luka-modric.Goal-social

كرواتيا ضد تشيكيا | عذرًا على الحديث المُتكرر .. لوكا مودريتش "ابن العشرين" يجبرك على احترامه في كل مباراة

رغم بلوغه سن الأربعين، يواصل النجم الكرواتي لوكا مودريتش كتابة فصول جديدة من التألق في الملاعب الأوروبية، سواء مع منتخب بلاده أو بقميص ناديه الجديد ميلان الإيطالي، حيث أثبت أن العمر مجرد رقم أمام الإصرار والاحترافية والموهبة الفريدة.

كاتب هذا المقال يلتمس منك العذر عزيزي القارئ، إن كنت قد قرأت السطور الافتتاحية في أكثر من مناسبة مؤخرًا، لكن هذا التكرار ليس بأيدينا، والسبب فيه هو حالة الإبهار التي يقدمها مودريتش في كل مباراة يخوضها منذ أن تجاوز عمره الأربعين عامًا، حيث أن عمره يتقدم في بطاقة الهوية، لكن على أرض الواقع فإن أداءه لا يشيخ أبدًا.

الليلة، مودريتش قدم مباراة استثنائية مع منتخب بلاده، رغم خروج كرواتيا بالتعادل السلبي أمام مضيفه تشيكيا، في الجولة الخامسة من المجموعة الثانية عشر بالتصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

وترصد النسخة العربية من "Goal" أبرز ملامح أداء لوكا مودريتش، خلال مباراة كرواتيا وتشيكيا في تصفيات كأس العالم 2026...

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-CZE-CROAFP

    لوكا مودريتش والعمر مجرد رقم

    مودريتش الذي احتفل قبل شهر من الآن بإتمام عامه الأربعين، خاض الليلة مباراته رقم 191 مع منتخب بلاده، بأداء لا يختلف كثيرًا عن مباراته الأولى مع كرواتيا رغم مرور حوالي 20 عامًا على ذلك، حيث كان بمثابة شعلة نشاط في خط الوسط وتحرك بدون كلل أو ملل طوال 90 دقيقة، فتارة يساند في الدفاع وأخرى يمد المهاجمين بفرص محققة للتسجيل.

    لكن لسوء الحظ ورعونة رفيقه إيفان برزيتش، تعادلت كرواتيا بدون أهداف وضاعت على مودريتش فرصة إضافة فوز جديد لسجلاته مع منتخب بلاده، إلا أن التعادل أيضًا قد يكون مرضيًا للمنتخب الناري، الذي أصبح على أعتاب بلوغ نهائيات كأس العالم 2026.

    ويتصدر منتخب كرواتيا بذلك التعادل المجموعة الثانية عشر، حيث وصل إلى النقطة 13 متقدمًا بفارق الأهداف عن تشيكيا، علمًا بأن وصيف مونديال 2018، لعب مباراة أقل ولديه فرصة لتوسيع الفارق مع وصيفه.

  • إعلان
  • ماذا قدم مودريتش أمام تشيكيا؟

    على مدار 90 دقيقة قدم مودريتش أداء متوازنًا وساهم في سيطرة منتخب بلاده على الكرة في ملعب خصمه، حيث استحوذ الضيوف على اللعب بنسبة 58%، بفضل لمساته والتمريرات التي كان 7 منها في منطقة جزاء المنافس لتصنع خطورة على مرماه.

    ولعب مودريتش إجمالًا 53 تمريرة ناجحة من أصل 66 وفاز بـ5 التحامات مع المنافسين بينما استعاد الكرة لفريقه 7 مرات، ولم تتم مرواغته أبدًا، فيما صنع فرصة محققة للتسجيل لكن أهدرها برزيتش.

  • مودريتش وامتداد لأدائه المثالي مع ميلان

    ما قدمه مودريتش الليلة مع كرواتيا، هو امتداد لم يقدمه منذ انضمامه إلى "الروسونيري"، حيث يظهر أداءً لافتًا في وسط الملعب، جمع بين الرؤية الثاقبة والتمريرات الدقيقة والقدرة على التحكم بإيقاع اللعب، ليصبح عنصرًا محوريًا في تشكيل المدرب ستيفانو بيولي.

    وبفضل خبرته الطويلة، بات اللاعب الكرواتي قائدًا فنيًا داخل الملعب، يوجه زملاءه ويمنح الفريق توازنًا تكتيكيًا في أصعب اللحظات، ليساهم في وضع الفريق ضمن زمرة الصراع على قمة الدوري الإيطالي برصيد 13 نقطة من 5 انتصارات وتعادل وحيد، حيث تغلب على نابولي "حامل اللقب" وعطل يوفنتوس بتعادل ثمين في عقر داره.

    ورغم المنافسة القوية في الدوري الإيطالي، أظهر مودريتش قدرة استثنائية على مجاراة النسق البدني العالي، حيث شارك في عدد كبير من المباريات دون أن يفقد بريقه أو تأثيره، بل ساهم في صناعة الأهداف وتسجيلها، إذ هز شباك بولونيا وصنع هدفًا أمام ليتشي وأثبت أنه لا يزال من بين أفضل لاعبي الوسط في العالم.

  • فلسفة احترافية تطيل عمره الكروي حتى مونديال 2026

    يعكس استمرار مودريتش في هذا المستوى العالي فلسفة احترافية نادرة، تقوم على الانضباط الذهني والبدني، والحرص على تطوير الذات رغم مرور السنوات. كما يُعد نموذجًا ملهمًا للاعبين الشباب، ورسالة واضحة بأن الشغف باللعبة يمكنه أن يتغلب على قيود الزمن.

    ومع كل مباراة يخوضها بقميص ميلان أو منتخب كرواتيا، يثبت مودريتش أن مسيرته لم تنتهِ بعد، بل إنها تدخل مرحلة جديدة من النضج والإبداع، في واحدة من أجمل قصص التحدي في تاريخ كرة القدم الحديثة.

    ومع التعادل الأخير مع تشيكيا والاقتراب من بلوغ كأس العالم 2026، في ظل هذا الأداء الاستثنائي من مودريتش، يبدو أننا سنشاهد النجم الكرواتي على رأس قائمة منتخب بلاده المشاركة في المونديال للمرة الرابعة على التوالي، في إنجاز لا يحققه إلا الأساطير.