يورو 2024 | "في ليلة الأرقام القياسية أمام اسكتلندا" .. ناجلسمان يفضح تشافي وثنائية ذهبية تؤمن مستقبل ألمانيا

حقق المنتخب الألماني الأول لكرة القدم، بانتصاره (5-1) على اسكتلندا، أكبر فوز في المباريات الافتتاحية ببطولة كأس أمم أوروبا، عبر التاريخ.

وكانت أكبر نتيجة شهدتها المباريات الافتتاحية من بطولة "اليورو"؛ فوز يوغوسلافيا على فرنسا (5-4)، في نسخة عام 1960.

أما أكبر فارق في النتيجة، في المباريات الافتتاحية من بطولة كأس أمم أوروبا؛ فكانت في النسخة الماضية "2020"؛ عندما فازت إيطاليا (3-0) على تركيا.

وجاءت ألمانيا في الرابع عشر من يونيو 2024؛ لتحطم كل هذه الأرقام، وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه، أمام المنتخب الاسكتلندي.

1 يونيو 1929.. هذا هو تاريخ أول مباراة جمعت بين منتخبي ألمانيا واسكتلندا؛ حيث كانت "ودية"، وانتهت بالتعادل الإيجابي (1-1).

بعد هذه المباراة.. لعب المنتخبان ضد بعضهما البعض "8 مرات"؛ جميعهم انتهوا بالتعادل أو فوز منتخب ألمانيا الأول لكرة القدم.

لكن المصادفة؛ هي أن المنتخب الألماني لم يستطع الفوز على اسكتلندا، في هذه المباريات، سوى بفارق هدف وحيد فقط.

المرة الوحيدة التي فاز فيها المانشافت على منافسه الاسكتلندي، بفارق أكثر من هدف، كانت في 15 يونيو 1992؛ عندما انتصر (2-0) ضمن منافسات كأس أمم أوروبا.

ظل هذا الأمر مستمر؛ حتى جاءت المباراة الافتتاحية من بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"؛ عندما ضرب الألمان، منتخب اسكتلندا، بخمسة أهداف مقابل واحد؛ ليكون الفارق الأكبر في مواجهات الفريقين.

"اللا مركزية".. أصبحت أمرًا مهمًا جدًا في كرة القدم الحديثة، من أجل كسر دفاعات الفرق المنافسة؛ وهو الأمر الذي اعتمد عليه يوليان ناجلسمان، المدير الفني الشاب لمنتخب ألمانيا، في مباراة اسكتلندا.

ناجلسمان اعتمد "على الورق" في التشكيل الأساسي لمنتخب ألمانيا، على جمال موسيالا وفلوريان فيرتس، كثنائي على الجناحين الأيمن والأيسر على التوالي.

لكن.. في الهدف الأول الذي سجله المنتخب الألماني، والذي جاء بأقدام فيرتس، دخل الأخير إلى عمق الملعب؛ وهو الأمر الذي كرره موسيالا، في هدف المانشافت الثاني.

وفي الشوط الثاني وفي أكثر من لقطة، غيّر اللاعبان أدواريهما داخل الملعب؛ حيث كان يذهب موسيالا على الجناح الأيسر، وفيرتس في الجانب الأيمن من الهجوم الألماني.

هذه "اللا مركزية" والتغيير المستمر في أدوار اللاعبين، خاصة موسيالا وفيرتس؛ صعبت على المنتخب الاسكتلندي ومدربه، قراءة الخصم والتعامل معه.

عملاقا إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة والنادي الألماني الكبير بايرن ميونخ.. كلها فرق تسعى لكسب خدمان نجم المانشافت فلوريان فيرتس، خلال الفترة القادمة.

وما قدّمه فيرتس مع ناديه باير ليفركوزن، في السنوات القليلة الماضية، وخاصة موسم 2023-2024؛ يجعله يستحق هذا الاهتمام الكبير، من عمالقة أوروبا.

اللاعب البالغ من العمر 21 سنة، سجل 18 هدفًا وصنع 20 آخرين، خلال 49 مباراة رسمية مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي باير ليفركوزن الألماني، في الموسم الماضي.

هذا الإبداع الرهيب من فيرتس، تواصل في مباراة ألمانيا الافتتاحية، ببطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، أمام المنتخب الاسكتلندي.

وبخلاف "اللا مركزية" التي تحدثنا عنها.. قدّم فيرتس لمحات فنية مبهرة؛ كللها بهدف في الدقيقة العاشرة من عمر الشوط الأول، أدخله تاريخ بلاده من أوسع الأبواب.

فلوريان فيرتس أصبح أصغر لاعب ألماني، يسجل في نهائيات كأس أمم أوروبا عبر التاريخ؛ وذلك عن عمر 21 سنة و42 يومًا.

ما قدّمه هذا الشاب الصغير في مباراة ألمانيا واسكتلندا، في افتتاح كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، يذكرنا ببعض من عبقرية الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي.

جمال موسيالا تواجد في كل مكان بالملعب تقريبًا؛ سواء على الجناح الأيمن أو الجهة اليسرى من الهجوم الألماني، أو حتى في العمق.

وكان موسيالا الذي ينشط في صفوف العملاق الألماني بايرن ميونخ، يخلق الفرص في أضيق المساحات، مع إيجاد الحلول في كل مرة يغلق فيها دفاعات اسكتلندا، الأطراف أو العمق.

ويكفي القول إن نسبة تمريرات موسيالا الصحيحة، في الشوط الأول فقط من المباراة الافتتاحية، وصلت إلى 100%؛ وانتهت بتسجيله هدفًا في الشباك الاسكتلندية.

وفي الدقيقة 73 من عمر المباراة.. قرر يوليان ناجلسمان، مدرب منتخب ألمانيا، سحب اللاعب الصغير البالغ من العمر 21 سنة، من أرضية الملعب؛ ليحظى بتحية جماهيرية كبيرة للغاية.

"هذه النوعية هي التي أريدها في فريقي؟".. هكذا تحدث الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، عن النجم الألماني إلكاي جوندوجان.

جوندوجان تدرب تحت يد جوارديولا في مانشستر سيتي، قبل أن يقرر اللاعب في صيف عام 2023، الانتقال إلى العملاق الإسباني برشلونة.

لكن.. مع برشلونة كان النجم الألماني المخضرم، يتألق في بعض المباريات، ويغيب في أخرى؛ على عكس المستوى المبهر الذي كان يظهر به دائمًا مع السيتزنس.

سبب هذا التفاوت في المستوى مع العملاق الإسباني؛ هو أن المدرب "المقال" تشافي هيرنانديز، كان يلاعبه كثيرًا في مركز متأخر بخط الوسط، وأحيانًا كلاعب ارتكاز.

وعندما ظهر جوندوجان مع منتخب ألمانيا، في المباراة الافتتاحية من بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، أشركه المدير الفني يوليان ناجلسمان، كصانع ألعاب صريح "رقم 10".

قرب جوندوجان من مرمى اسكتلندا، جعله يقدم مستوى مبهر للغاية؛ حيث شارك بشكل غير مباشر في هدفين من أصل الخماسية الألمانية، بالإضافة إلى تحصله على "ركلة جزاء".

وكأن ما قدّمه جوندوجان أمام اسكتلندا، رسالة إلى الألماني هانسي فليك، المدير الفني الجديد لنادي برشلونة، بعدم تكرار خطأ تشافي الفادح، وضرورة أن يشركه كـ"صانع ألعاب"، بالقرب من مرمى المنافسين.