كريم بنزيما ضد الهلال | من مهاجم يعمل "دون ذكاء" إلى الثأر لليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وخضوع ياسين بونو له!

إن بدأنا الحديث عن نسخة الشوط الأول من "الحكومة"، فيمكن أن يكون العنوان العريض "العمل دون ذكاء"..

صاحب الـ37 عامًا كان أكثر لاعبي العميد نشاطًا في الـ45 دقيقة الأولى، لكنه كان يسقط ضحية لمصيدة التسلل التي نصبها له ثنائي دفاع الزعيم خاليدو كوليبالي وعلي البليهي.

الاتحاد وقع في التسلل أربع مرات في الشوط الأول؛ ثلاث منها من نصيب بنزيما، وإحداها تسببت في إلغاء هدفه في الدقيقة 44، عندما سدد زميله نجولو كانتي تسديدة قوية، تصدى لها الحارس المغربي ياسين بونو، لكن الكرة ارتدت منه، لتجد متابعة كريم الذي وضعها في الشباك بنجاح إلا أن حكم الراية أعلن وجود حالة تسلل.

بخلاف وقوعه في التسلل، كان بونو بالمرصاد لتسديدات المهاجم الفرنسي، فقد سدد بنزيما تسديدة قوية بمهارة كبيرة في الدقيقة 26، لكن المغربي تألق ببراعة وحول الكرة لضربة ركنية.

وتكرر الأمر في الدقيقة 2+45 من عمر الشوط الأول أيضًا، بعدما أرسل مهند الشنقيطي عرضية من الجهة اليمنى للاتحاد، وصلت لبنزيما داخل منطقة الجزاء، ليسددها مباشرةً في اتجاه المرمى، لكن بونو أمسك بكرته بثبات كبير.

في الـ45 دقيقة الثانية من الكلاسيكو ربما لم يظهر بنزيما بنفس قدر الشوط الأول، لكن ما ميزه أنه تعمل من الدرس جيدًا، وتعامل بذكاء مع تحركاته كي يهرب من مصيدة التسلل..

هذا ظهر جليًا في هدف المباراة الأول الذي سجله في الدقيقة 63، إذ انطلق في هجمة مرتدة رفقة زميله ستيفن بيرجفاين الذي مرر كرة على الجهة اليمنى للعميد للظهير مهند الشنقيطي..

هنا تعامل المهاجم الفرنسي بذكاء فبدلًا من أن يندفع نحو مصيدة التسلل التي كانت منصوبة بالفعل من لاعب الهلال روبن نيفيش، أخّر قدمه ثوانٍ معدودة ولم يتحرك حتى استلم الكرة من الشنقيطي، ليسددها قوية على يسار الحارس بونو الذي لم يفلح في إيقافه هذه المرة. (شاهد الهدف)

لكن لسوء حظه تألق بونو أمامه من جديد قبل نهاية الوقت الأصلي بتسع دقائق فقط، وتصدى لتسديدة قوية من بنزيما من خارج منطقة الجزاء، ورغم أن الكرة ارتدت من الحارس المغربي إلا أن بيرجفاين سددها قوية في الشباك الخارجية، ليضيع هدف الاتحاد الثاني في الوقت القاتل.

ورغم هذا لا مشكلة لدى بنزيما في الشوط الثاني .. فقد ضرب شباك بونو بتسديدة قوية في الدقيقة 114 محرزًا هدف التعادل بعدما استلم عرضية من الجهة اليمنى للاتحاد بأقدام عبدالعزيز البيشي حولها في الشباك من فوق الحارس المغربي بنجاح.

وهذه المرة أيضًا كانت خطواته محسوبة بدرجة كبيرة، فالتسرع بخطوة واحدة فقط، كان سيوقعه في مصيدة التسلل بين علي البليهي وكوليبالي، لكنه كان أكثر ذكاءً منهما. (شاهد الهدف)

دعونا نعود لكرة الهدف الأول للاتحاد في المباراة، فهو ليس مجرد هدف مهم في كلاسيكو، إنما به تفصيلة مهمة .. قد تهم جمهور النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو..

هجمة الهدف بدأت بمراوغة رائعة من بنزيما لعلي البليهي؛ قلب دفاع الهلال، الذي "سقط أرضًا" أمام مهارة المهاجم الفرنسي بطريقة غريبة وكأنه مدافع شاب دون أي خبرة!

هذا السقوط الغريب يزيد وضع البليهي تعقيدًا أمام جماهير ناديه، إذ يتعرض للهجوم في الأساس خلال الفترة الحالية لتراجع مستواه سواء مع الهلال أو المنتخب السعودي في كأس الخليج العربي الكويت 2024 "خليجي 26"، الذي ودعه الأخضر من دور نصف النهائي بالهزيمة أمام عمان (2-1).

ومؤكد أن الصحف والمواقع العالمية ستتداول هذا الهدف بكثرة، فهكذا سقط المدافع الذي استفز ميسي في كأس العالم قطر 2022 وكذلك فعل مع روبرت ليفاندوفسكي في المونديال نفسه، وهو ذاته الذي يستفز رونالدو في كل ديربي بين النصر والهلال .. وكأن بنزيما أراد أن يثأر لكل هؤلاء، رغم أن علاقته بالبليهي خلال كلاسيكو العميد والزعيم لم تحمل الكثير من التوترات في ظل هدوء شخصية المهاجم الفرنسي.

إن كنا سنتحدث عن حصيلة جماعية لمشاركات بنزيما أمام الهلال؛ فالمحصلة سلبية..

قبل كلاسيكو الليلة بربع نهائي كأس الملك، خاض صاحب الـ37 عامًا أربع مباريات أمام الزعيم؛ منها واحدة في نهائي كأس العالم للأندية المغرب 2022 بقميص ريال مدريد، وتلك كانت المباراة الوحيدة التي فاز بها بنزيما أمام الموج الأزرق، لكنه خسر الثلاث مواجهات التالية بقميص النمور .. أي أنه لم يحقق أي انتصار أمام الزعماء منذ الانتقال للاتحاد في صيف 2023.

أما إن تحدثنا عن محصلة فردية لبنزيما، فقد هز شباك الهلال في كافة المباريات التي خاضهما أمامه، باستثناء مرة وحيدة في نهائي كأس السوبر السعودي 2023-2024، حيث الكلاسيكو الذي خسره الاتحاد (4-1).

بشكل عام، سجل بنزيما خمسة أهداف في شباك الهلال، وصنع آخر، خلال خمس مباريات بقميصي ريال مدريد والاتحاد، بما فيها كلاسيكو كأس الملك الليلة.

بلغة الأرقام، حصل "الحكومة" على (8.9) درجة من أصل عشر، بحسب موقع "سوفا سكور" كأفضل ثان لاعب في المباراة بعد زميله الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش (9 درجات).

وبخلاف إحرازه لهدفي الاتحاد في الكلاسيكو، فقد كان صاحب الكلمة العليا الأولى للعميد في ركلات الترجيح وسجل أول ركلة بنجاح على يسار ياسين بونو.

وتألق بنزيما في التسديدات، فمن أصل ثماني، كان منها سبع على المرمى، لكنه أهدر فرصتين محققتين، وصنع لزملائه فرصة لم تترجم لهدف.

وقام صاحب الـ37 عامًا بمراوغتين ناجحتين من أصل ثلاث، فيما نجح في أربعة التحامات أرضية من أصل سبعة، واثنين من أصل أربع التحامات هوائية إلا أنه فقد الكرة 16 مرة.