لم تكن انطلاقة فلوريان فيرتس في موسمه الأول مع ليفربول سهلة على الإطلاق، رغم الثقة الكبيرة التي حظي بها من الجهاز الفني بقيادة الهولندي آرني سلوت. فقد شارك اللاعب الألماني الشاب في 16 مباراة مع الفريق حتى الآن، خاض خلالها 1119 دقيقة في مختلف البطولات، وهي مدة زمنية تؤكد أن المدرب منحه فرصة كاملة للتعبير عن نفسه داخل الملعب.
ورغم هذا الحضور المتواصل، لا يزال فيرتس يبحث عن لمسته الحاسمة الأولى في البريميرليج؛ إذ لم ينجح في تسجيل أي هدف بقميص ليفربول طوال تلك المشاركات، كما لم يصنع أي هدف في 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للاعب كان يُنظر إليه في باير ليفركوزن على أنه أحد أكثر المواهب تأثيرًا في أوروبا.
ومع ذلك، ظهرت بعض اللمحات الإيجابية في المنافسات الأخرى، حيث تمكن من تقديم تمريرتين حاسمتين في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى صناعة هدف آخر في بطولة الدرع الخيرية، لتصبح مساهماته التهديفية الإجمالية ثلاثة أهداف فقط منذ بداية الموسم.
ورغم هذا الإنتاج المتواضع، لا يبدو أن آرني سلوت يفكر في استبعاد نجمه الجديد؛ بل يواصل الاعتماد عليه كأساسٍ ثابت في تشكيلته.
فالمدرب الهولندي يرى في فيرتس قطعة مهمة في مشروعه، ويؤمن بأن اللاعب ما زال في طور التأقلم مع أسلوب لعب ليفربول السريع والقوي بدنيًا، مقارنة بالأسلوب الفني التكتيكي الذي اعتاد عليه في ليفركوزن.
وبين منح الثقة من الجهاز الفني والضغط الجماهيري والإعلامي المتزايد، يجد فيرتس نفسه أمام تحدٍّ كبير لإثبات قدراته، وتحويل هذا الكم الكبير من الدقائق إلى تأثير فعلي داخل الملعب يتناسب مع قيمته الفنية والمالية، ومع التوقعات التي رافقت انتقاله إلى آنفيلد.