Jurgen Klopp Joan Laporta Julian Nagelsmann 2023-24 GFX Getty

كاريزما مرعبة وحلم صعب وكلوب مُزيف .. كل الطرق تؤدي إلى ألمانيا في برشلونة!

يستعد تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة للرحيل عن النادي الكتالوني، تاركًا خلفه الكثير من الفوضى والشكوك حول المشروع الذي بدأه مع الرئيس جوان لابورتا بسبب الفترة الصعبة التي يعيشها الفريق.

روافع اقتصادية تسببت في توريط النادي على المدى البعيد، صفقات لم تؤدي بالشكل المطلوب، وموسم صفري يلوح في الأفق، العديد من المشاكل تنتظر المدرب القادم.

تشافي سبق أن وصف تدريب برشلونة بالوظيفة الأصعب في العالم، لأن الجميع يراقبك وينتظر لك أي خطأ للهجوم عليك ومحاولة النيل منك، لذلك على الرجل القادم أن يمتلك الصلابة التي لم يتمتع بها تشافي نفسه!

اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل

التسريبات تؤكد أن لابورتا يميل إلى المدرسة الألمانية، والتي تمتلك العديد من الأسماء التدريبية اللامعة، ولكن من هو الأنسب لخلافة تشافي؟

  • Hansi Flick Germany 2023Getty Images

    هانز فليك - التوازن في أبهى صورة

    لا يوجد أي مشجع لبرشلونة لا يعرف ما يمكن أن نفعله فليك، لأنه شاهد على يد الألماني الهزيمة المُروعة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما كان مدربًا لبايرن ميونخ في نسخة 2020.

    بايرن سحق برشلونة وقتها 8/2، في مباراة يُعطي فليك فيها كل الأسباب التي تجعل عشاق الفريق الكتالوني يُرحبون بقدومه، حتى ولو كان سبب نكستهم التاريخية.

    هذه المواجهة نموذج واضح على أسلوب فليك، كرة هجومية شرسة تعتمد على الهيمنة الكاملة، انضباط دفاعي والتزام، وعدم الاكتفاء بأي عدد من الأهداف، لأن دائمًا سيكون هناك المزيد.

    فليك تم تعيينه بعد إقالة نيكو كوفاتش في نوفمبر 2019 وفاز بالدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا بعد تسعة أشهر، قبل أن ينتقل إلى منتخب ألمانيا لتنقلب مسيرته رأسًا على عقب.

    تجربة فليك مع ألمانيا كانت عكس كل شيء قدمه مع بايرن، فريق بلا شخصية، دفاع متواضع وهجوم متهالك، 7 تعادلات و6 هزائم من أصل 25 مباراة وخروج من دور المجموعات بكأس العالم في قطر، ليصبح الآن بلا عمل.

    ما قدمه فليك مع المانشافت يبعث برسائل من الخطر لجوان لابورتا الذي سبق أن أعرب عن إعجابه بالألماني علنًا عقب فوزه برئاسة برشلونة، كما أن هناك أنباء عن عودته مرة أخرى إلى بايرن ميونخ.

    المستوى المتواضع لألمانيا تحت قيادة فليك قد يكون له بعض المبررات، مثل الفقر الهجومي الذي تعانيه بلاده خاصة بمركز المهاجم الصريح، وتراجع المواهب عمومًا، ولكن بكل تأكيد الأمر سيجعل لابورتا يفكر مرتين قبل اتخاذ القرار النهائي بقدومه!

  • إعلان
  • 20240221_Thomas_Tuchel(C)Getty images

    توماس توخيل .. أنا والفوضى معًا!

    سبق أن تحدثنا هنا عن مدرب بايرن ميونخ الحالي، وكيف كان نهائي دوري أبطال أوروبا له مع تشيلسي أمام مانشستر سيتي بمثابة نقطة التحول الكاذبةفي مسيرته.

    دعونا نعود إلى الوراء كثيرًا، وبالتحديد إلى رحلة توخيل مع بوروسيا دورتموند التي بدأت في 2015 وانتهت في 2017، عندما قدم لنا نموذجًا مبهرًا من الكرة الممتعة الهجومية التي عابها بعض المشاكل الدفاعية.

    كان من الطبيعي إطلاق لقب "يورجن كلوب الجديد عليه" لأن كل منهما عمل في ماينتس قبل الذهاب لدورتموند، ولكن بمرور الزمن يبدو أن توخيل ليس سوى نسخة مُزيفة من مدرب ليفربول.

    صاحب الـ50 سنة لم يتمتع بأي استقرار طوال مسيرته التدريبية، ترى معه روعة البدايات وجمالها، ولكنه يرحل سريعًا ويترك من خلفه الكثير من المشاكل والخلافات في غرفة الملابس.

    الغريب أنه لم يستمر مع أي فريق قام بتدريبه لمدة 3 سنوات كاملة، وهو يتنافى مع سياسة برشلونة التي تعتمد على المشروع طويل المدى.

    الأمر حدث معه في باريس سان جيرمان رغم وصوله إلى نهائي دوري الأبطال الذي خسره من بايرن، وتكرر مع تشيلسي كذلك بعد تراجع النتائج وخلافاته مع بعض اللاعبين، والآن مع بايرن ميونخ الذي أصبح على أعتاب خسارة سيطرته التاريخية لصالح باير ليفركوزن.

    شخصية بايرن انهارت وتلاشت تمامًا على يد توخيل، الفريق لم يصبح بنفس الشراسة، وأخطاء دفاعية بالجملة وغضب جماعي من نجوم البافاري، هذا آخر ما يحتاجه برشلونة الآن، لذلك على لابورتا حظر رقم توخيل من هاتفه لو فكر للحظة التعاقد معه الآن!

  • Julian NagelsmannGetty Images

    يوليان ناجلسمان .. الكاريزما المرعبة

    في عام 2020 سلطت صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية الضوء على الطفرة الهائلة في البلاد بالنسبة للمدربين، والازدهار التي تمتعت به مع فليك وتوخيل وماركو روز ويورجن كلوب ومن سنتحدث عنه الآن، يويليان ناجلسمان!

    الصحيفة أرجحت طفرة المدربين الألمان إلى مشاركتهم في دورة "Fussball-Lehrer" لتعليم كرة القدم، حيث اكتسبت سمعة هائلة كواحدة من أرقى الدورات من نوعها في أوروبا، باستقبالها 25 مدربًا فقط كل عام، وتم تقليص هذا العدد مؤخرًا إلى 20 فقط لجعلها أكثر حصرية!

    ناجلسمان كان من التلاميذ النابغين في هذه الدورة، حيث كان يحرص دانييل نيدزكوفسكي قائد هذا المشروع على اختيار المدربين الذين يتمتعون بكاريزما عالية للغاية، ومراقبة مهاراتهم التحليلية وقدرتهم على التخطيط.

    المدرب الشاب يمتلك الكثير من الكاريزما، ولكنه كذلك من المدربين المُجددين في عالم كرة القدم، لإيمانه الشديد باستخدام التكنولوجيًا، واشتهر باستخدامه "جدار الفيديو" خلال تجربته مع هوفنهايم كأداة تحليلية.

    أسلوبه الممتع وكرته الاستثنائية مع لايبزيج وهوفنهايم جعلت الجميع يركض خلفه، ولكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لاتخاذ خطوة أعلى بمسيرته، رغم اهتمام ريال مدريد وغيرهم بالتعاقد معه.

    صاحب الـ36 سنة اختار الانتقال لبايرن ميونخ في 2021، ورغم فوزه بالدوري الألماني ولقبين لكأس السوبر، إلا أن الأمور انتهت معه بطريقة كارثية.

    تلاشت الكاريزما وبدأت المشاكل مع النجوم الكبار والخلافات داخل غرفة الملابس، الكرة الممتعة فقدت رونقها، ليعتقد البعض أن التلميذ النابغ تعجل باللعب مع الكبار.

    الأمور لا تسير على ما يُرام بعد رحيله عن بايرن وانتقاله لتدريب ألمانيا في نوفمبر الماضي، لأنه لعب 4 مباريات مع المانشافت حتى الآن، خسر مرتين وفاز في مباراة وتعادل بأخرى.

    أي كارثة في يورو 2024 على الأراضي الألمانية ستعني أن ناجلسمان سيكون متاحًا لبرشلونة، ولكنه لا يبدو كخيار آمن للابورتا الذي ذاق الأمرين مع شاب مثله وهو تشافي.

  • Jurgen Klopp Liverpool 2023-24Getty

    يورجن كلوب - الحلم الصعب

    هل نحن بحاجة حقًا للحديث عن قيمة كلوب؟ الألماني سيرحل عن ليفربول بنهاية هذا الموسم، وبكل تأكيد هو الخيار الأفضل والأوضح على الإطلاق لتدريب برشلونة، دعنا نخبرك لماذا..

    في 8 أكتوبر 2015 جاء كلوب إلى ليفربول وهو أحد أهم المدربين في العالم بعد ما قدمه مع بوروسيا دورتموند، ليتسلم الحطام الذي تركه بريندان رودجرز.

    ملعب أنفيلد كان يمر بأسوأ حالاته على الإطلاق، روح غائبة، عناصر لا تستحق ارتداء قميص الفريق، دفاع كارثي وهجوم متواضع وبعض النجوم البعيدين عن مستواهم.

    ربما احتاج لبعض الوقت لبناء مشروعه، ولكنك كنت تشعر دائمًا أن ليفربول في أمان مع كلوب، لأنه بنى شخصية للفريق وصنع له هوية هجومية شرسة وجذابة مع الكثير من الانضباط الدفاعي بمساعدة فيرجيل فان دايك وغيرها من الصفقات.

    الألماني بدأ تدريجيًا بصفقات متوسطة المستوى قادها إلى القمة مثل جورجينيو فاينالدوم وأندرو روبرتسون، وأعاد الحياة لجوردان هندرسون، وجعل من الشاب ترنت آرنولد أحد أفضل الأظهرة في العالم، وساعد ساديو ماني ومحمد صلاح وروبرتو فيرمينو على تكوين ثلاثية هجومية مرعبة.

    كلوب يمكنه إخراج أقصى ما عند اللاعبين وتحويلهم إلى نجوم، وصقل مواهب مثل صلاح وماني بمساعدتهما ليكونا من أفضل اللاعبين على مستوى العالم، وتطوير اللاعبين الشباب، وتتويج كل ذلك بتحقيق البطولات، وهذا ما أثبته بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والوصول للنهائي أكثر من مرة وإعادة لقب الدوري الإنجليزي مرة أخرى لأنفيلد بعد سنوات من الغياب.

    برشلونة نفسه تذوق ما يمكن لكلوب فعله، بالعودة التاريخية أمام الفريق الكتالوني في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، بالخسارة 3/0 في كامب نو والعودة برباعية نظيفة من دون صلاح في الإياب على ملعب أنفيلد.

    هذا كل ما يحتاجه برشلونة الآن حرفيًا، ولكن لسوء الحظ أن كلوب صرح أكثر من مرة أنه يفضل الحصول على راحة لمدة عام، ولو تمكن لابورتا من إقناعه بشيء آخر، ستكون لحظة فارقة في تاريخ النادي.