في ليلة شهدت بزوغ نجوم ليفربول الجدد، بدا وكأن البساط يُسحب تدريجياً من تحت أقدام النجم الأول للفريق، محمد صلاح، الذي عاش أمسية هادئة على غير العادة.
فلأول مرة منذ فترة طويلة، لم يترك صلاح بصمته التهديفية المعتادة، فلا سجل ولا صنع، وبدا تأثيره محدوداً في ظل خطف زملائه الجدد للأضواء.
لغة جسد صلاح كانت معبرة عن هذا التحول؛ ففي لقطة الهدف الأول، كان يمني النفس بتمريرة من إيكيتيكي بعد أن تحرك بذكاء نحو عمق منطقة الجزاء، لكن المهاجم الفرنسي فضل الحل الفردي وسدد بنجاح.
وتكرر المشهد لاحقاً عندما ظهر عليه الغضب بوضوح بعد أن سدد فريمبونج كرة طائشة خارج المرمى في موقف كان صلاح معتاداً على أن يكون هو صاحب القرار فيه.
وبعد تعادل كريستال بالاس وخروج إيكيتيكي، حاول صلاح استعادة زمام المبادرة، حيث تحول للعب في عمق منطقة الجزاء في محاولة يائسة لخطف هدف اللقب، لكن أبرز فرصه كانت تسديدة ضعيفة من داخل المنطقة ذهبت بسهولة بين يدي الحارس دين هندرسون.
وجاءت ركلات الترجيح لتلخص ليلة صلاح الباهتة، حيث تقدم لتسديد الركلة الأولى، لكنه أهدرها بشكل مفاجئ، لتكون هذه هي الركلة الثانية على التوالي التي يهدرها بعد الودية الأخيرة، في لقطة أثارت قلق الجماهير وأكدت أن "الملك المصري" لم يكن في يومه على الإطلاق.
هذه اللقطات الصغيرة ترسم ملامح مرحلة جديدة في ليفربول، قد يجد فيها صلاح نفسه مطالباً بالتأقلم مع وجود نجوم آخرين قادرين على صناعة الفارق وحسم المباريات.