Bartomeu Dembele GFX aiGoal AR

كرة ديمبيلي الذهبية: ليست براءة ولا تعني تفوقه على مبابي.. بارتوميو أكثر من أضر برشلونة!

مع صعود عثمان ديمبيلي على مسرح دو شاتليه ليتسلم الكرة الذهبية 2025، انطلقت همسات في أوساط جماهير برشلونة: هل أثبت الزمن أن إدارة بارتوميو كانت على حق؟. 

فها هو اللاعب الذي تم جلبه في 2017 ليحل محل نيمار، والذي تعرض لانتقادات لسنوات، قد وصل إلى قمة المجد الكروي.

للوهلة الأولى، يبدو المشهد وكأنه تبرئة تاريخية لقرار الإدارة الكارثية بالتوقيع معه بدلاً من كيليان مبابي. 

لكن هل يمكن لكرة ذهبية واحدة أن تمحو خطيئة مثل تلك وخطأً استراتيجيًا فادحًا؟ المنطق يقول لا. 

  • dembele barcelona(C)Getty Images

    ثمن الصفقة.. قرار ولد من رحم الذعر

    أولاً، يجب ألا ننسى السياق، قرار التوقيع مع ديمبيلي لم يأتِ نتيجة تخطيط استراتيجي، بل وُلد من رحم الذعر بعد رحيل نيمار.

    برشلونة كان يملك 222 مليون يورو وسيولة نقدية هائلة، وكان العالم كله يعرف ذلك، واستغل بروسيا دورتموند هذا الذعر ليرفع سعر ديمبيلي إلى مبلغ فلكي (105 مليون يورو + إضافات)، وهو مبلغ لم يكن يعكس قيمته الحقيقية في ذلك الوقت.

    فوز ديمبيلي بالجائزة بعد ثماني سنوات لا يغير حقيقة أن الصفقة في حينها كانت مثالاً لسوء الإدارة المالية والانصياع للضغط. 

  • إعلان
  • Paris Saint-Germain v Real Madrid CF: Semi Final - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    خطأ الاختيار.. الفجوة التي لا يمكن ردمها

    ثانيًا، وهو الأهم، المقارنة بين ديمبيلي ومبابي، ففوز ديمبيلي بالكرة الذهبية هو نتاج موسم واحد خارق تصادف فيه كل شيء لصالحه.

    أما كيليان مبابي، فهو يقدم أداء خارقًا على مدار ثمانية مواسم متتالية منذ 2017، لقد فاز بكأس العالم، وحطم الأرقام القياسية في التهديف، وأصبح ظاهرة عالمية. 

    الاختيار بين الموهبة المتقطعة المتمثلة في ديمبيلي والظاهرة المستمرة مبابي كان ولا يزال خطأً رياضيًا واضحًا. 

    كرة ذهبية واحدة لا يمكنها أن تردم الفجوة الهائلة في المسيرة والإنجازات والاستمرارية بين اللاعبين حتى لو لم يحصدها مبابي بقية حياته.

  • kylian-mbappe(C)Getty Images

    عقدة الأبطال.. سر غياب مبابي عن المجد

    أخيرًا، لماذا فاز ديمبيلي بالجائزة ولم يفز بها مبابي حتى الآن؟ الإجابة لا تكمن في أفضلية ديمبيلي، بل في معيار الكرة الذهبية الحديث.

    لقد أصبحت الجائزة مرتبطة بشكل شبه حصري بالفوز بدوري أبطال أوروبا، رودري فاز بها لأنه حقق الأبطال مع مانشستر سيتي، وبنزيما ومودريتش مع ريال مدريد، والآن ديمبيلي مع باريس سان جيرمان. 

    غياب مبابي عن منصة التتويج لا يعود لنقص في موهبته، بل لفشل فريقه المستمر في تحقيق اللقب الأوروبي الأغلى. 

    فوز ديمبيلي هو شهادة على نجاح فريقه في بطولة واحدة، وليس شهادة تفوق فردي على مبابي. 

  • SPAIN-FBL-JUSTICE-BARCELONAAFP

    بيت القصيد

    فوز ديمبيلي بالكرة الذهبية هو انتصار شخصي للاعب يستحق التقدير، وقد يكون انتصارًا بالصدفة لبارتوميو.

    لكنه لا يبرئ ساحة إدارة بارتوميو أبدًا، فقرار دفع مبلغ فلكي في لاعب متقلب، وتجاهل موهبة جيل بحجم كيليان مبابي، سيظل خطيئة تاريخية وجرحًا في ذاكرة النادي أضر به أكثر حتى من ضرر ناصر الخليفي بالفريق الكتالوني بضم نيمار وخطف ديمبيلي ومنع فيراتي عنهم.

    مثل هذا الخطأ لن تداويه كرة ذهبية واحدة جاءت متأخرة ثماني سنوات، وربما لن يداويه أي شيء أبدًا.