GOAL ONLY Yamal Vini GFXGoal AR

ثالوث الشر: لم يعد الطفل الذهبي.. هل بدأ لامين يامال السير في نفق فينيسيوس المظلم بعيدًا عن الكرة؟

خلال أشهر قليلة، بدأ بريق الفتى الذهبي لبرشلونة في التغير، لامين يامال، الفتى الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، والذي حُمل على عاتقه إرث المعجزة ميسي في كامب نو، بدأ يتحول من قصة نجاح ملهمة إلى قضية شائكة. 

الضوء الساطع الذي سُلط على موهبته الفذة، والذي كان يكشف عن مراوغات ساحرة وأهداف حاسمة، بدأ يكشف الآن عن جوانب أخرى لا علاقة لها ببراعته داخل المستطيل الأخضر. 

جوانب تدفع به سريعًا إلى نفق مظلم من الجدل والاستفزازات، وهو نفق سار فيه قبله نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور، لكن مع اختلافات جوهرية قد تجعل مسار يامال أكثر خطورة على مسيرته، فهل يخسر برشلونة موهبته الأغلى في معارك جانبية اختار أن يخوضها بنفسه؟

  • Vinicius Jr.IMAGO / ABACAPRESS

    مفارقة فينيسيوس: عاصفة مختلفة المسار

    المقارنة مع فينيسيوس جونيور حتمية، فكلاهما أصبح بطل الجدل الأول في الكلاسيكو، لكن هنا يكمن المفترق الحاسم الذي يوضح أزمة يامال. 

    النجم البرازيلي كان دائمًا في موقف رد الفعل فالجدل بدأ ضده ولم يبدأ به، فينيسيوس كان هدفًا للخشونة المفرطة من المدافعين، والأسوأ، كان ضحية لهتافات عنصرية بغيضة في أغلب ملاعب إسبانيا. 

    كل تصرفاته، سواء الرقص الاستفزازي احتفالًا بالأهداف أو الصراخ في وجه الحكام والجماهير، كانت في مجملها نتيجة لما يتعرض له من ضغط بدني وذهني هائل، قد يراه البعض مبادرًا، لكن في أغلب الأوقات تجده ضحية.

    أما يامال، فقصته مختلفة تمامًا هو هنا الفعل وليس رد الفعل، هو من اختار أن يهاجم، وهو من وضع نفسه طُعمًا للجماهير واللاعبين، لم يجبره أحد على الدخول في هذه المعركة، لقد دخل هذا النفق المظلم بإرادته الكاملة، بينما دُفع إليه فينيسيوس.

  • إعلان
  • Real Madrid CF v FC Barcelona-LaLiga EA SportsAFP

    شرارة اللسان: حين يسبق الكلام الأقدام

    الأزمة الحالية ليست وليدة صدفة، بل هي نتاج قرار واعٍ اتخذه يامال قبل أيام من أهم مباراة في الموسم. 

    في ظهور إعلامي، وبخفة لا تليق بحساسية الموقف، قرر إشعال الأجواء بتصريحه المثير بأن ريال مدريد يسرق المباريات.

    لم تكن هذه مجرد مناوشة كلامية معتادة قبل الكلاسيكو، بل كانت اتهامًا مباشرًا يمس نزاهة المنافسة، لقد لمس عصبًا حساسًا في الكرة الإسبانية. 

    هذا التصريح لم يكن زلة لسان، بل كان خطوة حولته في لحظة واحدة من موهبة شابة يُنظر إليها بإعجاب، إلى عدو صريح في عيون جماهير البرنابيو.

    لقد منح خصومه سلاحًا مجانيًا لاستخدامه ضده، وأعطاهم كل المبررات لتحويل المباراة من منافسة فنية إلى تصفية حسابات شخصية.

  • FC Barcelona v Olympiacos FC - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD3Getty Images Sport

    مثلث الشر: حين تجتمع الشهرة والعائلة والقلب

    ما زاد الطين بلة هو أن هذا التصريح لم يأتِ في فراغ، بل تزامن مع عوامل أخرى شكلت ثالوث تشتيت يحيط باللاعب الشاب.

    فمع الضغط الهائل المسلط عليه ليكون ميسي الجديد، انفجرت توابع علاقته بالمغنية نيكي نيكول، التي كان توقيت بدايتها كارثيًا بالنسبة له.

    بعد الأداء الباهت في الكلاسيكو، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي من منصة لتمجيد مهاراته إلى ساحة للسخرية، وربطت بشكل مباشر بين تراجع مستواه وحياته العاطفية، لقد أصبح فجأة مادة للنميمة والقيل والقال، بدلًا من التحليل الفني.

    الضلع الثاني في هذا المثلث كان عائلته، فبدلًا من أن تكون البيئة المحيطة به صمام أمان لامتصاص الصدمة، صب والده الزيت على النار.

    منشوره المثير للجدل بعد المباراة "لحسن الحظ أنه 18 عامًا.. نراكم في برشلونة"، فُسر على نطاق واسع بأنه وعيد وتهديد بالانتقام في مباراة الإياب. 

    هذا التصرف، وإن كان بحسن نية للدفاع عن ابنه، أظهر غيابًا تامًا للنضج في إدارة الأزمة، ورسم صورة بأن معسكر اللاعب صدامي وغير احترافي، ويدفعه نحو مزيد من المعارك بدلًا من حمايته منها.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Real Madrid CF v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد.. فاتورة البرنابيو!

    كل هذه العوامل اجتمعت لتؤدي إلى الانهيار الحتمي في سانتياجو برنابيو، لم يذهب يامال ليلعب كرة القدم، بل ذهب ليدفع فاتورة تصريحاته. 

    ظهر كشبح تائه وسط سيمفونية من صافرات الاستهجان كلما لمس الكرة، أرقامه كانت صادمة، وكان أداءً كارثيًا بكل المقاييس، وبدا واضحًا أن الضغط العقلي والضجيج الذي صنعه بنفسه كان أكبر من قدرته على الاحتمال.

    المشهد الأهم والأكثر تعبيرًا جاء بعد صافرة النهاية، توجه إليه داني كارباخال وفينيسيوس جونيور مباشرة، صرخة كارباخال في وجهه "لقد تحدثت كثيرًا.. تحدث الآن!"، كانت بمثابة تلخيص قاسٍ لكل شيء.

    لقد جاءوا لتحصيل الفاتورة التي بدأها يامال بلسانه، لم تعد معركة كروية، بل معركة كرامة شخصية انتصر فيها لاعبو مدريد.

    الأمر لم يعد يتعلق بمباراة، القلق الحقيقي الآن يدور داخل أروقة برشلونة، الذي يرى موهبته الأغلى تستهلك في معارك إعلامية تستنزف طاقته فنيًا وبدنيًا وعقليًا على خطى فينيسيوس وربما أسوأ.

0