Mohamed Salah HIC 2-1GOAL

كريستال بالاس وليفربول | سلوت اشترى سيارة جاكوار بمكابح دراجة بخارية.. وصلاح لن يكون السائق!

في أول اختبار رسمي في الموسم الجديد وعلى عشب ملعب ويمبلي العريق، خسر ليفربول لقب الدرع الخيرية، لكن القصة كانت أعمق بكثير من مجرد خسارة اللقب الأول في الموسم.

كانت الأنظار كلها مسلطة على الصفقات الجديدة التي كلفت خزائن النادي مئات الملايين، وقد قدمت هذه الأسماء أوراق اعتمادها برسائل متضاربة؛ فبينما أعلن البعض عن موهبة فذة وجودة استثنائية، كشف البعض الآخر عن نقاط ضعف واضحة تحتاج إلى عمل كبير.

كانت المباراة بمثابة عرض مصغر لما قد يكون عليه الموسم الثاني لليفربول تحت قيادة سلوت: فريق يمتلك بريقاً هجومياً مدمراً، ولكنه يعاني من هشاشة دفاعية مقلقة، في أمسية شهدت تألق الوافدين الجدد وخفوتاً غير معتاد لنجمه الأول.

  • Ekitike crystal palace liverpoolGetty Images

    بداية قوية لإكيتيكي

    ومن بين الوجوه الجديدة التي قدمها ليفربول في مواجهة الدرع الخيرية، كان المهاجم الفرنسي الشاب هوجو إيكيتيكي هو الأسرع في خطف الأنظار وترك بصمته. 

    لم يحتج الفرنسي سوى خمس دقائق ليفتتح سجله التهديفي الرسمي مع الريدز، فبعد انطلاقة سريعة ومميزة، اخترق دفاع كريستال بالاس بمهارة فردية قبل أن يطلق تسديدة صاروخية قوية سكنت الشباك، معلناً عن بداية متألقة بكل المقاييس. 

    تلك الكرة بالتحديد أظهرت الفارق الكبير في الجودة بين إكيتيكي والراحل للهلال داروين نونيز، فاستلامها كان فيه جزء كبير من خطورتها، وطريقة تعامل الفرنسي معها تختلف جملة وتفصيلًا لما كان من الممكن أن يحدث لو كانت تحت أقدام نونيز.

    ولم يكتفِ إيكيتيكي بذلك، فبعدها بدقائق قليلة، كاد أن يضيف دور صانع الألعاب إلى رصيده عندما وضع زميله كودي خاكبو في مواجهة المرمى بتمريرة ذكية، لولا وقوع الأخير في مصيدة التسلل وسوء تعامله مع اللمسة الأخيرة. 

    كانت تلك اللحظات الأولى كافية لتعلن عن قدوم مهاجم واعد يمتلك الجرأة والقدرة على صناعة الفارق، وتبعث برسالة تفاؤل كبيرة لجماهير ليفربول بشأن صفقتهم الجديدة.

  • إعلان
  • Crystal Palace v Liverpool - 2025 FA Community ShieldGetty Images Sport

    فريمبونج وفرحة لم تكتمل!

    على النقيض تماماً من البداية الحالمة لإيكيتيكي، كانت الدقائق الأولى لجيريمي فريمبونج في قميص ليفربول بمثابة كابوس دفاعي. 

    فبينما يُعرف الظهير الهولندي باندفاعه الهجومي، كان هذا الاندفاع هو نفسه نقطة الضعف التي استغلها كريستال بالاس بذكاء.

    ففي لقطة الهدف الأول، تسببت انطلاقاته المستمرة للأمام وعدم ارتداده السريع في ترك مساحة شاسعة خلفه، استغلها إسماعيلا سار ببراعة ليتوغل داخل المنطقة ويتحصل على ركلة جزاء، سجل منها جان فيليب ماتيتا هدف التعادل. 

    ولم تكد تمر لحظات حتى كاد فريمبونج يتسبب في كارثة أخرى، حيث أدى تمركزه السيئ داخل منطقة الجزاء إلى وصول كرة عرضية خطيرة لتايريك ميتشيل، الذي كان في وضع مثالي لتسجيل هدف التقدم، لولا سوء تعامله مع الكرة وتكررت الكرة بعدها بدقائق مع البديل ويل هيوز.

    لكن في لمسة غريبة تلخص أداءه المتقلب، نجح فريمبونج نفسه في إنهاء ذلك القلق الدفاعي عندما أضاف هدف التقدم لليفربول من كرة عرضية أرسلها بشكل خاطئ لتتهادى إلى داخل الشباك، في لقطة أعادت إلى الأذهان أهدافاً مشابهة سجلها مع باير ليفركوزن. 

    هذه الازدواجية في الأداء تؤكد أن الجبهة اليمنى بوجود فريمبونج ومحمد صلاح قد تكون صداعاً مدمراً لأي فريق يواجه ليفربول هجومياً، لكنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى صداع دفاعي للفريق نفسه، وهو ما يجب على آرني سلوت الانتباه له سريعاً وتكليف أحد لاعبي خط الوسط بتوفير التغطية اللازمة خلف الظهير المنطلق لتجنب تكرار هذه الأخطاء في المستقبل.

  • FBL-ENG-PR-COMMUNITY-CRYSTAL PALACE-LIVERPOOLAFP

    أغلى الصفقات لسبب

    وإذا كان الوافدون الجدد قد أعلنوا عن أنفسهم بقوة، فإن العقل المدبر خلف هذا الأداء كان النجم الألماني فلوريان فيرتس، الذي قدم شوطاً أولاً مثالياً أثبت من خلاله لماذا كان الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول.

    تحرك فيرتس في منتصف الملعب بأناقة وثقة، وسيطر على إيقاع اللعب بشكل كامل، فكان بمثابة المايسترو الذي يوزع الكرات ويخلق الفرص من العدم.

    لمساته الساحرة ورؤيته الثاقبة تجلت في صناعته لثلاث فرص محققة للتسجيل، كان أبرزها تمريرته الحاسمة التي مهدت لهدف هوجو إيكيتيكي الأول، حيث وضع زميله في موقف مثالي للانطلاق نحو المرمى.

    أظهر فيرتس في ظهوره الأول أنه ليس مجرد لاعب وسط، بل هو صانع ألعاب من طراز عالمي، قادر على تحويل أي هجمة عادية إلى خطورة حقيقية، وترك انطباعاً قوياً بأنه سيكون المحرك الأساسي لليفربول في الموسم الجديد.

  • Crystal Palace v Liverpool - 2025 FA Community ShieldGetty Images Sport

    كيركيز وخطأ أفسد الكعكة

    قدّم الظهير الأيسر ميلوس كيركيز أداءً متكاملاً في ظهوره الرسمي الأول، أظهر فيه شخصية قوية ونشاطاً ملحوظاً على مدار المباراة. 

    هجومياً، كان كيركيز فعالاً للغاية؛ حيث لمس الكرة 83 مرة، وأكمل 54 تمريرة من أصل 59 بدقة ممتازة بلغت 92%، كما نجح في كلتا مراوغتيه بنسبة 100%، وصنع فرصة تهديف كبيرة لزملائه. 

    وبلغت نسبة الأهداف المتوقعة من تمريراته 0.49، وهو رقم مرتفع جداً لظهير أيسر ويعكس خطورته في الثلث الأخير من الملعب. 

    دفاعياً، تحسنت أرقامه بشكل كبير، حيث فاز بـ 60% من التحاماته الأرضية و75% من صراعاته الهوائية، وقام بتدخل ناجح واعتراض للكرة وتشتيتين.

    لكن تبقى النقطة السلبية الوحيدة هي مساهمته غير المباشرة في الهدف الثاني لكريستال بالاس، حيث بدا متكاسلاً في الضغط على آدم وارتون قبل أن تصل الكرة إلى إسماعيلا سار صاحب الهدف.

    بشكل عام، كانت بداية كيركيز تبشر بظهير عصري متكامل، يجمع بين الصلابة الدفاعية والجرأة الهجومية.

  • Crystal Palace v Liverpool - 2025 FA Community ShieldGetty Images Sport

    البساط يُسحب من تحت أقدام صلاح

    في ليلة شهدت بزوغ نجوم ليفربول الجدد، بدا وكأن البساط يُسحب تدريجياً من تحت أقدام النجم الأول للفريق، محمد صلاح، الذي عاش أمسية هادئة على غير العادة.

     فلأول مرة منذ فترة طويلة، لم يترك صلاح بصمته التهديفية المعتادة، فلا سجل ولا صنع، وبدا تأثيره محدوداً في ظل خطف زملائه الجدد للأضواء. 

    لغة جسد صلاح كانت معبرة عن هذا التحول؛ ففي لقطة الهدف الأول، كان يمني النفس بتمريرة من إيكيتيكي بعد أن تحرك بذكاء نحو عمق منطقة الجزاء، لكن المهاجم الفرنسي فضل الحل الفردي وسدد بنجاح. 

    وتكرر المشهد لاحقاً عندما ظهر عليه الغضب بوضوح بعد أن سدد فريمبونج كرة طائشة خارج المرمى في موقف كان صلاح معتاداً على أن يكون هو صاحب القرار فيه. 

    وبعد تعادل كريستال بالاس وخروج إيكيتيكي، حاول صلاح استعادة زمام المبادرة، حيث تحول للعب في عمق منطقة الجزاء في محاولة يائسة لخطف هدف اللقب، لكن أبرز فرصه كانت تسديدة ضعيفة من داخل المنطقة ذهبت بسهولة بين يدي الحارس دين هندرسون.

    وجاءت ركلات الترجيح لتلخص ليلة صلاح الباهتة، حيث تقدم لتسديد الركلة الأولى، لكنه أهدرها بشكل مفاجئ، لتكون هذه هي الركلة الثانية على التوالي التي يهدرها بعد الودية الأخيرة، في لقطة أثارت قلق الجماهير وأكدت أن "الملك المصري" لم يكن في يومه على الإطلاق.

    هذه اللقطات الصغيرة ترسم ملامح مرحلة جديدة في ليفربول، قد يجد فيها صلاح نفسه مطالباً بالتأقلم مع وجود نجوم آخرين قادرين على صناعة الفارق وحسم المباريات.

  • Mohamed Salah Arne Slot LiverpoolGetty/GOAL

    بيت القصيد

    في النهاية، خرج ليفربول من ويمبلي خالي الوفاض، وبأسئلة أكثر من الإجابات، فلقد أثبت مشروع آرني سلوت الجديد أنه بالفعل أشبه بـ"سيارة جاكوار بمكابح دراجة بخارية"؛ فالهجوم يمتلك أناقة وقوة وسرعة الجاكوار الإنجليزية بوجود فيرتس وإيكيتيكي والمساهمة الهجومية للأظهرة، لكن الدفاع يعاني من هشاشة وضعف مكابح الدراجة، وهو ما ظهر جلياً في الأخطاء الدفاعية للأظهرة وفيرجيل فان دايك وكلف الفريق اللقب في النهاية. 

    التحدي الأكبر الذي يواجه سلوت الآن هو إصلاح هذه المكابح دون أن يفقد المحرك قوته، والأهم من ذلك، يبدو أن هذه "الجاكوار" تبحث عن سائق جديد؛ فالوافدون الجدد أخذوا زمام المبادرة وصنعوا الفارق، بينما بدا محمد صلاح وكأنه راكب بجانب السائق لا يملك أي قرارات هامة للمرة الأولى، بل وكان إهداره لركلة الترجيح الأولى بمثابة المسمار الأخير في نعش آمال فريقه. 

    هل هي مجرد بداية متعثرة للملك المصري، أم إعلان حقيقي عن عصر جديد له قادة جدد؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

0