كريستيانو رونالدو ضد بنزيما | "الدون" ينتعش بقبلة الحياة من جيسوس .. وكريم استسلم لغيبوبة الاتحاد!

قدم كريستيانو الليلة أداءً مميزًا على الجانب الفردي، لكن أهمية "الدون" في اللقاء كانت في ظهور نسخته الجماعية المثالية، حيث صال وجال على مدار 90 دقيقة لينجح في قيادة فريقه لتحقيق الفوز بـ10 لاعبين فقط على بطل الثنائية.

ويبدو واضحًا للجميع أن النصر مع جيسوس أصبح فريقًا مختلفًا للغاية، من حيث الجماعية والسرعة والهجوم الشرس، حتى أن الفريق لم يكن بحاجة لأكثر من 10 دقائق ليسجل هدف التقدم، ورغم عودة الاتحاد بالتعادل وطرد ساديو ماني، لم يتراجع الفريق نهائيًا وواصل هجومه بكل قوة.

وبدا رونالدو سعيدًا للغاية بوجود لاعب بقيمة كينجسلي كومان في الجناح الأيمن، حيث أضاف الكثير إلى هجوم العالمي وترك لرونالدو وماني أيضًا فرصة لدخول منطقة الجزاء وتشكيل خطورة على المنافس، وكذلك مع الدور المهم الذي لعبه بروزوفيتش في الدفاع والهجوم، بخلاف الإضافة التي قدمها الوافد الجديد جواو فيليكس.

في الشوط الثاني، رأينا رونالدو الذي يحتاجه النصر فكان القائد الذي يمثل خط الدفاع الأول للنصر بضغطه على حامل الكرة من الاتحاد، كما نجح في خطف دفاعات المنافس وكأنه ابن العشرين وانفرد بمرمى الشنقيطي.

كذلك لم يكن "الدون" أنانيًا على الإطلاق وفضل مصلحة الفريق بضمان الكرة في الشباك من خلال تمريرها للوافد الجديد جواو فيليكس، الذي أحرز هدف الفوز والعبور إلى النهائي.

رونالدو اليوم وقع على مساهمته رقم 119 في 112 مباراة مع النصر بواقع 99 هدفًا و20 تمريرة حاسمة، ويبدو أنه يخطط لترك احتفاليته بـ100 هدف مع العالمي إلى المباراة النهائية في كأس السوبر، لتكون احتفالية تليق بقيمة صاروخ ماديرا.

والغريب أن أبرز لقطات المباراة كانت في لحظة تبديل كريستيانو رونالدو، عندما غادر الملعب في الوقت بدل الضائع ليترك شارة القيادة ويذهب إلى جيسوس الذي كافأ نجمه البرتغالي بقبلة على خده، وكأنه يشكره على إنقاذ الفريق من هذا المأزق، في مشهد لم نعتد مشاهدته بين رونالدو وأي مدرب سابق في النصر خلال لقطات تبديله.

بلا شك كان بنزيما هو المحرك الأول والأنشط لهجمات الاتحاد في الشوط الأول، رغم ندرتها مقارنة بالنصر، إلا أن المهاجم الفرنسي لعب أدوارًا مهمة في صناعة الخطورة للاتحاد وترجم ذلك بمساهمة بارزة في هدف التعادل.

لم يصنع الهدف بشكل مباشر، لكن بنزيما هو من تسلم الكرة وحوّل الهجمة إلى خطيرة في مناطق النصر الدفاعية وقدم تمريرة بينية رائعة وضعت موسى ديابي في مواجهة الحارس بينتو، الذي بدوره حولها إلى بيرجفاين ليسكنها الشباك بسهولة.

لكن بنزيما تأثر كثيرًا بحالة التراجع الواضح على لاعبي الاتحاد، فما شاهدناه اليوم هو شبح البطل الذي استحوذ على دوري روشن وكأس الملك قبل 3 أشهر فقط، حتى أن لاعبيه فشلوا في الاستحواذ على الكرة أمام فريق يلعب بنقص عددي لأكثر من 65 دقيقة!

بنزيما لم يجد أي دعم من حسام عوار الذي كان أسوأ لاعبي الاتحاد على جميع الأصعدة، وبالتالي هبط أداء النجم الفرنسي كثيرًا في الشوط الثاني، حتى أنه لم يلمس الكرة على مدار الشوط الثاني سوى بضع مرات تعد على أصابع اليد الواحدة.

وحتى مع تدخل بلان المتأخر كثيرًا من خلال الدفع بـ4 بدلاء في الدقائق الأخيرة، وأبزرهم أوناي هيرنانديز وصالح الشهري، كان الاتحاد منحوسًا كثيرًا بأن منافسيه في أفضل حال هذه الليلة، وخصوصًا لاعبي الخط الخلفي بقيادة المتألق محمد سيماكان وفي الوسط بقيادة بروزوفيتش.

وقطع هذا الثنائي أغلب تمريرات بنزيما في الشوط الثاني في انتصار واضح لخطة المدرب جورج جيسوس، الذي حد تمامًا من خطورة المهاجم الفرنسي وأخرجه تمامًا من مناطق صناعة الخطورة للعميد.