Rayo Vallecano de Madrid v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

كرروها بعد مواجهة برشلونة: ملعب فاييكاس يخالف لوائح الليجا وجماهير ريال مدريد تدفع الثمن!

شهدت مباراة ريال مدريد ورايو فاييكانو اليوم الأحد، ضمن منافسات الدوري الإسباني، موقفًا تنظيميًا غريبًا أثار جدلًا واسعًا، حيث غاب التواجد الرسمي لجماهير النادي الملكي عن مدرجات ملعب فاييكاس. وعلى الرغم من مشاهدة بعض المشجعين المتفرقين الداعمين لريال مدريد في أنحاء الملعب، إلا أن القسم المخصص للجمهور الزائر، المتعارف عليه في جميع ملاعب الليجا، كان غائبًا تمامًا، في مشهد يعكس أزمة لوائحية وإدارية يعاني منها النادي المضيف.

وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، ليتوقف قطار انتصارات ريال مدريد، ويصل إلى النقطة 31، في صدارة الترتيب، وبفارق ست نقاط عن برشلونة، صاحب المركز الثالث، الذي سيواجه نظيره سيلتا فيجو، مساء يوم الأحد.

  • غياب غريب ومخالفة للوائح

    لم يكن غياب جماهير ريال مدريد، عن المباراة وليد صدفة، بل جاء نتيجة مباشرة لعدم التزام نادي رايو فاييكانو بلوائح رابطة الدوري الإسباني المتعلقة بتنظيم حضور الجماهير الزائرة. ووفقًا لهذه اللوائح، وتحديدًا الاتفاقية المبرمة بين 17 ناديًا في الرابطة، يُلزم كل نادٍ مضيف بتوفير حصة محددة من التذاكر للجمهور الضيف، بحد أدنى يبلغ 300 مقعد، وبسعر أقصى موحد لا يتجاوز 30 يورو للتذكرة الواحدة.

    إلا أنه وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن رايو فاييكانو لم يرسل أي تذاكر إلى إدارة ريال مدريد لتوزيعها على جماهيره، مبررًا ذلك بعدم جاهزية ملعبه لاستيفاء هذه الشروط. هذا الموقف لم يكن الأول هذا الموسم، حيث واجهت جماهير أندية أخرى مثل إشبيلية وديبورتيفو ألافيس نفس المعضلة عند زيارة فاييكاس، واضطر مشجعوهم إلى شراء التذاكر بشكل فردي ومحاولة التجمع في منطقة واحدة بشكل غير رسمي.

    وتكرر الأمر نفسه مع برشلونة، في الجولة الثالثة من الموسم الحالي للدوري، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

  • إعلان
  • أزمة ملعب فاييكاس.. تجديدات لا تنتهي

    يكمن جوهر الأزمة في الوضع المتردي لملعب فاييكاس نفسه، الذي يخضع لعمليات تجديد وإصلاح منذ فترة. ووفقًا لتقارير صحفية، منها ما نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن هذه التجديدات التي تمولها حكومة إقليم مدريد تُعتبر غير كافية، ولا تفي بالمعايير الصارمة التي تفرضها رابطة الليجا لضمان سلامة وراحة الجماهير.

    وكانت تقارير سابقة هذا الموسم قد أشارت إلى "أوجه قصور" عديدة في الملعب، شملت مشاكل في المرافق الصحية مثل دورات مياه بلا أبواب، ومقاعد متسخة أو مكسورة، وأسلاك كهربائية ظاهرة، وحتى مشكلات في أرضية الملعب. وكان رئيس نادي رايو فاييكانو، راؤول مارتين بريسا، قد حذر في وقت سابق هذا العام من أن الرابطة قد لا توافق أصلًا على استخدام الملعب طوال الموسم إذا لم يتم تدارك هذه المشاكل. ومن المفارقات أن الملعب استضاف مباريات أوروبية في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي هذا الموسم، بحضور جماهير زائرة، نظرًا لاختلاف لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن لوائح الليجا.

  • سوق سوداء وأجواء مشحونة

    نتيجة مباشرة لعدم توفير حصة لجماهير ريال مدريد، طُرحت جميع التذاكر المتاحة للبيع العام، وهو ما أدى إلى فوضى عارمة. نفدت التذاكر بسرعة قياسية، ليس فقط بسبب إقبال جماهير رايو فاييكانو، ولكن أيضًا بسبب دخول السياح والسماسرة على الخط بقوة. وتحولت المنطقة المحيطة بشباك التذاكر إلى ساحة للسوق السوداء، حيث انتظر السماسرة السياح أو جماهير ريال مدريد الباحثة عن أي وسيلة للدخول، لبيع التذاكر بأسعار مضاعفة. وبحلول صباح يوم السبت، لم يتبق سوى التذاكر المخصصة لمقصورات كبار الشخصيات، والتي وصل سعرها إلى 275 يورو. تتكرر هذه الممارسة بشكل دائم عندما يزور ريال مدريد أو برشلونة ملعب فاييكاس، مما يزيد من تعقيد تجربة الحضور الجماهيري. ويُضاف إلى ذلك الأجواء المشحونة التي يتميز بها الملعب، والتي شهدت هذا الموسم حوادث سابقة، مثل تعرض لاعبي برشلونة لإهانات ورمي أشياء عليهم من قبل بعض الجماهير المتشددة.

  • مباراة معقدة

    على الرغم من هذا الاستقبال المُعقد وغياب الدعم الجماهيري المنظم، نزل فريق ريال مدريد، بقيادة مدربه تشابي ألونسو، إلى أرض الملعب وهو يتصدر جدول ترتيب الليجا، باحثًا عن تأمين ثلاث نقاط جديدة قبل فترة التوقف الدولي. واضطرت جماهير النادي الملكي التي نجحت في الحصول على تذاكر فردية إلى التفرق بين الجماهير المحلية، ودعم فريقها في ظروف غير مثالية، سببها فشل إداري وتنظيمي من جانب النادي المضيف. تسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على التحديات التي تواجهها رابطة الليجا في سعيها لتوحيد المعايير ورفع مستوى الملاعب، خاصة تلك التاريخية والقديمة التي تكافح من أجل مواكبة متطلبات كرة القدم الحديثة.