لامين يامال .. صناعة بطل NXGN 2024

قبل صعود يامال، إلى الفريق الأول لبرشلونة كان يلعب فى "لا ماسيا" لسنوات وأظهر منذ صغره علامات على نجاحه القريب.

وانضم يامال، إلى "لا ماسيا" في سن الخامسة، وعندما بلغ 13 عامًا كان من بين أفضل اللاعبين في مباريات الفريق تحت 16 عامًا، وقال مهاجم البلوجرانا السابق باتريك كلويفرت، لموقع "جول" عندما سُئل عن انطباعاته الأولى عن يامال: "قبل عامين، لعب مع ابني في نفس الفريق يمكنك بالفعل أن ترى أنه يتمتع بجودة حقيقية".

وتحدث أوسكار لوبيز، مدرب فريق تحت 19 عامًا ، لصحيفة "سبورت" في سبتمبر 2022 قائلًا: "إنه يطرح الأسئلة دائمًا ولديه استعداد جيد جدًا للتطور وعليك معاملته بهدوء وعدم التسرع".

وفى عمر 15 عامًا، تدرب يامال، بانتظام مع الفريق الأول لبرشلونة بعد أن لفت انتباه تشافي، ومع بداية عام 2023، اقترب النجم الشاب من الحصول على فرصته أخيرًا.

قد يكون أول ظهوا ليامال، كان مخيبًا للآمال بسبب عثمان ديمبيلي، الذي أهدر هدفًا محققًا من صناعة النجم الشاب الذي شارك بعمر 15 عامًا فقط في الدقائق العشر الأخيرة من فوز البلوجرانا بنتيجة 4-0 على ريال بيتيس، وتألق وسدد تسديدة على المرمى تم التصدي لها.

ولم تكن هذه المباراة مهمة لبرشلونة الذي كان قد توج بالفعل بلقب الدوري الإسباني الأول له منذ ثلاث سنوات، وتم منح يامال، هذه الفرصة بسبب تألقه في العديد من المباريات على مستوى الشباب خلال الموسم.

وقال يامال: "قمت للإحماء وعندما دخلت الملعب لم أتمكن من سماع أي شيء، لقد كانت دقيقة واحدة، لكن بالنسبة لى بدت وكأنها ساعة".

لم يلعب يامال، مع الفريق الأول لبرشلونة حتى 8 أغسطس 2023، فى مواجهة توتنهام التحضيرية السنوية لكأس جوان جامبر على الملعب الأولمبي، وبعد مرور ساعة تقدم الضيوف 2-1، ليقرر تشافى، مشاركة يامال، فى الدقائق الأخيرة وتألق النجم الشاب وساعد في إدراك برشلونة للتعادل ومرر كرة إلى فيران توريس، لإنهاء المباراة ثم تحرك ببراعة مما أدى إلى الهدفين الثالث والرابع لبرشلونة.

وذكرت صحيفة "سبورت"، إنه قبل 18 عامًا وفي نفس المباراة الودية الرائعة، قدم ليونيل ميسي، عرضًا متألقًا أمام يوفنتوس في أول مباراة له في جامبر، ولم يُشاهد أي لاعب مثله حتى ظهر يامال.

كانت فرصة يامال، كبيرة فى المشاركة أساسيًا ببداية هذا الموسم بعد تألقه الكبير ولكن استمر فى كونه لاعبًا بديلًا مؤثرًا من على مقاعد البدلاء وحتى الآن وعلى الرغم من تألقه لا يزال هناك خوف حقيقي من برشلونة واستخدامهم السيئ لمواهبهم الشابة.

ولكن بسبب طرد رافينيا، فى المباراة الإفتتاحية للموسم أجبر تشافى، على إشراك يامال، وهدد المراهق الشاب مرمى قادش كثيرًا وفاز بجائزة رجل المباراة ضد فياريال في الأسبوع التالي، حيث قدم أول تمريرة حاسمة لبلوجرانا وسجل هدفًا أيضًا.

وأثنى تشافي، على موهبته الجديدة قائلًا: "إنه لاعب جيد للغاية ومثير ويصعب السيطرة عليه ولديه مستقبل عظيم".

وتحدث يامال، بعد تألقه قائلاً: "سأستغل كل فرصة يمنحها لي المدرب أنا لست خائفاً وأحاول لعب كرة القدم، وهذا هو أفضل ما أفعله".

وأشاد مدرب أكاديمية برشلونة والمدافع السابق رافا ماركيز، بيامال وقال خافيير ماسكيرانو، لموقع "جول": "لامين هو أحد لاعبي السنوات العشر المقبلة وسيكون لاعبًا مهمًا للغاية في المستقبل".

بحلول نهاية شهر أغسطس بدا أن استدعاء منتخب إسبانيا ليامال، أمرًا لا مفر منه وربما لعب يامال، 239 دقيقة فقط في الدوري الإسباني وشارك أساسيًا في ثلاث مباريات فقط لكن مدرب المنتخب لويس دي لا فوينتي، كان حريصًا على ضمه وقال في مؤتمر صحفي: "إنه مختلف".

واعترض البعض على انضمام يامال، المبكر إلى المنتخب الإسباني بسبب مخاوفهم من مشاكل الإصابات التي هددت بتدمير مسيرة أنسو فاتي وبيدري.

وجلس يامال، على مقاعد البدلاء في مباراة إسبانيا المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2024 مع جورجيا، ولكن نتيجة تعرض داني أولمو، لكدمة مبكرة في الشوط الأول، شارك يامال، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الإسباني وفي خلال 46 دقيقة، صنع فرصتين وسجل هدفًا لا يُنسى، وحطم الرقم القياسي الذي سجله جافي كأصغر هداف فى تاريخ إسبانيا.

على الرغم أن تشافي، أدار دقائق يامال، بدقة ولكن ظهر بوضوح أن البلوجرانا يكونون أفضل عندما يشارك اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا مع الفريق، وسجل النجم الشاب أول هدف له في الدوري الإسباني وأصبح أصغر هداف فى تاريخ البطولة ضد غرناطة، وأحرز هدف الفوز ضد أوساسونا عندما شارك بديلًا.

وفي 11 فبراير كان أداء برشلونة سيئا للغاية أمام غرناطة فى الدورى الإسبانى وبدا أنه في طريقه لهزيمة محرجة على أرضه ولكن غير يامال كل شيء، وسجل هدفين وصنع العديد من الفرص ليضمن التعادل المثير لفريقه ثم سجل هدف الفوز الرائع في الدقيقة 72 ضد مايوركا والذي تسبب فى المزيد من المقارنات مع ميسي، وهو لاعب لا يبدو أن أي مدافع أو مدرب منافس يمكن أن ينجح فى إيقافه.

وقرر تشافي، جلوس اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا على مقاعد البدلاء في اثنتين من آخر أربع مباريات لبرشلونة وهي خطوة ذكية لحماية النجم الشاب وحتى الآن سجل يامال، ثمانية أهداف وأربع تمريرات حاسمة للنادي والمنتخب هذا الموسم، ومهاراته وتسديداته الناجحة وصناعته للفرص من بين الأفضل في العالم في مركزه ويحتل يامال المركز 97٪؜ من حيث التدخلات، و93٪؜ من حيث الاعتراضات، وفقًا لـ "FBRef" وهذه أرقام قياسية بالنسبة للاعب شاب يبلغ من العمر 16 عامًا يلعب موسمه الأول مع أحد أكبر وأفضل الفرق في أوروبا.

ظهر يامال، مؤخرًا وهو مرهق بدنيًا في نهاية كل مباراة وهو ما يدل على الضغط الكبير عليه، لقد لعب أكثر من 2000 دقيقة هذا الموسم مع النادي والمنتخب، ومن المرجح أن يلعب المزيد بسبب بطولة اليورو هذا الصيف.

ويحتاج كل من فريق برشلونة ومنتخب إسبانيا ليامال، فالبلوجرانا يعانوا بشدة هذا الموسم ويحتاجوا إلى تحقيق النجاح بينما يبحث المنتخب الإسباني عن نجمه الذهبي القادم.

والمخاوف بشأن إصابة يامال لن تختفي أبدًا، وإذا استمر في اللعب كثيرًا قد يتكرر أزمات فاتى وبيدرى السابقة، ولكن مراهق برشلونة هو النجم القادم والصاعد بقوة فى كرة القدم.