صلاح يشتبك مع لاعب بورنموث في ليلته التاريخية، وفريمبونج يتوه في شوارع ليفربول .. صدق أسطورة آرسنال!

ليس فقط بالهدف الذي سجله من مجهود فردي رائع، ليطلق رصاصة الرحمة في المباراة الافتتاحية، بل قدم محمد صلاح، هدّاف ليفربول وأفضل لاعب في الموسم الماضي، العديد من اللمسات الإبداعية، سواءً بالتسديد أو بالكرات العرضية "المُتقنة".

صحيح أن صلاح عانى من رقابة دفاعية كبيرة، وأيضًا الحارس بيتروفيتش الذي منع أكثر من كرة خطيرة بتوقيعه، إلا أن صلاح حقق المطلوب، واستطاع أن يوقع على هدف، ليدعّم رقمه التاريخي في الدوري الإنجليزي.

ماذا يعني ذلك الهدف؟ أن محمد صلاح سجل هدفه العاشر في الجولة الافتتاحية لموسم الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو رقم لم يحققه أي لاعب آخر، فيما بلغت مساهماته التهديفية 15 هدفًا، حيث صنع 5 تمريرات حاسمة.

وعلى ملعب آنفيلد، عادل صلاح الرقم المسجل باسم سيرخيو أجويرو، كثاني أكثر اللاعبين تسجيلًا على ملعب واحد، في تاريخ البريميرليج، برصيد 106 هدف، سجلها أجويرو على ملعب الاتحاد، فيما يتزعم تييري هنري الصدارة بـ114 هدف في ملعب هايباري.

ووقع صلاح على الهدف رقم 187، ليتساوى مع أندي كول، في المركز الرابع بقائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي، خلف آلان شيرر "260" وهاري كين "213" وواين روني "208".

واعتمد آرني سلوت، المدير الفني لليفربول، على تطبيق سياسة "اللامركزية" في الهجوم، فتارة نجد صلاح في الطرف الأيمن، وأخرى يلعب كرأس حربة، وفي لقطة الهدف، كان في الجبهة اليسرى، معتمدًا على تبادل الأدوار مع فلوريان فيرتس وسوبوسلاي.

ولكن بالنظر للوجه الآخر للعملة، فإن مباراة بورنموث، شهدت أكثر من لقطة سلبية للهدّاف المصري، والبداية مع لقطة المشادة مع سميث، في الدقيقة 52، بعدما قام الأخير بدفعه، أثناء التحام بين الطرفين، ليرد صلاح بالدفع والدخول في مشادة خفيفة أنهاها الحكم سريعًا.

النقطة الثانية، تمثلت في عدم التفاهم بينه وبين جيريمي فريمبونج، الظهير الأيمن لليفربول، وهي النقطة التي أشار إليها نجم آرسنال السابق، ميرسون، قبل المباراة، بقوله إن صلاح سيواجه صعوبة مع فريمبونج، بالمقارنة مع أليكساندر آرنولد الذي انتقل إلى ريال مدريد.

ورغم أننا نتحدث عن مباراتين رسميتين فقط؛ بين الدرع الخيرية وافتتاحية البريمييرليج، إلا أن المؤشرات لا تطمئن، فيما يتعلق بجبهة ليفربول اليمنى، والتي كشفت عن "عوار" استغله لاعبو بورنموث، في الضغط على دفاعات الريدز، وأسفرت عن الهدف الأول، ولولا التراجع البدني النسبي للضيوف، في ظل ازدياد الضغط الهجومي للريدز، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

في المقابل، كان اندفاع جيريمي فريمبونج، ظهير ليفربول، للأمام، والذي جعله أشبه بجناح هجومي، فإن ذلك تسبب في معاناة ليفربول، بسبب بطء جيريمي في العودة للخلف.

سلوت حاول معالجة هذا الأمر، بإعطاء تعليمات إلى سوبوسلاي بالتغطية الدفاعية، أو تواجد إبراهيما كوناتيه في الجهة اليمنى، ولكن يبدو أن فريمبونج سيظل لغزًا يجب على المدرب الهولندي التعامل معه في المباريات المُقبلة.

مدرب ليفربول تحدث عن فريمبونج بأنه سيكون بديل محمد صلاح عند غيابه في فترة كأس أمم إفريقيا، ولكن ذلك لا يعني أن يركز فريمبونج - من الآن - على التواجد الهجومي دون التراجع لتأمين الدفاعات سريعًا، ما يؤكد أن الثنائي لا يزال بحاجة للمزيد من التفاهم.

ولكن في المقابل، فإن فريمبونج قدم لمحات إيجابية أيضًا خلال المواجهة، تمثلت في اعتراض المنافس ثلاث مرات، كما كسب مواجهتين من أصل ثلاث، إلا أن الوضع الحالي في ليفربول يقول إن الفريق يتمتع بهجوم فتّاك، ودفاع هشّ للغاية.

وبعد فوزه في المباراة الافتتاحية، يستعد ليفربول لملاقاة نيوكاسل يونايتد، على ملعب سانت جيمس بارك، مساء الإثنين المُقبل، ضمن الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز.