"لن يحدث تغيير فورى"!.. جيم راتكليف وخطته لإصلاح مانشستر يونايتد فى ثلاث سنوات فقط

من الواضح أن راتكليف، يفهم المهمة الضخمة الملقاة على عاتقه في أولد ترافورد، وهو الآن تحت ضغط للوفاء بوعده، ويبدأ ذلك بما يحدث على أرض الملعب.

ويستمتع يونايتد حاليًا بأفضل فترة له هذا الموسم، حيث حقق 6 انتصارات وتعادل واحد وتعرض للهزيمة مرة واحدة في آخر 8 مباريات له بجميع المسابقات.

وقد خففت هذه النتائج الضغط على المدرب إريك تين هاج، لكنها لن تعوض الضرر الذي حدث ببداية الموسم، ولا يزال يونايتد يتأخر بثمانى نقاط عن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي ولم يتبقى له سوى بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي للمنافسة على لقبها بعد الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا وكأس كاراباو.

ويقال إن غرفة تبديل الملابس فى مانشستر يونايتد منقسمة حول ما إذا كان تين هاج، هو المدرب المناسب لقيادة الفريق إلى الأمام، نعم قد تحسنت النتائج مؤخرًا لكن لم يتم إصلاح عيوب الفريق ويتخلف يونايتد عن السيتي وليفربول أكثر من أي وقت مضى.

ومن المقرر أن ينتهي عقد تين هاج، في عام 2025، وقد ألمح راتكليف، إلى ثقته فى المدرب الهولندى حيث عانى مانشستر يونايتد من عدم الاستقرار بعد رحيل السير أليكس فيرجسون، وتولى تدريب الفريق أكثر من مدرب مثل ديفيد مويس، ولويس فان خال وجوزيه مورينيو وسولشاير، وجميعهم فشلوا.

وقال راتكليف: "إذا نظرت إلى الأعوام الـ11 التي مرت منذ تنحي ديفيد جيل والسير أليكس، فستجد أن هناك سلسلة كاملة من المدربين كان بعضهم جيدًا جدًا، لكن لم ينجح أي منهم أو استمر لفترة طويلة ولا يمكن إلقاء اللوم على جميع المدربين، والاستنتاج الوحيد هو أن البيئة التي كانوا يعملون فيها لم تكن ناجحة".

وتابع: "يعمل حاليًا تين هاج، في تلك البيئة ويجب علينا مساعدته على النجاح، وسنكون منطقيين ونصدر أحكامًا عادلة وفي بعض الأحيان يتعين عليك اتخاذ قرارات قد لا تحظى بشعبية".

بالإضافة إلى افتقار يونايتد للهوية وأسلوب اللعب الواضح، فإن تين هاج، مسؤول أيضًا عن إهدار مبلغ كبير فى الانتقالات بدون فائدة حيث لم يتمكن أمثال أنتوني وكاسيميرو وأندريه أونانا وميسون ماونت، من تبرير أسعارهم.

ويدرك راتكليف، أن التعاقدات كانت أكبر مشكلة ليونايتد سابقًا ويبدو أن تين هاج، لن يكون موثوقًا به بعد الآن فى ملف الصفقات الجديدة للفريق.

وقال راتكليف "لبي بي سي" :"نحن بحاجة إلى أن نكون جيدين في ملف الصفقات ويعد اللعب المالي النظيف عنصرًا جديدًا في كرة القدم وجزءًا مهمًا في إدارة نادي كرة القدم بشكل جيد وسنقوم بتقييم مقدار الأموال المتوفرة لدينا وسنستخدمها بشكل جيد".

ومن المتوقع أن تتعرض ميزانية انتقالات يونايتد لضغوط كبيرة في الصيف بسبب قيود اللعب المالي النظيف، وسوف يتلقوا ضربة أكبر إذا فشلوا في التأهل لدوري أبطال أوروبا.

ومن أجل النجاح فى ملف الصفقات خطف راتكليف، خبير التوظيف في مانشستر سيتى عمر برادة، الذي لعب دورًا رئيسيًا في انتقال هالاند إلى ملعب الاتحاد، وتم تعيينه رئيس تنفيذي جديد للشياطين الحمر.

واختار راتكليف، أيضًا دان أشوورث، كخيار أول لتولي منصب المدير الرياضي، وأعرب عن إحباطه من محاولات نيوكاسل منعه من خوض تجربة جديدة في أولد ترافورد، وقال: "شخصيًا لن أتورط في ذلك ولكن اقتراح أن يبتعد رجل جيد حقًا في وظيفته عن العمل لمدة أمر سخيف".

ولا يشعر راتكليف، بالقلق من تجميع فريق أحلامه وأضاف لصحيفة "دي تيجد" :"علينا أن نتأكد من أن الأشخاص المناسبين سيصلون إلى المناصب المناسبة وكل شخص في الإدارة يجب أن يكون من الطراز العالمي".

سُئل راتكليف، عما إذا كان من الممكن إعادة دمج ميسون جرينوود، مع مانشستر يونايتد مجددًا حيث حاول يونايتد إعادته بعد تحقيق داخلي دام ستة أشهر، لكنه تراجع بعد رد فعل عنيف من الجماهير وقرر إعارته إلى خيتافي.

ورغم براءة جرينوود، من جميع التهم الجنائية الموجهة إليه بمحاولة الاعتداء الجنسي والاحتجاز القسري في العام الماضي، لكنه لا يزال يواجه محكمة الرأي العام، وقال راتكليف، إنه سيتم اتخاذ قرار جديد بشأن مستقبل اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا في نهاية الموسم.

وأوضح: "كل ما يمكنني فعله هو الحديث عن مبدأ كيفية تعاملنا مع قرارات كهذه هل هو النوع المناسب من لاعبي كرة القدم، هل نحن سعداء به، هل هو شخص جيد أم لا؟، من الواضح أننا يجب أن نتخذ قرارًا ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد وسنعمل على فهم الحقائق ثم التوصل إلى قرار عادل على أساس قيم مانشستر يونايتد".

ولعب جرينوود، آخر مرة مع مانشستر يونايتد في يناير 2022، لكنه يتألق مع خيتافي حاليًا حيث سجل 13 مساهمة في 24 مباراة ووفقًا للتقارير الصحفية جذب النجم الإنجليزي اهتمام عملاقة الدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة.

وتشير كلمات راتكليف، إلى أن جرينوود، لا يزال بإمكانه إحياء مسيرته مع اليونايتد، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى انقسام الرأي، وليس هناك شك في أن جرينوود، لاعبًا موهوبًا قادرًا على إضافة المزيد من الجودة للفريق، ولكن في نظر المشجعين سيسبب إعادته قلق كبير.

وقرار راتكليف، بإعادة تقييم المشكلة بمثابة دليل على عمله الرائع ولكنه سيخاطر بفقد قاعدة جماهيرية كبيرة إذا أعاد جرينوود.

كان ملعب أولد ترافورد ستاد مانشستر يونايتد منذ عام 1910، ويتمتع بأكبر سعة في الدوري الإنجليزي تبلغ 74.310 ألف متفرج، ولكن يتم وضع الخطط لإنشاء ملعب جديد بجوار الملعب الحالي.

ويرى راتكليف، أن خيار تجديد ملعب أولد ترافورد المتدهور "لن يكون مثاليًا" وأوضح "لبي بي سي" :" نفكر فى بناء ملعب جديد على مستوى عالمي يمكن أن يستقبل مباريات إنجلترا، ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ونهائي دوري أبطال أوروبا، ويخدم شمال إنجلترا".

وتم اختيار أسطورة يونايتد جارى نيفيل، الذي يشارك في ملكية فندق Hotel Football الذي يقع على بعد مائة ياردة فقط من ملعب أولد ترافورد، لتقديم المشورة بشأن جدوى المشروع، بعد سنوات من انتقاد عائلة جليزر لفشلها في الاستثمار في صيانة أولد ترافورد.

وذكرت صحيفة "التلجراف" أن بناء ملعب جديد قد يتكلف أكثر من 2 مليار جنيه إسترليني، مع 237 مليون جنيه إسترليني فقط قادمة من صفقة استحواذ راتكليف، على نسبة 25% من أسهم اليونايتد.

ربما تكون عائلة جليزر، قد تخلت عن السيطرة على ملف كرة القدم، لكنها تظل مالكة لأغلبية مانشستر يونايتد وكان راتكليف، مترددًا في الحديث عن إمكانية الاستحواذ الكامل في المستقبل القريب على النادى الإنجليزى وقال: "الهدف النهائي هو أن يلعب مانشستر يونايتد كرة قدم جيدة الأمر لا يتعلق بما سأفعله خلال خمس سنوات".

وتم تنظيم احتجاجات بشكل متكرر طوال فترة عمل عائلة جليزر، التي استمرت 19 عامًا في أولد ترافورد وغرق يونايتد في الديون للمرة الأولى فى تاريخه عندما أكملت العائلة الأمريكية استحواذها على النادي بقيمة 790 مليون جنيه إسترليني في عام 2005، مع اقتراض غالبية هذا المبلغ ضد النادي، ومنذ ذلك الحين أدت عمليات السداد وأرباح الأسهم والفوائد إلى إعادة ما يزيد عن مليار جنيه إسترليني.

ولهذا السبب، فضل العديد من المؤيدين الاقتراح الوحيد الذي قدمه رجل الأعمال القطري الشيخ جاسم لمنافسة شركة إنيوس، والذي يقال إنه قدم عرضًا بقيمة 5.5 مليار جنيه إسترليني لشراء مانشستر يونايتد بالكامل لكنه انسحب في النهاية.

وقال راتكليف: "لم يره أحد في الواقع حتى الآن ولم يقابله آل جليزر أبدًا ولست متأكدًا من وجوده، أنا أعرف فقط جويل وأفرام جليزر، وهما شخصان لطيفان للغاية ومهذبان ومن المؤيدين المتحمسين لمانشستر يونايتد، وأتفهم الإحباط والغضب من المشجعين لكنني أتطلع إلى الأمام وليس إلى الوراء".

إن مفتاح نجاح راتكليف، هو العلاقة التي سيبنيها مع جويل وأفرام، والتى من الواضح أنها جيدة وتتسم بالثقة، وقال: "أعتقد أنه ربما كان الحل الأسهل لعائلة جليزر، هو البيع مباشرة للقطريين ولكي أكون منصفًا للعائلة قد اعتقدوا أن الحل الأفضل لمانشستر يونايتد هو البيع لي".

لم يخفى راتكليف، إعجابه بفريق السيتي بقيادة بيب جوارديولا، والذي عادل فوز يونايتد بالثلاثية في موسم 1998-1999 الموسم الماضي وتغلبوا على ريال مدريد في طريقهم للتتويج بدوري أبطال أوروبا.

وقال راتكليف "لبي بي سي" :"عندما لعب مانشستر سيتي ضد ريال مدريد على أرضه في مباراة الإياب بنصف نهائي دورى الأبطال الموسم الماضي، كانت تلك أفضل كرة قدم رأيتها على الإطلاق وإذا تمكنا من الوصول إلى هذه المستوى، فسيكون ذلك إنجازًا عظيمًا لمانشستر يونايتد، و في كرة القدم الحديثة، عليك أن تقرر المسار الذي يجب اتباعه والالتزام به".

وتعهد راتكليف، بوضع فلسفة فريدة من نوعها مع العقل المدبر السابق للسيتي عمر برادة، والسير ديف برايلسفورد، وشدد أيضًا على أهمية قيام المدرب بتنفيذ الأسلوب الذي سيتم تحديده.

وسيعتمد الكثير من خطة نجاح اليونايتد على كيفية إنهاء الفريق للموسم الحالي وإذا فشل تين هاج، في تحقيق لقب آخر والتأهل لدوري أبطال أوروبا، فمن غير المرجح أن يسمح له راتكليف، بالاستمرار فى عصر مانشستر يونايتد الجديد.

ومهما حدث على مدى السنوات الثلاث المقبلة، فالحقيقة إن المستوى المتوسط لن يتم التسامح معه بعد الآن في أولد ترافورد ولا بديل عن النجاح.

TOD TV