هاجم كريم بنزيما مهاجم نادي الاتحاد، أحد الصحفيين، بسبب تهكمه على زوجته خلال الساعات الماضية، على خلفية مشاركتها في إحياء ذكرى ضحايا حادث 13 نوفمبر في فرنسا.
AFPما هي قصة حادث 13 نوفمبر؟
قبل عشر سنوات، عاشت العاصمة الفرنسية باريس واحدة من أكثر الليالي دموية في تاريخها المعاصر، بعدما شهدت سلسلة من الهجمات الإرهابية المنسقة التي استهدفت ستة مواقع مختلفة في وقت متقارب، ما أدخل البلاد في حالة من الصدمة والرعب. وأسفرت هذه الاعتداءات التي نفّذها عناصر تابعون لتنظيم داعش، عن مقتل ما لا يقل عن 129 شخصًا، إضافة إلى إصابة حوالي 352 آخرين، كثير منهم كانت إصاباتهم خطيرة.
وتوزعت الهجمات بين مسارح، مقاهٍ، مطاعم، وشوارع مكتظة بالمارة، مما ضاعف من حجم المأساة، إذ فوجئ سكان باريس بسيناريو غير مسبوق من العنف المنظّم، استهدف المدنيين بشكل مباشر لإحداث أكبر قدر من الخسائر.
وكان ملعب فرنسا الدولي (Stade de France) من بين المواقع المستهدفة في تلك الليلة، حيث كان يحتضن مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا. وشهد محيط الملعب ثلاثة انفجارات انتحارية متتالية، نفذها إرهابيون حاولوا الدخول إلى الملعب، إلا أن أجهزة الأمن نجحت في منعهم من الوصول إلى المدرجات التي كانت ممتلئة بعشرات الآلاف من الجماهير.
وأظهرت التحقيقات لاحقًا أن تدخل رجال الأمن عند بوابات الملعب أنقذ البلاد من كارثة أكبر، إذ كان الهدف تنفيذ التفجيرات داخل المنشأة الرياضية، وهو ما كان سيؤدي إلى مضاعفة أعداد الضحايا.
وجاءت الهجمات بينما كان الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند يتواجد داخل المدرجات لحضور المباراة، الأمر الذي دفع السلطات إلى إجلائه على الفور وفق بروتوكولات الطوارئ، قبل أن يتم الإعلان عن إلغاء اللقاء لاحقًا بعد انتشار الأخبار المروعة داخل باريس.
وتحوّل الملعب في تلك اللحظات إلى نقطة قلقٍ كبرى، حيث ظل آلاف المشجعين في الداخل ساعات طويلة قبل السماح لهم بالخروج بشكل آمن، بينما كانت قوات الأمن تفرض طوقًا واسعًا حول المنطقة.
ومنذ تلك الليلة، بقيت هجمات 13 نوفمبر 2015 حدثًا مفصليًا في الذاكرة الفرنسية والعالمية، لما حملته من صدمة، ولما شكّلته من نقطة تحول في سياسات الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب داخل أوروبا بأكملها.
AFPماذا قال الصحفي الفرنسي؟
ونشر الناشط الفرنسي داميان ريو عبر حسابه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي تغريدة، يُهاجم فيها لينا خضري زوجة كريم بنزيما، بسبب مشاركتها في تكريم ضحايا حوادث 13 نوفمبر.
وكتب الناشط عبر حسابه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي تغريدة، جاء فيها: "لتكريم ضحايا 13 نوفمبر، لم يجدوا أحدًا غير لينا خضري شريكة كريم بنزيما، التي قامت بالإعجاب بمنشور يبرر قطع رأس صامويل باتي، والتي خسرت قضيتها ضدي عندما كشفت ذلك".
صامويل باتي هو معلم تاريخ وجغرافيا فرنسي، تم قتله على يد أحد اللاجئين الشيشانيين، حيث قام بقطع عنقه بسبب قيامه بعرض صورًا كاريكاتورية مسيئة للإسلام.
كيف هاجم بنزيما الناشط السياسي؟
وحرص كريم بنزيما على الرد على الناشط السياسي داميان، بعدما هاجم زوجته عبر حسابه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي.
وقام قائد الاتحاد بالرد على الناشط قائلًا: "هناك من يتأمل بصمت، وهناك من يستعرض نفسه، يجب أن تكون فارغًا جدًا لكي تخلط بين التكريم والاستعراض يا داميان، أنت مجرد كومبارس في عالمنا".
جاء ذلك بعدما قام الناشط بوضع إشارة إلى كريم بنزيما، ليقوم الأخير بالهجوم عليه، بسبب ما قام به بالتهكم على لينا خضري.
Getty Images Sportماذا قدم بنزيما مع الاتحاد؟
انضم النجم الفرنسي كريم بنزيما، صاحب الـ37 عامًا، إلى صفوف نادي الاتحاد في صيف 2023، قادمًا من ريال مدريد بعد مسيرة تاريخية في الملاعب الأوروبية.
غير أن موسمه الأول مع العميد لم يسر كما كان متوقعًا، حيث عانى اللاعب من سلسلة إصابات متتالية، إلى جانب توتر علاقته بعدد من الأجهزة الفنية التي تعاقبت على الفريق، ما انعكس على مستواه داخل الملعب.
وخلال صيف 2024، تضاربت التقارير حول اقتراب بنزيما من مغادرة النادي، قبل أن يحصل على تطمينات من القائمين على الرياضة السعودية بكونه جزءًا أساسيًا من المشروع الجديد للاتحاد، ما دفعه للبقاء واستكمال تجربته.
وبعد هذا الدعم، لعب بنزيما دورًا محوريًا في تشكيل ملامح الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2024، وكان له تأثير مباشر في عدد من التعاقدات، من بينها المدرب لوران بلان – الذي رحل لاحقًا –، ولاعب الوسط حسام عوار، والجناح موسى ديابي.
وجنى الاتحاد ثمار هذا العمل في موسم 2024-2025، حين بسط سيطرته على المنافسات المحلية بتحقيق لقب دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين، فيما قدّم بنزيما موسمًا مميزًا بتسجيله 25 هدفًا وصناعته 9 أخرى في 33 مباراة بجميع البطولات.
وبشكل عام، يمتلك بنزيما حصيلة تهديفية بارزة بقميص الاتحاد، حيث أحرز 43 هدفًا وقدم 17 تمريرة حاسمة في 71 مباراة منذ انضمامه للفريق وحتى الآن.

