فتح النجم الهولندي الصاعد كيس سميت الباب أمام إمكانية الانتقال إلى صفوف نادي برشلونة الإسباني، مؤكدًا أن الفريق الكتالوني هو ناديه المفضل، وذلك في تصريحات تلفزيونية أعقبت إشادة كبيرة تلقاها من مدرب المنتخب الهولندي رونالد كومان، الذي شبّهه بلاعب برشلونة الحالي بيدري جونزاليس، أحد أبرز المواهب في كرة القدم الأوروبية خلال السنوات الأخيرة.
Imago
Gettyماذا قال كومان؟
وفي حديث نقلته صحيفة "سبورت" الإسبانية، قال كومان، الذي سبق له تدريب برشلونة ومنح بيدري فرصة الظهور الأول مع الفريق في عام 2020: "عليّ أن أكون حذرًا فيما أقول، لكنني دربت بيدري في برشلونة، وأرى بعض الأمور المشابهة له في كيس سميت".
وأضاف المدرب الهولندي أن اللاعب الشاب يتمتع بقدرات مميزة على التمرير والرؤية داخل الملعب، إلى جانب مهارة استخدام القدمين بنفس الكفاءة تقريبًا، وهي السمات التي يرى أنها تذكّره ببيدري في بداياته مع برشلونة. وتابع كومان موضحًا: "الالتفاف بالكرة، واستخدام القدمين، والرؤية الواضحة للملعب.. كل ذلك يذكرني بما رأيته في بيدري آنذاك. ما يقدمه سميت في هذا العمر الصغير مثير للإعجاب حقًا".
ماذا قال موهبة هولندا؟
ويبلغ سميت من العمر 19 عامًا، ويعد من أبرز المواهب الصاعدة في نادي ألكمار الهولندي، حيث لفت الأنظار منذ قيادته فريقه للتتويج بلقب دوري أبطال الشباب الأوروبي عام 2023، بعد الفوز على برشلونة في دور الـ16 في مباراة شهيرة سجل خلالها هدفًا مذهلًا من منتصف الملعب. ومنذ بداية الموسم الحالي، سجل سميت هدفين وقدم أربع تمريرات حاسمة، إلى جانب معدل استثنائي في استعادة الكرات بلغ نحو ست مرات في المباراة الواحدة.
وفي تصريحات نقلتها قناة ESPN، كشف سميت عن ميوله الكروية بوضوح، قائلًا: "أشاهد تقريبًا كل مباريات برشلونة. إنه ببساطة فريقي المفضل".
وأضاف أن المقارنة مع بيدري شرف كبير بالنسبة له، حتى وإن كانت المفاجأة واضحة على ملامحه عندما علم أن كومان هو من أطلق هذا التشبيه. وأوضح سميت بابتسامة: "إذا كان كومان يرى ذلك، فربما أكون كذلك فعلًا. لم أكن أتوقع هذه المقارنة، لكنها رائعة. أعلم أن البعض وجدها غريبة بعض الشيء.. من قبل قالوا إنني أشبه دي بروينه، والآن يقولون إنني بيدري أو حتى فرينكي دي يونج".
gettyدي بروينه.. بيدري أم دي يونج؟
ويُعد سميت من العناصر الأساسية في صفوف منتخب هولندا تحت 21 عامًا، ويُنظر إليه داخل بلاده كأحد أبرز اللاعبين القادمين بقوة نحو تمثيل المنتخب الأول في المستقبل القريب.
ولم تقتصر المقارنات على بيدري فقط، إذ سبق أن ربطت وسائل الإعلام بين أسلوب لعبه وبين البلجيكي كيفين دي بروينه، وكذلك مواطنه فرينكي دي يونج، الذي يعد هو الآخر من أعمدة وسط ميدان برشلونة.
ورغم الحماس الكبير الذي أثارته تصريحات كومان، فإن فرينكي دي يونج، زميل بيدري في برشلونة وقائد منتخب هولندا، دعا إلى التحلي بالصبر وعدم تحميل سميت ضغوطًا مبكرة، قائلًا: "لا أعتقد أن هناك لاعبًا آخر مثل بيدري. من الأفضل ألا نتحدث بهذه الطريقة لأن ذلك قد يضع ضغطًا كبيرًا على الفتى. إنه موهوب جدًا ويمكن أن يصبح لاعبًا رائعًا، لكن علينا أن نتركه يلعب كرة القدم بهدوء وسنرى ما سيحدث".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه برشلونة مراقبة السوق الأوروبية للبحث عن لاعبين شباب يمكن أن يعززوا مشروع النادي للمستقبل، خصوصًا بعد النجاحات اللافتة التي حققها النادي في السنوات الأخيرة باكتشاف أسماء مثل بيدري، وجافي، ولامين يامال. ويبدو أن اسم كيس سميت بدأ يطرح بقوة على طاولة الإدارة الرياضية في كامب نو، خاصة بعد إعلانه الصريح عن عشقه للنادي واستعداده للانضمام إليه إذا سنحت الفرصة.
سياسة برشلونة
من جانبه، يرى عدد من المحللين في هولندا أن سميت يمتلك بالفعل المقومات التي تجعله مناسبًا لطريقة لعب برشلونة، بفضل تحركاته الذكية بين الخطوط وقدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، وهي ميزات قلّما تُرى في لاعب بهذا العمر. ويقول الصحفي الرياضي ماريو رولدان، صحفي سبورت: "كيس سميت لا يلفت الأنظار فقط بمهارته، بل أيضًا بنضجه التكتيكي، وهو ما يجعله مختلفًا عن معظم لاعبي جيله. من المنطقي أن يثير اهتمام برشلونة إذا استمر في هذا المستوى".
ويبقى السؤال المطروح الآن: هل يواصل برشلونة سياسة الرهان على المواهب الشابة ويضم "بيدري الجديد"، كما وصفه كومان؟ أم أن الطريق ما زال طويلًا أمام النجم الهولندي الشاب قبل أن يحظى بفرصة ارتداء قميص الفريق الكتالوني الذي طالما حلم به؟
مهما كانت الإجابة، فإن تصريحاته الأخيرة أعادت اسمه إلى دائرة الضوء، وربما تشكل بداية رحلة جديدة نحو عالم الأضواء في الليجا الإسبانية، حيث بدأت مسيرة مثله الأعلى بيدري قبل خمسة أعوام فقط.



