Getty Images Sport"كنت محظوظاً بما يكفي لأنني لم أفقد زميلًا".. تيم شيروود: وفاة ديوجو جوتا وراء انهيار ليفربول!
وفاة جوتا.. صدمة مستمرة في ليفربول
شكلت الوفاة المفاجئة للنجم البرتغالي ديوجو جوتا في يوليو 2025، بعد تعرضه لحادث سير مروع في إسبانيا أودى بحياته وحياة شقيقه أندريه، إثر انفجار إطار سيارتهما واشتعال النيران فيها، صدمة مدوية زلزلت أركان نادي ليفربول، محولةً موسم 2025-2026 من مجرد منافسة رياضية اعتيادية إلى كابوس إنساني ثقيل الوطأة.
لم يكن جوتا مجرد رقم في التشكيلة أو هدافاً بارعاً يساهم في حصد النقاط فحسب، بل كان ركيزة أساسية وروحاً نابضة بالحياة داخل غرفة الملابس، مما جعل رحيله يترك فراغاً عاطفياً وهائلاً يستحيل ملؤه بالتعليمات الفنية أو التدريبات البدنية.
لقد ألقى هذا الحدث المأساوي بظلاله القاتمة والباردة على أداء الفريق ككل، حيث بدا اللاعبون في معظم مباريات الموسم أشباحاً لأنفسهم داخل المستطيل الأخضر، يفتقدون الشغف والتركيز الذهني اللازمين للمنافسة في أعلى المستويات.
إن الرابطة القوية التي كانت تجمع جوتا بزملائه جعلت من محاولة تجاوز غيابه الأبدي أمراً شبه مستحيل، فتحولت المباريات بالنسبة لهم من فرصة للمتعة والانتصار إلى عبء نفسي ثقيل ومؤلم.
AFPماذا قال تيم شيروود عن انهيار ليفربول؟
في قراءة تحليلية لأسباب الموسم الكارثي الذي يعيشه نادي ليفربول خلال منافسات 2025-2026، وضع تيم شيروود يده على السبب الجوهري وراء الانهيار الفني الشامل للفريق، مرجعاً ذلك بشكل مباشر إلى الصدمة العاطفية القاسية الناتجة عن رحيل ديوجو جوتا. واعتبر شيروود أن محاولة تفسير تراجع النتائج بأسباب تكتيكية بحتة هو تجاهل للواقع النفسي المؤلم، مؤكداً في سياق حديثه أنه كان "محظوظاً بما يكفي" خلال مسيرته المهنية لعدم اختباره تجربة قاسية كفقدان زميل له، مما يجعله يقدر حجم المعاناة الذهنية التي يمر بها لاعبو الريدز حالياً وتأثيرها المباشر على أقدامهم في الملعب.
وشدد شيروود على أن تأثير هذه الفاجعة كان "هائلاً" على المجموعة ككل، مشيراً إلى نقطة جوهرية تتعلق بعدم ضرورة شعور اللاعبين بالخجل من تراجع مستواهم أو محاولة إخفاء انكسارهم؛ لأن الحقيقة المجردة -بحسب وصفه- هي أنهم لم يفقدوا مجرد لاعب، بل فقدوا "أخاً" لهم. ويرى شيروود أن هذا الرابط العاطفي المفقود هو ما أفقد الفريق توازنه، جاعلاً من موسم ليفربول الحالي انعكاساً لحالة حداد جماعي طغت على الأداء الرياضي التنافسي.
ليفربول يعاني تحت قيادة سلوت
يمرّ ليفربول بأزمة حقيقية، خاصة في آخر ثلاث مباريات؛ حيث تلقى بطل الدوري الإنجليزي، خسارة على ملعب الاتحاد أمام مانشستر سيتي بنتيجة (0-3)، والسقوط أمام نوتنجهام فورست في آنفيلد رود بثلاثية نظيفة، في البريمييرليج، ثم الخسارة الثقيلة أمام آيندهوفن بنتيجة (1-4)، في معقل الريدز، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، لتصبح المرة الأولى التي يتلقى فيها ليفربول خسائر متتالية بفارق 3 أهداف، في جميع المسابقات، منذ ديسمبر 1953.
ولا تزال الانتقادات تطارد الهولندي آرني سلوت، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي ليفربول، من كل حدب وصوب، في ظل الهزائم القاسية التي يتعرض لها الريدز هذا الموسم، وآخرها في سقوطه برباعية آيندهوفن، في دوري أبطال أوروبا.
Getty Images Sportماذا بعد لليفربول في الفترة المقبلة؟
يدخل ليفربول ومدربه آرني سلوت نفقاً مظلماً في أسبوع قد يكون حاسماً لمستقبل الجهاز الفني، حيث يبدو أن رصيد إنجازات الموسم الماضي قد نفد تماماً، وبات الفريق أمام اختبارات واقعية لا تقبل القسمة على اثنين. تتجه الأنظار بقلق صوب "لندن الأولمبي" يوم الأحد لمواجهة وست هام يونايتد، الخصم الذي يعيش انتفاضة هجومية مؤخراً، مما يشكل تهديداً مباشراً لدفاعات "الريدز" المتهالكة.
ولا تكاد التقاط الأنفاس تنتهي حتى يصطدم الفريق في الثالث من ديسمبر بصخرة سندرلاند، الحصان الأسود لهذا الموسم الذي يمتاز بصلابة دفاعية نادرة بقيادة لو بريس.
إن تحول هذه المواجهات "نظرياً" من نزهات مضمونة كما كان الحال قبل أشهر، إلى معارك شائكة ومخيفة، يعكس عمق أزمة الثقة التي ضربت غرفة الملابس؛ فالأمر لم يعد يتعلق فقط بجدول مباريات مزدحم يضم لاحقاً إنتر وتوتنهام، بل بمعركة مصيرية فورية يتعين على سلوت الفوز بها لإنقاذ موسم يترنح، وربما لحماية وظيفته من مقصلة الإقالة التي بدأت تلوح في الأفق.
إعلان



