دخل ديديه ديشان، المدير الفني لمنتخب فرنسا، مواجهة أذربيجان بأسماء جديدة تمامًا عن التي اعتاد خوض المباريات بها، إذ غاب العديد من الأسماء وعلى رأسها كيليان مبابي، لكن هل يُمكن القول أن المنتخب الذي لعب اليوم هو "منتخب بدلاء"؟ بالتأكيد لا!
أسماء مثل ثيو هيرنانديز، لوكاس هيرنانديز، إبراهيم كوناتي، لوكاش شوفالييه، كريستوفر نكونكو، جان فيليب ماتيتا، هوجو إيكيتيتي، كيفرين تورام، ماجنيس أكليوش وغيرها لا يُمكن أن تُوصف بالبدلاء، وعلى الأرجح لن يكونوا أبدًا "منتخب بدلاء" إلا بالقميص الفرنسي.
فرنسا أصبحت في السنوات الأخيرة حالة فريدة في كرة القدم، فهو المنتخب الأكثر امتلاكًا للاعبين المميزين الجاهزين لخدمته في العالم، هو المنتخب الوحيد الذي لديه مخزون هائل من النجوم المخضرمين والمواهب الصاعدة، وما على المدرب ديشان إلا حُسن الاختيار والتوظيف لصناعة فريق قوي قادر على المنافسة.
ربما لا نبالغ أبدًا إن قلنا أن فرنسا لديها القدرة على تشكيل 4 أو 5 منتخبات في كرة القدم تستطيع التأهل إلى نهائيات كأس العالم لو شاركت عبر التصفيات في مختلف القارات، ولذا لا عجب أبدًا أن نرى الديوك تُتوج باللقب في 2018 وتخسر النهائي في 2022 وهي المرشح الأول للفوز في 2026.
لهذا، لا يُمكن أن يُخدع أحد ويقول "حسنًا، حظنا جيد، سنواجه بدلاء فرنسا"، لأن "بدلاء" فرنسا أولئك يستطيعون إيلام أي منافس وهزيمته، بل بالعكس .. البدلاء أحيانًا يمتلكون روحًا قتالية وحماسًا يجعل مردودهم أفضل من المجموعة الأساسية، لأن كل منهم يعلم تمامًا أنه يمتلك ما يلزم ليكون أساسيًا!
هذا الأمر قد يتضح في العهد الجديد، عهد ما بعد ديشان، سواء مع زين الدين زيدان أو غيره، لأننا سنرى أسماء تُوصف اليوم بالبدلاء تصعد لمرتبة الأساسيين، وهنا لن يندهش أو يعترض أحد، لأن الأمر مجرد اختيار وقناعة شخصية من المدرب لكن العديد والعديد يستحق المركز الأساسي بالفعل!