لا تلعب دور البطل مبكرًا يا نيوم .. والأهلي بين "تحذير كريستيانو رونالدو واستنساخ عقوبات هانزي فليك"

يبدو أن الألماني الشاب ماتياس يايسله، المدير الفني لفريق الأهلي الأول لكرة القدم، قرر استنساخ تجربة مواطنه هانزي فليك، مدرب العملاق الإسباني برشلونة.

فليك قرر منذ تولى تدريب فريق برشلونة الأول لكرة القدم، في صيف عام 2024، فرض عقوبة رياضية على لاعبيه؛ الذين يتأخرون عن التدريبات أو المحاضرات الفنية، التي تسبق المباريات.

هذه العقوبة تتمثل في استبعاد اللاعب - مهما كان اسمه -، من "التشكيل الأساسي" للعملاق الإسباني، في أول مباراة بعد التأخُر عن التدريبات أو المحاضرة الفنية.

وعانى بعض لاعبي برشلونة من هذه العقوبة بالفعل؛ في مقدمتهم النجم الفرنسي جول كوندي، الذي تأخر عن إحدى المحاضرات الفنية.

ومع بداية الموسم الحالي 2025-2026.. وجدنا يايسله يطبق هذه العقوبة في النادي الأهلي؛ حيث فعلها مع الظهير الأيمن علي مجرشي، في نصف نهائي كأس السوبر السعودي ضد القادسية.

وبعد مجرشي.. طبق المدير الفني الألماني هذه العقوبة على النجم البرازيلي جالينو، جناح أيسر الأهلي؛ وذلك خلال مواجهة نيوم مساء اليوم الخميس، ضمن منافسات الجولة الأولى من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2025-2026.

يايسله استبعد لاعبه البرازيلي المتألق، من "التشكيل الأساسي" للفريق الأهلاوي ضد نيوم، بسبب تأخره ربع ساعة عن المحاضرة الفنية قبل المباراة.

وبالفعل.. لم يشارك جالينو إلا في آخر نصف ساعة من المباراة؛ الأمر الذي يثبت أن ماتياس يايسله رفع شعار "الانضباط أولًا"، مهما كان اسم اللاعب المخطئ.

ويتمنى يايسله أن يحقق نفس نجاحات مواطنه هانزي فليك مع برشلونة، في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025؛ بعد تطبيق هذه السياسة من العقوبات.

وتوّج فليك بالثلاثية المحلية في إسبانيا "دوري، كأس وسوبر"، مع فريق برشلونة الأول لكرة القدم؛ إلى جانب الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.. كان الإنجليزي إيفان توني، مهاجم فريق الأهلي الأول لكرة القدم، قريبًا جدًا من التتويج بلقب "هداف" دوري روشن السعودي للمحترفين.

وقتها.. أنهى توني مسابقة الدوري، برصيد 23 هدفًا؛ وبفارق هدفين فقط عن الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم.

ويبدو أن توني عازم العقد لانتزاع لقب "الهداف" من رونالدو، في الموسم الرياضي الحالي 2025-2026؛ وهو ما ظهر في مواجهة الأهلي ونيوم مساء اليوم الخميس، ضمن منافسات الجولة الأولى من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين.

توني سجل هدف الأهلي الوحيد ضد نيوم، إلى جانب تحركاته المثالية داخل منطقة الـ18 وخارجها؛ ما يُنبئ بأنه سيواصل تألقه التهديفي، كما كان في الموسم الماضي.

والأمر الذي قد يساعد المهاجم الإنجليزي أكثر، في الموسم الرياضي الحالي، لانتزاع لقب "هداف" دوري روشن السعودي للمحترفين؛ هو إمكانية غياب رونالدو عن بعض المباريات.

نعم.. رونالدو الذي تخطى عامه الأربعين، يبدو أنه لن يكون قادرًا على خوض كل مباريات الموسم؛ الأمر الذي قد يستغله توني وبعض المهاجمين الآخرين، لانتزاع لقب "الهداف".

وسيطر الأسطورة البرتغالية على لقب "هداف" دوري روشن السعودي، في آخر موسمين 2023-2024 و2024-2025، وليس العام الرياضي الماضي فقط.

رغم الانتصار على نادي نيوم، مساء اليوم الخميس؛ إلا أن فريق الأهلي الأول لكرة القدم بقيادة مدربه الألماني ماتياس يايسله، لم يظهر بالمستوى الجيد.

ويكفي أن نقول بإن حارس الأهلي إدوارد ميندي، تصدى إلى 3 أو 4 أهداف محققة من نيوم، في الشوط الثاني.

وكان نيوم هو الطرف الأخطر في المباراة، خلال الشوط الثاني؛ حيث اكتفى الأهلي بمحاولة تسيير الوقت فقط، للخروج بالثلاث نقاط.

ويٌمكن تلخيص عيوب الأهلي ضد نيوم؛ في التالي:

* أولًا: وجود فراغات واضحة بين خطي الوسط والدفاع؛ كاد أن يستغلها نيوم لولا تألق ميندي.

* ثانيًا: ظهور رياض محرز - خاصة في الشوط الثاني ضد نيوم - بوجه سيئ؛ مثلما كان الحال في دوري روشن السعودي 2024-2025.

* ثالثًا: الاعتماد على الفنيات الفردية كثيرًا؛ مع غياب اللعب الجماعي في أغلب دقائق المباراة. 

* رابعًا: ضعف اللياقة البدنية لعديد اللاعبين؛ حيث شعروا بالإرهاق نتيجة المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي. 

وبالتالي.. عندما يكون نجمك الأول في المباراة هو حارس المرمى، مثلما فعل ميندي مع الأهلي ضد نيوم؛ فهُنا يجب على المدرب أن يتدخل فورًا، لتصحيح الكثير من الأمور.

قدّم فريق نيوم الأول لكرة القدم مستوى رائع، في الشوط الثاني من المواجهة النارية ضد الأهلي، مساء اليوم الخميس.

نيوم كان بإمكانه الخروج ولو بنقطة وحيدة؛ حيث أسفر ضغطه المستمر على تسجيل هدف في اللحظات الأخيرة بواسطة المهاجم الفرنسي أليكساندر لاكازيت، إلا أنه تم إلغاءه بداعي التسلل.

ولا يختلف اثنان على جودة نيوم، الذي صعد لأول مرة في تاريخه إلى دوري روشن السعودي للمحترفين؛ حيث تعاقد مع أسماء محلية وأجنبية كبيرة، مستغلًا قدراته المالية الضخمة.

لكن.. ما عاب نيوم ضد الأهلي، أنه استعجل لعب دور "البطل"؛ ولم يعرف قيمة الخصم الذي أمامه.

وقام نيوم في بداية المباراة ضد الأهلي، بالضغط المتقدم وتسريع الرتم، وهو ما خدم طريقة لعب عملاق جدة؛ الذي استغل المساحات في العمق، وسجل الهدف الوحيد عن طريق إيفان توني.

وبالشوط الثاني.. عندما تذكر نيوم قيمة الخصم الذي أمامه، ولعب بشكل متوازن بين الدفاع والهجوم؛ كان الطرف الأفضل في المباراة، وكان قريبًا من الخروج ولو بنقطة.

بمعنى أن نيوم أثبت أنه فريق قوي بالفعل، ولكنه تسرع في لعب دور "البطل" كما ذكرنا؛ حيث عليه أن يعود إلى أرض الواقع، ويعترف بوجود أندية تاريخية أكبر منه بكثير، يجب اللعب أمامها بتوازن.

وقتها فقط.. سيستطيع فريق نيوم الأول لكرة القدم أن ينافس بقوة؛ ليس على مراكز المقدمة فقط، بل حتى على الألقاب.