لم يفقد الأمل!.. هارى كين يقدم أعظم مواسمه رغم معاناة بايرن ميونخ

لم يتم التشكيك أبدًا في براعة كين، التهديفية حيث سجل 213 هدفًا في الدوري الإنجليزي مع توتنهام، وكان في طريقه لتحطيم الرقم القياسي المسجل باسم آلان شيرر، البالغ 260 هدفًا عندما رحل إلى بايرن، وتجاوز 20 هدفًا في الدوري الإنجليزي فى 6 مواسم حيث سجل 30 هدفًا في موسمه الأخير بإنجلترا.

وفي الدوري الألماني، كان بنفس الفاعلية وبعد تعرضه للسخرية بسبب عدم مساهمته في مباراة ودية تألق كين، وفي 25 مباراة سجل 30 هدفًا، وستة تمريرات حاسمة ويتفوق على أهدافه المتوقعة البالغ عددها 24.5 بفارق بسيط، وأوربيًا لديه ستة من كل ثمانية، مع ثلاث تمريرات حاسمة.

واحتاج كين، إلى ثلاثة أشهر فقط ليصبح أفضل لاعب إنجليزي في موسم الدوري الألماني وإذا واصل هذا المستوى يمكن أن يصل إلى 50 هدفًا في جميع المسابقات بنهاية الموسم.

جاءت معظم أهداف كين، فى المباريات الحاسمة وكان النجم الإنجليزي قد تعرض لانتقادات عنيفة لأنه لم يظهر في المواجهات الهامة حيث كان مختفى في نهائي يورو 2020، وبالكاد حصل على ركلة جزاء في نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، وأهدر ركلة جزاء في كأس العالم 2022.

لكن هذا الموسم كانت لمساته الحاسمة لا تقدر بثمن لفريق بايرن ميونخ حيث سجل وصنع في فوز العملاق البافاري بنتيجة 4-3 على مانشستر يونايتد بدوري أبطال أوروبا وسجل في التعادل 2-2 مع متصدر الدوري باير ليفركوزن، وسجل هدفين ضد لاتسيو ليقود بايرن للتأهل لربع نهائي دوري الأبطال وسجل ثلاثية رائعة ضد كل من بوروسيا دورتموند، ودارمشتات، وبوخوم، وماينز.

وانتقد توخيل، لاعبيه فى الهزيمة بنتيجة 3-0 أمام ليفركوزن فى قمة الدوري الألماني لعدم مساعدة كين، ولم تكن تلك الهزيمة خطأ النجم الإنجليزي.

سجل روبرت ليفاندوفسكي، أرقامًا قياسية في موسم 2020-21 ففي 29 مباراة فقط، سجل 41 هدفًا وهو رقم قياسي تاريخي في الدوري الألماني حيث سجل هدفًا كل 60 دقيقة محليًا، وكل 103 في دوري أبطال أوروبا واحتل المركز الثاني بعد ليونيل ميسي، في جائزة الكرة الذهبية.

وقد يصل كين، بمعدله الحالى إلى سجل ليفاندوفسكي القياسي، وإذا استمر فى تألقه فسينهي الموسم بنفس عدد الأهداف.

خارج ألمانيا، لا أحد في أوروبا يقترب من أرقام كين، هذا الموسم ورغم غرازته التهديفية لم يفز كين، أبدًا بالحذاء الذهبي الأوروبي وحظى بمنافسة شديدة فى الدوري الإنجليزي بينما أبعده ليفاندوفسكي وهالاند وليونيل ميسى وآخرون عن المنافسة سابقًا.

لكن هذا العام يتصدر كين، قائمة الهدافين فى أوروبا حيث سجل 30 هدفًا متفوقًا بسبعة أهداف عن صاحب المركز الثاني لاوتارو مارتينيز، لاعب إنتر، وبتسعة عن هداف شتوتجارت سيرهو جيراسى، صاحب المركز الثالث.

ويمتلك كيليان مبابي 21 هدفًا، وهالاند 18 هدفًا وإذا استمر كين، في التسجيل بمعدله الحالي أو حتى تحسن فسوف ينهي الموسم بأعلى مجموع من الفائزين بالحذاء الذهبي منذ فوز كريستيانو رونالدو برصيد 48 هدفًا في موسم 2014-2015.

وقد لا يحقق بايرن الألقاب هذا الموسم ولكن يجب على كين، أن يفوز ببعض الجوائز الفردية لإنقاذ موسمه الأول مع العملاق البافاري.

يعانى كين، من سوء حظ كبير في مسيرته ففي كل مرة يصل فيها قمة مستواه يحدث شئ يشتت الانتباه عن إنجازاته، ففي موسم 2017-2018، سجل كين 30 هدفًا مع توتنهام في الدوري، وبلغ متوسطه هدفًا كل 103 دقائق وكانت أرقامه في دوري أبطال أوروبا أفضل، حيث سجل هدفًا كل 85 دقيقة لكن نجاحه اختفى مع تألق محمد صلاح، في ليفربول وتسجيله 32 هدفًا في الدوري، و44 في جميع المسابقات.

وحدث نفس الشيء في الموسم الماضي حيث سجل كين 30 هدفًا، ولكن تفوق عليه هالاند، الذي هز الشباك بـ36 هدفًا خلال موسمه الأول مع مانشستر سيتي، وهناك شعور سائد بأن كين، لم يكن أبدًا جزءًا من فريق جيد بما يكفي للمنافسة على الألقاب التي تليق بموهبته.

وكان كين، يطمح فى تحسين حظه والفوز بلقبه الأول فى مسيرته عندما انتقل إلى بايرن ميونخ ولكن البافاريون متعثرين هذا العام ويستقبلون عددًا كبيرًا جدًا من الأهداف ولا يسيطرون على المباريات ومن السهل جدًا التغلب عليهم، وسيفقد بايرن ميونخ بنسبة كبيرة لقب الدوري الألمانى هذا الموسم لصالح فريق ليفركوزن وسيمضي كين، عامًا آخر بدون أي لقب ويبدو أن التاريخ يتكرر.

على الرغم من كل الحديث عن اللعنات وأرقام كين القياسية، فإن قائد إنجلترا قد يجلب الألقاب إلى العملاق البافاري هذا الموسم، فقبل 9 مباريات من نهاية الدورى الألمانى يبدو أن بايرن في طريقه لاستعادة قمة مستواه.

وقاد كين، بايرن ميونخ للتأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا وقد ينجحوا فى التتويج بلقب البطولة على الرغم من وجود فرق أقوى منهم ومن المؤكد أن مانشستر سيتي وريال مدريد هما المرشحين الرئسيين للتتويج بالبطولة إلا أن قرعة ربع النهائي قد تضع فريق كين في المنافسة.

وبالنسبة لكين، لا ينبغي تقييم نجاحه هذا الموسم أو فشله بالمباريات أو البطولات لبايرن وبدلاً من ذلك يجب أن نتذكر أنه يقدم موسم قياسي أظهر فيها أنه لا يزال لاعب من الطراز العالمي ولديه الكثير ليقدمه.