Ten HagSocial/GFX

انتهى الكابوس فعادت الحياة بـ9 لاعبين .. ملحمة فرانكفورت وليفركوزن تثبت فشل تين هاج وتضع مسيرته على المحك!

أن تقيل مدربك بعد 3 مباريات رسمية فقط، فهذا أمر جنوني ولا يحدث كثيرًا على أعلى مستوى في كرة القدم العالمية، ولكن باير ليفركوزن أقدم على هذه الفكرة وقرر الإطاحة بإريك تين هاج.

الهولندي جاء في الصيف ومعه الكثير من الشكوك، بسبب تجربته الكارثية مع مانشستر يونايتد، والسمعة السيئة التي اكتسبها في الدوري الإنجليزي، وسط توقعات بأنه من "المستحيل" أن يسد الفراغ الذي تركه تشابي ألونسو بعد رحيله إلى ريال مدريد.

الفريق تخلى عن العديد من النجوم مثل جيريمي فريمبونج، فلوريان فيرتس، فيكتور بونيفيس وجرانيت جاكا، ولكن إدارة ليفركوزن لم تتخذ ذلك كعذر منطقي للتعادل 3/3 مع فيردر بريمن والخسارة 2/1 من هوفنهايم بالدوري الألماني، مقابل الفوز على SG94 المغمور في كأس ألمانيا.

ليفركوزن بقيادة المدير الرياضي سيمون رولفس، قرر إنقاذ الموقف مبكرًا وإقصاء تين هاج بشكل مفاجىء، ليتم تعيين كاسبر هيولماند، بعد فترة من الارتباط بالأسماء المعروفة مثل جوزيه مورينيو وتشافي وغيرهما.

ويبدو أن هذا الرهان الذي يحمل الكثير من المجازفة قد نجح، المدرب الدنماركي الذي وقع لمدة عامين، نجح في قيادة فريقه بنفس المجموعة التي فشل بها تين هاج "يضاف إليها رحيل بييرو هينكابي إلى آرسنال"، لتحقيق الفوز في مواجهة صعبة على آينتراخت فرانكفورت 3/1 أمس، الجمعة، في جولة جديدة من الدوري الألماني.

لتصبح الإجابة الواضحة أمامنا .. نعم تين هاج كان المشكلة، حتى وإن لم تكن هذه المباراة معيار نهائي، إلا أنها تكشف الكثير من غرابة أسلوب الهولندي..

  • Erik ten HagGetty Images

    الجواب يظهر من عنوانه

    الانتصار على فرانكفورت لا يعني بالضرورة أن مدرب ليفركوزن الجديد سينجح، ولكن مقولة "الجواب يظهر من عنوانه" كان يجب تطبيقها بحذافيرها مع الهولندي.

    صحيفة "بيلد" الألمانية قالت إن المدرب الذي غادر وهو يحصل على 86 ألف جنيه استرليني يوميًا، بسبب راتبه البالغ 5.2 مليون جنيه استرليني، مع بعض التعويضات الأخرى بعد فسخ عقده، كان يفعل كل شيء بأسوأ طريقة ممكنة.

    حتى نكون منصفين، لو حافظ ليفركوزن على نجومه مثل فيرتس وفريمبونج وغيرهما، كان من الممكن أن تقوم هذه المجموعة بـ"الحد الأدنى" من الأداء، لمنح مدرب الشياطين الحمر بداية أفضل من التي حظي بها.

    ولكن في الوقت ذاته، إدارة النادي لم تبخل عليه أبدًا، ومنحته 198 مليون يورو خلال فترة عمله التي استمرت لمدة شهرين فقط من أجل الإنفاق على ضم صفقات جديدة.

    الإدارة تعاقدت مع جاريل كونساه، ماليك تيلمان، إلياس بن صغير، لويك بالدي، إبراهيم مازا، إيكي فيرنانديز، مارك فليكين، إرنستو بوكو وكلاوديو إتشفيري معارًا من مانشستر سيتي، ومجموعة طويلة مكونة من 16 لاعبًا.

    سنجد أحدهم يقول .. هذا العدد يحتاج إلى وقت طويل من أجل التأقلم كمجموعة، نعم وجهة نظر منطقية، ولكن المدرب الجديد فاز بنفس العناصر "غير المتجانسة" ونجح في الاختبار الأصعب حتى الآن بالبوندسليجا أمام فرانكفورت!

  • إعلان
  • Xabi Alonso Leverkusen 04262025(C)Getty Images

    مختلف تمامًا عن ألونسو

    كاريزما، قوة شخصية، شعبية طاغية بين اللاعبين وقدرة على التواصل معهم، يمكننا عكس تلك الصفات كلها من أجل وصف تين هاج وطريقة تعامله في ليفركوزن أو حتى مع مانشستر يونايتد.

    صحيفة "بيلد" الألمانية، تطرقت إلى عدة ظواهر غريبة اتسمت بها تجربة تين هاج، حيث فشل في التفاهم مع اللاعبين، أو حتى مع عناصر الجهاز الفني التي جلبها بنفسه إلى النادي في يوليو، وكانت الأجواء باردة تمامًا وغير مترابطة.

    رفض كذلك أن يلقي خطابًا تحفيزيًا قبل المباراة الأولى في الدوري أمام هوفنهايم، وهو أمر غير معتاد أدهش اللاعبين وجعلهم في حالة ارتباك، لينتهي الأمر بالخسارة بهدفين مقابل هدف.

    وتطرقت أيضًا إلى بعض التمرينات الغريبة له، حيث أصر على قيام اللاعبين بتدريبات الضغط، لاعتقاده أنها لا تقل أهمية عن التعامل مع الكرة، في الوقت الذي كان يركز فيه ألونسو على العمل التكتيكي والأمور الفنية.

    أيضًا مدة المران جعلت الفريق يشعر بحالة من الإرهاق، مع الكثير من الأحمال البدنية المملة التي استنزفت طاقاتهم تحت قيادة الهولندي.

    ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، الفريق كان متقدمًا على فيردر بريمن الذي كان يلعب بعشرة لاعبين، وانتهت المباراة بالتعادل 3/3، وقال اللاعبون بعدهم إنهم عانوا من حيرة بسبب نقص الأفكار لدى تين هاج وعدم وضوح أسلوبه، وغياب أي شكل تكيتيكي واضح مثلما حدث مع ألونسو.

  • Ten Hag Antony MartinezGetty

    شبهات حول وكالته

    هنا الأمور أكثر خطورة، صحيفة "بيلد" أوضحت أن تين هاج حاول التدخل في خطط انتقالات ليفركوزن، بضم لاعبين منتمين لوكالة "SEG" التي تمثله، مما أثار الشبهات حول الإضرار بالنادي بسبب مصالحه الشخصية.

    نفس الوكالة تمثل راسموس هويلند، أنتوني، وأندريه أونانا، حيث ضمهم تين هاج جميعًا إلى مانشستر يونايتد بمبالغ مالية ضخمة، وعانى النادي من أجل التخلص منهم لتعويض الخسائر المالية الناتجة عن الأرقام التي دُفعت لجلبهم.

    الهولندي اعترض كذلك بشكل علني على انتقال جرانيت جاكا إلى سندرلاند، رغم أن الأمور كان متفقًا عليها خلف الكواليس، خاصة وأن القيمة التي رحل بها الدولي السويسري كانت جيدة بالنظر إلى عمره ومردوده.

    ليفركوزن تجاهل رأي تين هاج ومنح جاكا إذن الرحيل، بل وصل الأمر كذلك إلى ضم لوكاس فاسكيز بعد مغادرته لريال مدريد في صفقة انتقال حر، دون الرجوع إلى الهولندي.

    كل الأمور كانت تشير إلى فقدان ثقة وعدم احترام بين الطرفين، لذلك لم يكن من المنطقي الاستمرار في هذه العلاقة المسمومة، خاصة وأنها تجربة مشكوك فيها من بدايتها.

  • Robert Andrich Bayer LeverkusenGetty Images

    الآن عرفنا أين المشكلة

    الفريق دخل مباراة فرانكفورت، أمس، الجمعة، بلا أي توقعات، المدرب الجديد هيولماند لن يغير كل شيء في لحظة، ولا توجد عليه نفس التحفظات التي شابت تجربة تين هاج.

    ولكن المفاجأة هنا أن الرهان نجح، وفاز الفريق بنتيجة 3/1، رغم أنه لعب بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 59 بعد طرد روبرت أندريش، ووصل الأمر إلى تسجيل الهدف الثالث بعد تقلص العدد لـ9 بطرد إيزيكيل فيرنانديز.

    الأداء الجماعي كان مميزًا، وعلى الناحية الفردية تألق العديد من اللاعبين، وعلى رأسهم رجل المباراة أليخاندرو جريمالدو الذي سجل هدفين ساهما في انتصار فريقه، وباتريك شيك صاحب الهدف الثاني من ركلة جزاء.

    إدموند تابسوبا ولويك بالدي وناثان تيلا ولوكاس فاسكيز وغيرهم ساهموا في الفوز بشكل أو بآخر، كل شيء سار بالطريقة الصحيحة، بعدما انتهى الكابوس الذي كان يعيشه الجميع في حضور تين هاج.

    الفوز المباشر والمستوى المميز فور رحيله، وكل الشكوك التي انتشرت حول تين هاج، والحديث عن قيامه بصفقات للأندية التي يعمل بها وفقًا لمصالحه الشخصية، كلها أمور قد تضع مسيرته على المحك وتجعل الأندية تفكر ألف مرة قبل التعاقد معه.

    هيولماند لم ينجح بعد، وهو اسم مغمورً بالنسبة للدوريات الكبرى رغم تدريبه لمنتخب الدنمارك 4 سنوات، وربما يصبح أسوأ من تين هاج يومًا ما، ولكن ما نعرفه جيدً، هو أن لو كان الهولندي متواجدًا في فرانكفورت، لما فاز الفريق ولا قدم نصف مستواه أمس.