"كريم بنزيما رمى نفسه في النار، بلانيس مهووس بفكرته ولوران بلان محبط" .. أعمدة الاتحاد الثلاثة تنهار بعد موسم الإنجازات!

في البداية.. يجب الحديث عن مساهمة المهاجم الفرنسي الكبير كريم بنزيما، ومدربه لوران بلان، إلى جانب المدير الرياضي رامون بلانيس؛ في بناء فريق الاتحاد الأول لكرة القدم الذي سيطر على البطولات المحلية السعودية، الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

بنزيما هدد بالرحيل عن الفريق الاتحادي، بنهاية موسم 2023-2024؛ وذلك بسبب سوء النتائج، ودخوله في خلافاتٍ عنيفة مع الأجهزة الفنية.

ومن أجل منع رحيله.. منح المسؤولون عن الرياضة السعودية، صلاحياتٍ كبيرة إلى المهاجم الفرنسي المخضرم؛ للمشاركة في بناء فريق الاتحاد الجديد، واختيار بعض الصفقات التي يريدها معه في الاتحاد.

وبالفعل.. لعب بنزيما دورًا كبيرًا في تعيين مواطنه الفرنسي لوران بلان، على رأس القيادة الفنية لفريق الاتحاد الأول؛ إلى جانب التعاقد مع متوسط الميدان الجزائري حسام عوار، والجناح الفرنسي موسى ديابي.

هذه الصفقات ساهمت بشكلٍ فعال في انتصارات الاتحاد، خلال الموسم الرياضي الماضي؛ وبالتالي التتويج بالثنائية المحلية "دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين".

أما بلان وعلى الرغم من عدم تقديم العميد الاتحادي، مستوى فني ممتع معه في كثير من اللقاءات؛ إلا أنه أثبت قدراته التدريبية الكبيرة، من خلال كيفية التعامل مع تقلبات المباريات وإصابات الفريق العديدة.

وأخيرًا.. وفر بلانيس كونه المدير الرياضي لنادي الاتحاد، كافة عوامل النجاح للفريق الأول لكرة القدم، في الموسم الرياضي الماضي؛ وذلك على النحو التالي:

* أولًا: قدرته الكبيرة على حسم كافة الصفقات؛ التي طلبها بنزيما وبلان.

* ثانيًا: مراهنته الناجحة على بعض الأسماء الشابة؛ مثل: ماريو ميتاي وأوناي هيرنانديز.

* ثالثًا: توفير الهدوء والاستقرار في غرفة ملابس فريق الاتحاد الأول؛ بعد موسم مليء بالأزمات.

* رابعًا: الوقوف وراء قرار بناء مدينة رياضية لفريق الاتحاد الأول لكرة القدم؛ لزيادة الانسجام بين اللاعبين.

لكن.. بعد النجاحات الكبيرة في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025؛ بدأت التخبطات تضرب أعمدة الاتحاد الثلاثة - كما ذكرنا -، مُتمثلة في المهاجم كريم بنزيما والمدرب لوران بلان والمدير الرياضي رامون بلانيس.

تخبطات بنزيما بدأت مع ترشح أنمار الحائلي، رئيس الاتحاد الأسبق، إلى انتخابات مجلس إدارة شركة النادي "غير الربحية"، في صيف العام الحالي.

وقام المهاجم الفرنسي المخضرم بدعم الحائلي، للعودة إلى رئاسة العميد الاتحادي مجددًا؛ وذلك على عكس رغبة جماهير هذا الكيان الرياضي الكبير، التي عارضت توليه المنصب.

وأثار دعم بنزيما للحائلي، الكثير من الجدل في الشارع الرياضي السعودي؛ حيث تم تفسير ذلك بأنه يعود إلى أحد أمرين لا ثالث لهما، على النحو التالي:

* أولًا: علاقة بنزيما القوية مع الحائلي؛ حيث انضم اللاعب إلى الاتحاد في عهد هذا الرجل، صيف عام 2023.

* ثانيًا: حصول بنزيما على أموال من خلال "شراكة تجارية مدفوعة الثمن" مع الحائلي؛ حسب ما ذكره الإعلامي نواف العقيل.

وأيًا كان السبب في دعم كريم بنزيما للحائلي؛ فإن المهاجم الفرنسي رمى نفسه في النار حقًا، وذلك بمعارضته رغبة الجماهير الاتحادية وكبار الشخصيات في النادي، الذين دعموا المرشح فهد سندي ضد أنمار في الانتخابات.

وما زاد الطين بلة - كما يُقال -، هو تراجع الحائلي عن الترشح لرئاسة شركة الاتحاد "غير الربحية"؛ ليجد بنزيما نفسه في النهاية، يقف وحيدًا ضد جماهير العميد وكبار شخصيات النادي.

لم ينتهِ الحديث عن كريم بنزيما، عند ما تم ذكره في السطور الماضية فقط؛ حيث ابتعد المهاجم الفرنسي تمامًا، عن ملف صفقات فريق الاتحاد الأول لكرة القدم، خلال الميركاتو الصيفي الحالي.

نعم.. اللاعبون يجب أن تكون أدوارهم مقتصرة على التدرب، والتألق داخل المستطيل الأخضر فقط؛ دون التدخل في الأمور الإدارية، أو سوق الانتقالات.

إلا أن الأمر مختلف تمامًا مع بنزيما، الذي حصل على تفويضٍ كامل من المسؤولين عن الرياضة السعودية؛ للمشاركة بشكلٍ فعال في القرارات الإدارية، داخل نادي الاتحاد.

واستخدم بنزيما هذا التفويض، في صيف عام 2024؛ عندما جلب المدير الفني لوران بلان ومتوسط الميدان حسام عوار والجناح موسى ديابي، قبل أن يبتعد تمامًا في الميركاتو الحالي.

ومع ابتعاد بنزيما في الصيف الحالي.. لم يتعاقد الاتحاد مع أي صفقة كبيرة - حتى الآن -؛ وذلك بالرغم من أن المباريات الودية الاستعدادية، أثبتت وجود نواقص كبيرة في صفوف الفريق الأول.

لذلك يجب التساؤل هُنا: "هل اكتفى المهاجم الفرنسي بوجود بعضٍ من مواطنيه والمقربين منه في صفوف الاتحاد دون الاهتمام بنواقص الفريق حقًا؟!".

وهُنا.. الإعلامي الرياضي عدنان جستنيه، صاحب الميول الاتحادية، وجّه نداء استغاثة إلى كريم بنزيما؛ بضرورة التدخل بشكلٍ عاجل في ميركاتو العميد، خلال صيف العام الحالي.

جستنيه اعتبر أن الفريق الاتحادي الحالي غير قادر على مواصلة التتويج بالألقاب، في الموسم الرياضي الجديد 2025-2026؛ خاصة في ظل تقوية المنافسين لصفوفهم.

وقال هذا الإعلامي بالحرف الواحد: "صدقوني.. دوري روشن السعودي في الموسم الجديد (نار نار)، وبالعناصر الحالية سيكون الفريق الاتحادي في خطرٍ كبير"؛ مشددًا على أن بنزيما الشخص الوحيد القادر على التأثير على المسؤولين، من أجل جلب صفقات جديدة للعميد، قبل إغلاق الميركاتو الصيفي.

ويبقى على عشاق الاتحاد أن ينتظروا؛ لمعرفة هل سيتحرك كريم بنزيما فيما تبقى من الميركاتو الصيفي الحالي، لإصلاح الخلل في صفوف الفريق الأول، أم سيظل الأمر على ما هو عليه.

ومن كريم بنزيما ننتقل بالحديث إلى الفرنسي الآخر لوران بلان، المدير الفني لفريق الاتحاد الأول لكرة القدم؛ والذي كان أحد أهم عناصر نجاح العميد، في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

وعلى ما يبدو أن بلان، غير واثق تمامًا بإمكانية تكرار إنجازات الموسم الماضي، في العام الرياضي الجديد 2025-2026؛ بالرغم من أنه صرح مؤخرًا، بأن المعسكر الإعدادي كان جيدًا للغاية.

وظهرت ملامح عدم ثقة المدير الفني الفرنسي، قبل بداية الموسم الرياضي الجديد، في حواره مع صحيفة "سبورت" الإسبانية، قبل أسبوعين من الآن تقريبًا؛ والتي يُمكن تلخيصها فيما يلي:

* أولًا: اعترافه بأن هُناك العديد من الفرق السعودية الأكثر جاهزية؛ والتي تتفوق على الاتحاد حاليًا.

* ثانيًا: اعترافه بأن الإنجازات الاتحادية في الموسم الرياضي الماضي؛ كانت بسبب وحدة الفريق أكثر منه فنيًا.

* ثالثًا: تأكيده على أن هدف الاتحاد في الموسم الجديد؛ هو حجز أحد المراكز الثلاثة الأولى في دوري روشن السعودي.

وأحيانًا ما يلجأ بعض المدربين، إلى مثل هذه التصريحات التي لا يكون فيها تطلعات كبيرة، من أجل تخفيف الضغط على نجومهم؛ إلا أن الأمر يبدو مختلفًا تمامًا مع بلان.

بلان يعلم جيدًا النواقص الكبيرة في صفوف الاتحاد، وأن هُناك العديد من الفرق المتفوقة عليه فنيًا؛ لذلك ظهر كـ"المحبط" الذي يعتبر أن حجز مقعد مؤهل للنخبة الآسيوية، سيكون أمرًا جيدًا جدًا في الموسم الجديد.

وبالطبع.. هذا الإحباط إذا انتقل إلى نجوم العميد الاتحادي؛ قد نجد سيناريو موسم 2023-2024 الكارثي يتكرر، حيث كان اللاعبون يخوضون التدريبات والمباريات بدون شغفٍ حقيقي.

الآن.. حان الوقت للحديث عن رامون بلانيس؛ الذي يُعد أحد أكثر المديرين الرياضيين في العالم، حبًا لـ"المراهنة" على الأسماء الشابة غير المعروفة.

بلان دائمًا ما يجلب إلى الفرق التي يعمل بها، أسماءً شابة تملك الكثير من الإمكانات الفنية وبمبالغ بسيطة للغاية؛ حيث تتحوّل فيما بعد إلى نجومٍ كبار، في عالم الساحرة المستديرة.

أكبر مثال على ذلك، ما فعله بلان خلال فترة عمله مع العملاق الكتالوني برشلونة؛ عندما جلب العديد من اللاعبين الشباب الذين لم يكن يعرفهم أحد، ليتحوّلوا إلى أن يصبحوا من أبرز نجوم العالم.

على رأس هؤلاء؛ قلب الدفاع الأوروجوياني رونالد أراوخو، بالإضافة إلى متوسط الميدان الإسباني بيدري جونزاليس، الذي أصبح أحد المرشحين للفوز بـ"الكرة الذهبية".

وبعد انتقاله إلى الاتحاد.. حاول المدير الرياضي الإسباني أن يكرر هذا الأمر، بالمراهنة على جلب بعض الأسماء العالمية الشابة؛ مثل: "الظهير الأيسر ماريو ميتاي، والجناح أوناي هيرنانديز".

ميتاي تحديدًا أثبت نجاحًا كبيرًا للغاية؛ حيث كان أحد أكبر مفاجآت العميد الاتحادي السارة، في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

وبالتالي.. واصل بلانيس سياسته - الذي هو مهووس بها من الأساس - في صيف العام الحالي؛ ولكن هذه المرة بجلب عددٍ من اللاعبين السعوديين صغار السن، غير المعروفين للكثير.

وفيما يلي.. أبرز صفقات بلانيس مع نادي الاتحاد في الميركاتو الصيفي الحالي:

* محمد برناوي من الهلال: يجيد في قلب الدفاع والظهير الأيمن.

* محمد هزازي من النصر: يجيد في الارتكاز والخط الخلفي.

* عدنان البشري من الأهلي: يجيد في قلب الهجوم.

ولا خلاف على الجودة الفنية لكل هؤلاء اللاعبين؛ إلا أننا يجب أن نتساءل: "هل سيحصلون على فرصة للعب وإظهار إمكاناتهم.. وهل هذا الثلاثي يكفي الاتحاد للوصول إلى منصات التتويج؟!".

الحقيقة هي أن الاتحاد لا يزال يحتاج إلى الكثير من التدعيمات، في صيف العام الحالي؛ فهذا الثلاثي من الصعب أن يحمل الفريق على أكتافه مهما كانت جودتهم، حيث يجب أن يكون تطورهم تدريجيًا.

هذا ما حدث مع بيدري في برشلونة، حيث لم يصبح في يومٍ وليلة نجمًا كبيرًا؛ بل احتاج إلى بعض الوقت، حتى أصبح يحمل الفريق على كتفيه في كثير من المباريات.

لذلك.. يجب على بلانيس أن يجمع بين الهوس في جلب نجوم شباب غير معروفين، والتعاقد مع صفقات قادرة على حمل الفريق الاتحادي؛ مثلما حدث في صيف العام الماضي، وليس كما هو الوضع الآن.

الملخص من كل ما سبق؛ هو أن العناصر الثلاثة الرئيسية في الاتحاد "المهاجم كريم بنزيما والمدرب لوران بلان والمدير الرياضي رامون بلانيس"، وضعوا أنفسهم في موقف صعب للغاية، قبل انطلاق الموسم الجديد 2025-2026.

ومع أي انتكاسة للاتحاد في الموسم الجديد، سيتم تحميل هذا الثلاثي المسؤولية كاملة؛ حيث سيُقال إن بنزيما على سبيل المثال، انشغل بأمورٍ خارجية مثل الانتخابات، بدلًا من الاستعداد جيدًا للموسم الجديد.

هذه اللهجة بدأ يرددها بعض الإعلاميين والجماهير بالفعل؛ بل يتوقع الكثيرون منهم وجود صدامات قوية، بين بنزيما ورئيس الاتحاد المرتقب فهد سندي.

كذلك.. سيكون من السهل اتهام بلانيس؛ بعدم تدعيم صفوف الفريق الاتحادي بصفقاتٍ كبيرة، والاكتفاء بما تحقق في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

أما بخصوص بلان؛ فهو عانى من انتقادات البعض أساسًا، في الموسم الرياضي الماضي، على الرغم من السيطرة المحلية بالحصول على لقبي "دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين"، وتغلبه على الكثير من المشاكل - مثل الإصابات -.

سر الانتقادات ضد المدير الفني الفرنسي؛ هو سوء المستوى الفني حتى ولو انتصر الاتحاد، بالإضافة إلى تحقيق الفوز بشق الأنفس في كثير من المباريات.

ومن هُنا.. سيكون من السهل على هذا القطاع، أن يحملوا لوران بلان مسؤولية أي انتكاسة، في الموسم الرياضي الجديد؛ مع استغلال تصريحاته باعتبار أنها صدرت الإحباط، للاعبين والجماهير.