشروع السعودي في الهلال!

"ما أشبه الليلة بالبارحة" .. أو تحديدًا بعام 2023؛ فقبل أيام قليلة عشنا لأسابيع مع جدل ملف تجديد عقد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، هو نفسه ذاك الجدل الذي كان في "شتاء 2023" بعد فسخ مانشستر يونايتد لعقده، لكن أخيرًا وقع صاروخ ماديرا عقود التجديد للعالمي لمدة موسمين مقبلين.

والآن نحن نعيش في "دوامة صيف 2023"، تلك التي كانت خاصة بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي..

وقتها انتهى عقد ليو مع باريس سان جيرمان، ودخل في مفاوضات مطولة مع مسؤولي الكرة السعودية، لتمثيل الهلال، لكن النهاية كانت صادمة بتفضيله الانتقال لإنتر ميامي الأمريكي.

وفي الوقت الراهن، عادت حيرة ميسي من جديد، فعقده مع إنتر ميامي ينتهي بنهاية ديسمبر 2025، والتقارير تؤكد رغبته في خوض تجربة أقوى من تلك التي يعيشها في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأشهر التي تسبق كأس العالم للمنتخبات 2026.

ورغم أن تقارير أخرى تتحدث عن نيته تجديد العقد مع إنتر ميامي إلا أن الوسط السعودي على صفيح ساخن حاليًا، كون النصر يملك رونالدو، والاتحاد لديه بالفعل كريم بنزيما، والسؤال واحد "أيهما أحق بضم ليونيل ميسي .. الهلال أم الأهلي؟!".

دعونا في السطور التالية نستعرض كافة وجهات النظر، ونخرج بالنتيجة النهائية لحسم الجدل الدائر حاليًا بين الهلاليين والأهلاويين..

  • "لا لظلم الأهلي"

    هذا شعار رفعه الأهلاويون على مدار الأسابيع الماضية، مطالبين لجنة الاستقطابات بضرورة أن يكون ميسي من نصيب قلعة الكؤوس.. المبرر؟

    الأهلي الفريق الوحيد من بين الكبار الذي لم يبرم صفقة من "نجوم الصف الأول" .. نعم! تعاقد مع رياض محرز، إيفان توني، روبرتو فيرمينو، آلان سانت ماكسيمين، إدوارد ميندي، فرانك كيسييه وغيرهم، لكن لا يقارن أي منهم بالنجوم الذين ضمهم منافسيه..

    النصر أخذ نصيبه بضم كريستيانو رونالدو، والاتحاد فاز بكريم بنزيما، والهلال - وهو الأهم بينهما كونه منافس الأهلي على ضم النجم الأرجنتيني - تعاقد مع نيمار دا سيلفا جونيور، حتى وإن كان صفقة فاشلة.

    حقيقةً مبرر الأهلاويين هنا منطقي إلى حد كبير للغاية .. لكن دعونا نكمل!

  • إعلان
  • "الأهلي يستحق مكافأة آسيا"

    مبرر آخر من الوسط الرياضي لقلعة الكؤوس، والحديث هنا عن كون ناديهم يستحق مكافأة كبرى على نجاحه القاري في موسم 2024-2025..

    الراقي حقق إنجازًا تاريخيًا في الموسم المنقضي بالتتويج بطلًا لدوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخه.

    هذا الإنجاز تحقق بعد موسمين فقط من مشاركة الراقي في دوري يلو السعودي للدرجة الأولى .. استفاقته كانت سريعة وتليق بكبير بالفعل!

    لذا يرغب جمهور الأهلي أن يُدعم فريقهم بنجم من الصف الأول، كي يقوده في النسخة المقبلة من البطولة القارية، كي يتمكن من الاحتفاظ بلقبها، بجانب أنه سيشارك في كأس القارات للأندية 2025.

    إلى هنا انتهت مبررها الأهلاوية، لننتقل للسان حال الهلاليين..

  • "ضمان بطولة مع الهلال"

    أما عن الهلاليين فهم الجمهور الأكثر ثقة بنفسه من بين الجميع، لا لوم عليهم؛ فريقهم لا يمر موسم من المواسم الأخيرة إلا وقد حقق بطولة - على الأقل - حتى في أسوأ فتراته.

    يكفي أن يدعم مبررهم هذا أن الفريق الذي خسر دوري روشن، النخبة الآسيوية وكأس خادم الحرمين الشريفين خلال 2024-2025، وصل لربع نهائي كأس العالم للأندية 2025 بعد التعادل أمام ريال مدريد (1-1) في دور المجموعات، والفوز أمام مانشستر سيتي (4-3) في دور الـ16، قبل أن يودع البطولة على يد فلومينينسي البرازيلي في الأخير.

    هذا تحقق رغم غيابات أساسية به كسالم الدوسري، حسان تمبكتي، أليكساندر ميتروفيتش وغيرهم، بجانب أن المونديال هو المهمة الأولى تحت إشراف مديره الفني الجديد الإيطالي سيموني إنزاجي.

    يعني هذا أن ليونيل ميسي - إن ارتدى قميص الهلال - بنسبة كبيرة ضمن الخروج ببطولة على أقل تقدير في الموسم.

    حافز يستحق أن يأخذ ميسي الخطوة، خاصةً وأنه يرى غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو يعاني مع النصر على مدار موسمين ونصف دون أي بطولة.

  • "الهلال .. التكريم الأفضل لميسي"

    في الإطار نفسه، وبعد إنجاز التأهل لربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، على صوت الهلاليين أكثر وأكثر..

    "الزعيم هو أفضل تكريم لميسي في ختام مسيرته" .. عبارة ستسمعها كثيرًا إن تجولت في الوسط الرياضي السعودي، داعمين موقفهم ليس ببطولات محلية أو قارية فقط، بل حتى بتحقيق ناديهم فضية كأس العالم للأندية 2022 وكذلك الوصول لربع نهائي مونديال 2025، في وسط ودع به إنتر ميامي البطولة – المقامة على أرضه – من دور الـ16.

    لكن إن نظرت للأمر بواقعية أكثر فإن ليونيل ميسي سيكون أفضل تكريم للمشروع السعودي الذي يبهر الجميع منذ انطلاقه في شتاء 2023، الجمع بين البرغوث والدون في دوري واحد من جديد بعد رحيلهم عن الدوري الإسباني، فيحدث نقلة كبرى في دوري روشن، بخلاف النقلة الناجحة التي يعيشها حاليًا بالفعل.

  • لكن .. "الهلال لا يحب النجوم"!

    حتى الآن .. الهلال والأهلى في كفتين متساويتين بشأن "من الأحق بليونيل ميسي؟"، كل منهما يدعم موقفه بشيئين – كما استعرضنا في السطور السابقة – لكن هناك نقطة سلبية قد تهد كافة النقاط الإيجابية السابقة التي كانت في كفة الزعيم..

    ربما الهلال هو النادي الوحيد من بين كبار الدوري السعودي الذي لا يجيد الالتفاف حول لاعب واحد وتنصيبه "النجم الأول" فالفريق ككل هو النجم والعمل الجماعي أهم من أي شيء .. هذا ظهر جليًا في وضع نيمار دا سيلفا جونيور عند التعاقد معه في صيف 2023 وحتى رحل في شتاء 2025.

    أما مع قدوم ميسي – حتى وإن كان أفضل لاعب في التاريخ – فمن شأنه أن يهز تلك المنظومة التي يعمل عليها الهلال منذ سنوات، والخسارة ستكون للطرفين سواء القلعة الزرقاء أو النجم الأرجنتيني.

    ما يخفيه المستقبل غير معلوم، لكن هذا يبقى واقع الهلال الذي أثبته في الكثير من المواقف، وإن كان محتمل أن يكسر ميسي تلك القاعدة.

  • Paris Saint-Germain v Inter Miami CF: Round Of 16 - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    خلاصة القول

    قدوم ميسي لدوري روشن هو في الأخير نجاح للمشروع السعودي ككل وله عدة زوايا..

    إن كنت تبحث عن أكثرهم إثارة، فمؤكد أنك ستنحي الأهلي والهلال، وستتصدر فكرة الجمع بينه وبين كريستيانو في النصر المشهد؛ ستكون الصفقة الأكثر بريقًا على الساحة كونها لم تحدث من قبل.

    لكن إن كنت تبحث عن الأحقية استنادًا على مبدأ المساواة بين الأندية؛ فهنا ستترجح كفة الأهلي على الهلال، كي يحصل على نصيبه من نجوم الصف الأول.

    ويمكنك أن تقول إن نجاح ميسي مع منظومة الأهلي احتماله أكبر من الهلال؛ فالراقي من نوعية تلك الأندية التي تفضل النجم الذي يلتف حوله الجميع كما الاتحاد في وجود كريم بنزيما، الذي قاده لتحقيق لقبي دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين 2024-2025.

    وإن كان العدل ليس أساسًا؛ فالمغامرة بضمه للهلال كي يحصد البطولات حتى لو فشلت فكرة "النجم الأول"، كما توج نيمار بأربع بطولات لم يوقع على أي منها نظير مشاركته في سبع مباريات فقط على مدار موسم ونصف، لكنها كُتبت ضمن تاريخه.

    النقاش فروعه متشعبة، وكل زاوية قد تكون الأحق من غيرها، لذا من الأفضل للجميع أن تكون رغبة ميسي نفسه هي الحكم الأول والأخير لحسم هذا الجدل .. فلا أحقية لنادٍ بلاعب بقدر ما رغبة الأخير هي الأهم!

0