Cristiano Ronaldo GOAL ONLYGoal AR

أهلًا بكم في عالم كريستيانو رونالدو الخيالي! .. النصر لن يمنحك "الحذاء الذهبي" ولا تقارن شيخوختك الآن مع شبابك بقميص ريال مدريد

من فترةٍ إلى أخرى يُفاجئنا الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم، بتصريح يثير الجدل في الشارع الرياضي العالمي؛ وذلك من خلال ذكر بعض الحقائق المهمة، لكن مع تجميلها نوعًا ما.

آخر تصريح من رونالدو أثار به الجدل؛ كان ذلك الذي طالب من خلاله بإدخال دوري روشن السعودي للمحترفين، في سباق جائزة "الحذاء الذهبي".

جائز "الحذاء الذهبي" تُمنح لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، على مدار الموسم الرياضي الواحد؛ حيث سبق وحصل عليها رونالدو نفسه "4 مرات"، طوال مسيرته الكروية.

وقال الأسطورة البرتغالية في حوار مع الصحفي الرياضي بيرس مورجان: "بالنسبة لي التسجيل في الدوري الإسباني أسهل من السعودي.. لابد من إدخال دوري روشن ضمن سباق (الحذاء الذهبي)".

والحقيقة.. مطالبات رونالدو بإدخال السعودية في سباق "الحذاء الذهبي"؛ هي امتداد لبعض الأخبار السابقة التي أشارت إلى رغبة المسؤولين في المملكة، لإشراك أحد فرقهم - أو أكثر - في دوري أبطال أوروبا.

وهذه الرغبات صعبة التنفيذ على أرض الواقع بالفعل؛ رغم أننا نعيش في عالم فيه المتغيّرات سريعة جدًا، وأصبح كل شيء فيه ممكنًا حتى ولو كان غريبًا.

لذلك.. لندخل في عالم أحلام رونالدو نوعًا ما؛ وذلك بعد مطالبته بحساب أهداف دوري روشن السعودي للمحترفين في سباق "الحذاء الذهبي"، ومقارنته بما كان يفعله في إسبانيا.

  • Cristiano Ronaldo Real Madrid 2009-10Getty Images

    معدل أهداف كريستيانو رونالدو في إسبانيا والسعودية

    أولًا وقبل كل شيء، علينا أن ننظر إلى أهداف الأسطورة كريستيانو رونالدو في مسابقة الدوري الإسباني؛ وذلك عندما كان يرتدي قميص فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم، ومقارنتها بما يفعله حاليًا مع ناديه النصر.

    وانضم رونالدو إلى ريال مدريد صيف عام 2009، قادمًا من العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد؛ حيث مثّله على مدار 9 سنواتٍ كاملة، قبل الرحيل إلى النادي الإيطالي الكبير يوفنتوس.

    * وفيما يلي.. أهداف كريستيانو رونالدو في الدوري الإسباني:

    - موسم 2009/2010: 26 هدفًا في 29 مباراة.

    - موسم 2010/2011: 40 هدفًا في 34 مباراة.

    - موسم 2011/2012: 46 هدفًا في 38 مباراة.

    - موسم 2012/2013: 34 هدفًا في 34 مباراة.

    - موسم 2013/2014: 31 هدفًا في 30 مباراة.

    - موسم 2014/2015: 48 هدفًا في 35 مباراة.

    - موسم 2015/2016: 35 هدفًا في 36 مباراة.

    - موسم 2016/2017: 25 هدفًا في 29 مباراة.

    - موسم 2017/2018: 26 هدفًا في 27 مباراة.

    وخلال هذه المواسم التسعة، سجل رونالدو 311 هدفًا خلال 292 مباراة في مسابقة الدوري الإسباني؛ بنسبة 1.07 هدف في اللقاء الواحد، تقريبًا.

    أما مع النصر والذي انضم إليه في يناير 2023؛ سنجد أن الأسطورة البرتغالية سجل في نصف الموسم الأول له في دوري روشن السعودي للمحترفين، 14 هدفًا في 16 مباراة.

    ومن ثم.. سجل رونالدو 35 هدفًا في 31 مباراة موسم 2023-2024، و25 هدفًا في 30 لقاءً خلال العام الرياضي الماضي.

    وأحرز كريستيانو رونالدو 8 أهداف في 7 مباريات في الموسم الحالي 2025-2026 - حتى الآن -؛ بإجمالي 82 هدفًا في 84 لقاءً بمسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، منذ يناير 2023.

    أي أن رونالدو يملك نسبة 0.97 هدف في المباراة الواحدة، بمسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين؛ وهو معدل أقل من ما حققه في الملاعب الإسبانية بالفعل.

  • إعلان
  • Cristiano RonaldoGetty

    إذًا.. هل تسجيل كريستيانو رونالدو للأهداف في إسبانيا أسهل من السعودية؟

    بعد استعراض معدل أهداف الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم، في السطور الماضية؛ دعونا نتساءل: "هل التسجيل في إسبانيا أسهل من السعودية بالفعل؟!".

    للإجابة على السؤال سالف الذكر، يجب علينا أن نقف عند 3 نقاط في غاية الأهمية؛ وذلك على النحو التالي:

    * أولًا: عمر رونالدو مع ريال مدريد والنصر.

    * ثانيًا: الوضع الرياضي لريال مدريد والنصر.

    * ثالثًا: المنافسون في إسبانيا والسعودية.

    وبخصوص النقطة الأولى.. علينا أن نذكر رونالدو بأنه عندما انضم إلى ريال مدريد صيف 2009، كان يبلغ من العمر 24 عامًا تقريبًا؛ بينما رحل عن العملاق الإسباني في 2018، وهو في سن الـ33.

    بمعنى.. رونالدو كان في أفضل فترات مسيرته الكروية، عندما كان ينشط في الدوري الإسباني؛ عكس الآن مع النصر أصبح متقدمًا في العمر "40 سنة"، ويُعاني في بعض المباريات بدنيًا.

    نعم.. نحن وغيرنا نردد كثيرًا بأن العمر "مجرد رقم" بالنسبة للأسطورة البرتغالية؛ لكن رغم ذلك من المستحيل أن نطالب لاعب في سن الـ40، بالقيام بما كان يفعله في منتصف العشرينات.

    أما النقطة الثانية.. سنجد أن ريال مدريد في عهد رونالدو، كان يملك عددًا كبيرًا من أفضل نجوم العالم؛ بعيدًا عن كونه عانى كثيرًا أمام الجيل الذهبي للعملاق الإسباني الآخر برشلونة، بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي وغيره.

    وعلى العكس تمامًا.. النصر كان يُعاني من كل النواحي الرياضية والإدارية، عندما تعاقد مع رونالدو في يناير 2023؛ حيث لم يعرف طعم الاستقرار نوعًا ما، إلا في الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.

    وأخيرًا.. لابد أن نشير إلى أنه في عهد كريستيانو رونالدو، كان هُناك فوارق كبيرة جدًا بين ريال مدريد وبرشلونة، مع باقي منافسيهما في الدوري الإسباني؛ وهو ما جعل هذين الناديين يحققان لقب الدوري بـ100 نقطة، مع الفوز في كثير من المباريات بثمانية وتسعة أهداف.

    وهذا لا يعني أنه لا يوجد فوارق بين كبار السعودية والأندية الأخرى؛ ولكنها أقل نسبيًا من فترة رونالدو في إسبانيا من 2009 إلى 2018؛ وذلك يعود إلى معاناة النصر وبعض فرق القمة في المملكة، في فتراتٍ عديدة.

    الخلاصة.. رونالدو قد يكون محقًا في أنه كان يسجل الأهداف في إسبانيا أسهل من السعودية؛ لكن هذا لا يُمكن أن يكون مقياسًا أبدًا للمقارنة بين المسابقتين، فهُناك العديد من العوامل التي كانت تساعد في ذلك - سواء شخصية أو جماعية -.

  • FBL-EUR-GOLDEN SHOE-AWARDAFP

    ماذا لو تم احتساب الدوري السعودي للمحترفين في سباق "الحذاء الذهبي"؟

    الآن.. دعونا نتعمق أكثر في رغبات الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم؛ باحتساب أهداف مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، في سباق "الحذاء الذهبي".

    ويُحسب الهدف الواحد في سباق "الحذاء الذهبي" بنقطتين، وذلك فيما يتعلق بالدوريات الكبرى مثل الإسباني والإنجليزي والإيطالي والألماني والفرنسي؛ بينما في مسابقاتٍ أوروبية أخرى يُحسب بنقطة أو نقطة ونصف.

    وإذا قلنا مثلًا أن دوري روشن السعودي للمحترفين، دخل سباق "الحذاء الذهبي" مع احتساب كل هدف بنقطتين، مثل المسابقات الأوروبية الكبيرة؛ سنجد الآتي بالنسبة لرونالدو:

    * موسم 2023-2024: تحقيقه 70 نقطة؛ بتسجيله 35 هدفًا في دوري روشن السعودي.

    * موسم 2024-2025: تحقيقه 50 نقطة؛ بتسجيله 25 هدفًا في دوري روشن السعودي.

    أي أن رونالدو كان لن يتوّج بجائزة "الحذاء الذهبي" أيضًا؛ حيث حصل عليها مهاجم بايرن ميونخ هاري كين في 2023-2024 بـ72 نقطة، ونجم ريال مدريد كيليان مبابي في الموسم الماضي بـ62 نقطة.

    وخلال الموسم الحالي 2025-2026 - حتى الآن -، سنجد مثلًا مبابي وإرلينج هالاند "مانشستر سيتي"، مسجلان 13 هدفًا في الدوريين الإسباني والإنجليزي؛ بينما كين أحرز 12 هدفًا في المسابقة الألمانية، مع اكتفاء رونالدو بـ8 أهداف في السعودية.

  • Day of Reckoning: Fight NightGetty Images Sport

     كلمة أخيرة عن رغبات كريستيانو رونالدو بعد انتقاله للسعودية!

    الملخص من كل ما سبق.. الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم، لم يكذب عندما تحدث عن التطور الهائل في المسابقات المحلية بالسعودية.

    لكن.. إصرار رونالدو المتواصل على إدخال المسابقات السعودية في الجوائز الكبرى؛ يبدو أنه ترويج للمنافسة التي ينشط فيها، أكثر من النظر إلى أرض الواقع.

    نعم.. نحن لازلنا بُعاد جدًا عن مقارنة أي نادٍ سعودي بعمالقة أوروبا؛ خاصة ريال مدريد وبرشلونة، اللذين - مهما عانيا - يظلا في عالم آخر تمامًا.

    حتى أن الأندية التي يستخف بها رونالدو في إسبانيا، مثل خيتافي وسيلتا فيجو وليفانتي مثلًا؛ هي في الأساس تمتلك خبرات أكبر بكثير من معظم الفرق السعودية، وذلك نظرًا للاحتكاك المستمر ببرشلونة وريال مدريد وغيرها.

    والسعوديون أنفسهم يشتكون من الفوارق بين الأندية الكبيرة، ونظيرتها في منتصف أو مؤخرة جدول ترتيب دوري روشن؛ وذلك من حيث القوة المالية والإمكانات البشرية والبنية التحتية، وغيرها من الأمور الأخرى.

    وبالحديث عن البنية التحتية مثلًا؛ فهذه العوامل كلها تُحسب عند تصنيف الدوريات، وبالتالي إدخالها في الجوائز الكبرى من عدمها.

    مثلًا.. لو افترضنا إدخال السعودية في جائزة "الحذاء الذهبي"؛ سيبقى السؤال هل تصنف ضمن الدوريات التي يُحسب فيها الهدف بـ"نقطتين"، أم ستُعامل كمسابقات النقطة والنقطة ونصف - وهو الأمر المرجح إذا حدث -.

    وتصنيف السعودية ضمن دوريات "النقطة على كل هدف" مثلًا؛ سيصعب من حصول الأسطورة البرتغالية وغيره من الناشطين في دوري روشن، على جائزة "الحذاء الذهبي".

    لذلك.. يجب أن يعلم رونالدو أن هُناك لوائح وحدود جغرافية لبعض الجوائز؛ مع وجود جوائز أخرى يُمكن أن يتم تكريمه فيها بسبب أهدافه بدوري روشن وغيرها، مثل "جلوب سوكر" على سبيل المثال.

    كل هذه الاعتبارات لا يأخُذها رونالدو في الحسبان، عندما يتحدث عن بعض الأمور؛ رغم أن تصريحاته تحمل الكثير من الحقائق، ولكنها تكون ناقصة أو يتم تجميلها نوعًا ما.