لماذا لا يلعب رغم كوارث أونانا؟ .. عن حارس مانشستر يونايتد المنسي بايندير

كان حارس المرمى التركي يعلم أنه سيلعب دوراً ثانوياً لأونانا، بعد أن أنفق يونايتد 47 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع الحارس الكاميروني من إنتر.

ولكن أثبت أونانا، أنه صفقة سيئة ومحبطة، حيث ارتكب سلسلة من الأخطاء الكارثية في أول خمسة أشهر ونصف له مع يونايتد وكان أداؤه سيئًا بشكل خاص في دوري أبطال أوروبا وكان عامل أساسي في احتلال الشياطين الحمر المركز الأخير في مجموعتهم وتوديعهم البطولة مبكرًا.

وارتكب أونانا، أكبر عدد من الأخطاء التي تسببت في استقباله سبعة أهداف وهو أمر لم يحدث لأي حارس مرمى في المسابقة منذ موسم 2018-19.

ورغم تصدى أونانا، للعديد من الكرات الخطيرة، وأبرزها ركلة الجزاء أمام كوبنهاجن، لكنه كان أقل بكثير من المستوى المتوقع لحارس مرمى لفريق مانشستر يونايتد.

رغم أخطاء أونانا، لكنه استمر في اللعب في جميع المباريات مع يونايتد حتى الآن وكانت المفاجأة هى مشاركته أمام كريستال بالاس في كأس كاراباو، وهي المباراة التي بدت مثالية لكى يبدأ بايندير مع ناديه الجديد.

وبدأ أونانا، أيضًا في الجولة التالية من المسابقة ضد نيوكاسل، وبرر تين هاج، مشاركة الحارس الكاميروني بأنه يساعده على التكيف مع كرة القدم الإنجليزية وأسلوب لعب يونايتد، وقال إن بايندير سيتعين عليه انتظار دوره.

كان بايندير، يتوقع أن يحصل على فرصته أخيرًا في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام ويجان، خاصة بعد استدعاء أونانا لتشكيلة الكاميرون للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية.

لكن يونايتد أبرم اتفاق مفاجئ مع الكاميرون، سمح لهم بالاحتفاظ بأونانا حتى 14 يناير، أي اليوم السابق لبدء مشوارهم في كأس الأمم الأفريقية، من أجل اللعب في مباراة توتنهام بالدوري الإنجليزي.

وجلس بايندير، على مقاعد البدلاء ضد ويجان حيث بدأ أونانا مرة أخرى في الفوز بنتيجة 2-0 وربما كان من المفهوم عدم الرغبة في منح بايندير، فرصة في أول مباراة له ضد فريق خطير مثل توتنهام، لكن عدم إشراكه ضد ويجان كان بمثابة عدم احترام له.

وأثبت الاتفاق المثير الذي أبرمه يونايتد مع الكاميرون فشله على جميع الأطراف، وفي مقدمتهم أونانا، الذي لم يلعب في المباراة الافتتاحية ضد غينيا، وقدم أداءً سيئاً في الهزيمة 3-1 أمام السنغال ثم تم استبعاده أمام جامبيا، كما أنه لم يشارك بالأمس ضد نيجيريا وودع الكاميرون البطولة من دور الـ16.

وكانت هذه الصفقة المثيرة للجدل لم تكن ضرورية إذا كان يونايتد يثق في حارس مرماه الاحتياطي.

غادر بايندير، منزله في بورصة للانتقال إلى العاصمة التركية أنقرة في سن الخامسة عشرة ليلعب لفريق أنقرة جوجو، وأصبح قائد النادي في عمر 18 عامًا وبحلول سن العشرين، كان يلعب لفريق فنربخشه في إسطنبول ويقودهم أيضًا.

ووُصِف بايندير، بأنه ناضج بالنسبة لعمره عندما كان صغيرًا، وقد أنفق راتبه الأول من أنقرة جوجو في التعاقد مع طبيب نفسى رياضي، وأثناء وجوده في فنربخشه، كان يتلقى دروسًا في اللغة الإنجليزية ثلاث مرات في الأسبوع، وهذا أمر فاده عندما وقع مع اليونايتد.

ووفقًا لصحيفة "التايمز" فقد اتخذ بايندير، المزيد من الخطوات لتعزيز نموه الشخصي منذ انضمامه إلى الشياطين الحمر، حيث قام بتعيين اخصائي تغذية وعلاج طبيعي ومدرب أداء رياضي مع الاهتمام الشديد بالنوم والتغذية.

ومع ذلك، هناك شعور بأن بايندير، اتخذ كل هذه الخطوات لأن مسيرته توقفت حيث أدت الإصابات في كتفه إلى التراجع وأثرت على مستواه، مما دفع جماهير فناربخشه للانقلاب عليه في موسمه الأخير مع النادي.

تعرض بايندير، لصيحات استهجان شديدة من قبل جماهيره بعد أن تلقى ثلاثة أهداف في أول 30 دقيقة ضد رين في الدوري الأوروبي في أكتوبر 2022 وبعد أربعة أشهر تم الهجوم عليه مجددًا من جانب مشجعي فنربخشة بعد الهزيمة المهينة 3- 0 على أرضهم أمام جلطة سراي.

وفي بداية هذا الموسم، قام أحد المشجعين بإلقاء زجاجة عليه بعد أن استقبلت شباكه هدفًا أمام فريق غازي عنتاب في مباراته الأخيرة مع فنربخشه، وبعد أسبوعين وافق على انتقاله إلى يونايتد.

وقال مايكل كرافت، مدرب حراس المرمى السابق لبايندير في فنربخشه، لصحيفة "الجارديان": "في تركيا يتعرض اللاعبون لضغوط هائلة وبالنسبة للجماهير لا يوجد حل وسط إما أن تكون البطل أو الخاسر، بايندير يتمتع بالشجاعة وردود الفعل السريعة وبفضل طوله، يتمتع بقدرة مذهلة على التصدى للكرات وانتقاله إلى مانشستر يونايتد بداية جديدة جيدة له".

ووفقًا لصحيفة "التايمز" لم يثير بايندير، إعجاب زملائه في الفريق في جلساته التدريبية القليلة الأولى مع مانشستر يونايتد، على الرغم من تحسنه كما أنه ليس ماهرًا في استخدام قدميه مثل أونانا، ويصر تين هاج، على أن يونايتد سيصبح أفضل عندما يلعب من الخلف ولهذا السبب استمر في إشراك الحارس الكاميروني على الرغم من كوارثه المستمرة.

يمكن لبايندير، أن يقنع تين هاج، بأنه يجب أن يكون الحارس الأساسي إذا تمكن من إثبات أنه حارس مرمى أفضل من أونانا، الذي يبدو أنه يفتقر إلى الصفات الأساسية في أي حارس مرمى.

ويتلقى يونايتد عددًا كبيرًا جدًا من التسديدات في المباراة الواحدة ويكافح أونانا، للتعامل معها ويحتل الشياطين الحمر حاليًا المركز 12 في الدوري الإنجليزي في التسديد على المرمى واستقبلت شباك أونانا 18 هدفًا في ثماني مباريات في دوري أبطال أوروبا وكأس كاراباو.

وإذا تمكن بايندير، من الحفاظ على شباكه نظيفة فقد يكون هذا مفتاحه للمشاركة في التشكيلة الأساسية وقال تين هاج: "أعتقد أن ما يمكن أن نتوقعه منه واضح إنه ينتظر فرصته وهو يتمتع بالخبرة لقد لعب لفريق كبير في تركيا حيث يوجد ضغط كبير، إنه يعرف كيفية التعامل مع الأمر وكنا جميعًا مقتنعين جدًا عندما أحضرناه إلى هذا النادي ونحن نتطلع إلى اليوم وألتاي متحمس للغاية، هذه هي لحظته".