FIFA Club World Cup 2025 - Barcelona LiverpoolGetty

لا داع لمخاطرة الريال والبالون دور ليس كل شيء .. "الوجه المظلم" لكأس العالم للأندية الذي نجا منه برشلونة وليفربول!

لا تزال النسخة الأولى من كأس العالم للأندية 2025، تحمل الكثير من المفاجآت في جعبتها، بين ظواهر شيقة وأخرى سلبية، في البطولة المُقامة بالولايات المتحدة حتى الثالث عشر من يوليو، إلا أن هذا الحدث الكبير الذي يجمع بين 32 فريقًا حول العالم، أثبت أنه جدير بالمتابعة.

ولعلّ أحد الأسئلة التي يمكن أن تبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ، أثناء مشاهدة مباريات مونديال الأندية، هو "ماذا لو كان فريق كذا يلعب في تلك البطولة؟"، مثل برشلونة الذي حصد الأخضر واليابس في إسبانيا هذا الموسم، وبات يملك مجموعة تمتع العين بمشاهدتها فوق أرضية الميدان، أو ليفربول الذي استعاد عرشه في إنجلترا، وعادل الرقم التاريخي لمانشستر يونايتد.

أسماء كبيرة كان ينتظر مشاركتها في كأس العالم للأندية 2025، وهو الحلم الذي لم يتحقق، مثل كريستيانو رونالدو الذي قد لا يلحق بالنسخة المُقبلة "2029"، وكان إنفانتينو يحلم بمشاهدة رقصته الأخيرة في تلك النسخة، وكذلك محمد صلاح الذي سيطر على جوائز الأفضل في إنجلترا، أو فيكتور جيوكيريس الذي ظل منافسًا شرسًا على الحذاء الذهبي الأوروبي حتى الأمتار الأخيرة، أو المعجزة الإسبانية لامين يامال الذي يكتب التاريخ مع برشلونة وإسبانيا في عمر الـ17 عامًا.

على الورق، يمكن القول إن هذه الفرق الكبرى حُرمت من بطولة عالمية تقدم مكافآت خرافية للمشاركين بها، كأن تحصل على مليوني دولار عند الفوز ومليون عند التعادل، كما ترتفع قيمة المكافآت كلما قطعت شوطًا في أدوار خروج المغلوب، فيما ينال الفائز باللقب، مكافأة الـ40 مليون دولار، كما أن المشاركة في تلك البطولة والفوز بها، كان سيعطي فرصة جديدة للفوز بالكرة الذهبية، للاعبين أمثال محمد صلاح ورافينيا.

ولكن بالنظر إلى الوجه الآخر للعملة، فإن الأندية الكبرى التي غابت عن المشاهد في مونديال الأندية، قد استفادت أيضًا، فرغم كونها الحدث الرياضي الأبرز حاليًا، إلا أن هناك العديد من النقاط التي يمكن أن نستعرضها، تثبت أن عدم مشاركة تلك الأندية كان في صالحها.

  • استراحة بطل

    ولعل أبرز النقاط التي يمكن الوقوف عندها، أن أغلب الفرق التي فازت بالألقاب هذا الموسم، ليست مشاركة في كأس العالم للأندية 2025، فإذا نظرنا فقط للدوريات الخمسة الكبرى، فإن بطلي دوريين فقط منهما يتواجدان في المونديال، وهما باريس سان جيرمان الفرنسي، وبايرن ميونخ الألماني.

    فيما عدا ذلك، فإن برشلونة، الذي توج بثلاثية الدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر، غير مشارك في كأس العالم، وكذلك نابولي، بطل الدوري الإيطالي، وبولونيا، حامل لقب الكأس، وميلان صاحب السوبر، غير متواجدين، أما في إنجلترا، فإن ليفربول، بطل الدوري، وكريستال بالاس الذي انتزع لقب كأس الاتحاد للمرة الأولى، ونيوكاسل يونايتد، حامل لقب كأس كاراباو، لم يتواجدا في المشهد العالمي أيضًا.

    في هذا الموسم الحالم، الذي شهد تتويج عدد من الأندية بالألقاب لأول مرة في تاريخها، أو العودة لمنصات التتويج بعد غياب لسنوات طويلة، أبرزها توتنهام المُتوج بلقب الدوري الأوروبي، وكذلك أبطال الدوريات الأوروبية الأخرى خارج الخمسة الكبار، الذين لم يسجلوا مشاركتهم في المونديال، على غرار آيندهوفن وسبورتنج لشبونة، بطلي هولندا والبرتغال، فإن هذه البطولة تشهد بالفعل ما يمكن وصفه بـ"استراحة بطل"، فيما عدا بعض الفرق التي تشارك وهي حاملة الكؤوس، على رأسها باريس سان جيرمان، الذي حصد الثلاثية الفرنسية وأكملها بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، أو بوتافوجو البرازيلي الذي يشارك حاملًا لقب كوبا ليبرتادوريس.

  • إعلان
  • TOPSHOT-FBL-EUR-NATIONS-POR-ESP-TROPHYAFP

    إرهاق الموسم

    منذ أن ظهرت فكرة إقامة كأس العالم للأندية في هذا الصيف، وقد قوبلت بهجوم كبير من قِبل مؤسسات وأندية ولاعبين، بداعي الإرهاق الكبير الذي سيطارد اللاعبين إثر ازدحام المباريات على مدار الموسم، ما أدى لخروج العديد من المطالبات بإلغاء تلك الفكرة.

    ويمكن القول إن عدم مشاركة أندية كبرى في المونديال، قد أنقذ نجومها من التعرض لإجهاد زائد وازدياد فرص الإصابات العضلية، خاصة وأنه مع انتهاء مباريات الأندية في موسم 2024-25، باتوا مطالبين أيضًا بالمشاركة مع منتخبات بلادهم في أجندة الفيفا، خلال شهر يونيو، سواءً بالمشاركة في تصفيات كأس العالم، أو دوري الأمم الأوروبية.

    ولعلّنا شاهدنا غياب أسماء لامعة عن منتخبات بلادهم في المباريات الدولية، خلال شهر يونيو، لأسباب مختلفة، أبرزهم روبرت ليفاندوفسكي، الذي دخل في صدام مع مدرب منتخب بولندا، وكذلك ساديو ماني الذي رفض التواجد مع منتخب السنغال، وإينيجو مارتينيز الذي فضل عدم المشاركة مع منتخب إسبانيا لتفضيله الاستقرار مع برشلونة.

    ويُرجح أيضًا أن "الإرهاق" أيضًا كان دافعًا للأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، قائد النصر، لعدم الظهور في كأس العالم للأندية، رغم أنه كان مطلوبًا بقوة، سواءً من رئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو، أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن حامل الكرات الذهبية الخمس، استقر على عدم تمثيل فريق آخر في الفترة الحالية، ضاربًا بعرض الحائط، كافة التقارير حول تلقيه عروضًا للانتقال - ولو على سبيل الإعارة - لأندية مشاركة في المونديال، خاصة وأنه عائد للتو من منتخب بلاده، بعدما قاد البرتغال للتتويج بدوري الأمم الأوروبية 2025، للمرة الثانية في تاريخه.

    اقرأ أيضًا - جاياردو يفجرها .. ريفر بليت فاوض كريستيانو رونالدو!

    مثال أيضًا على ذلك، هو النجم البرازيلي نيمار جونيور، الذي فرّط في فرصة التواجد مع الهلال في المحفل العالمي، بعدما فضل الانتقال إلى فريق الطفولة، سانتوس، بعد 12 عامًا، في يناير الماضي، ورغم أن فريقه لا يشارك في المونديال، إلا أن نيمار اعترف بتلقيه عرضًا من نادي فلومينينسي للظهور في المحفل العالمي، ولكنه فضل البقاء مع سانتوس للتدرب والعودة إلى مستواه بعد الإصابة.

  • Liverpool Florian Wirtz Getty

    التحرك بهدوء في ملف الصفقات

    باختصار شديد، لا داعي للتعجّل في حسم الصفقات، ولا حاجة للإسراع بإنهاء التعاقدات في فترة الميركاتو الاستثنائي الذي أتاحه الفيفا لاتحادات الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية.

    إذا نظرنا إلى ريال مدريد كمثال، فإن الميرينجي اضطر لدفع 10 ملايين يورو إلى ليفربول، من أجل شراء المدة المتبقية في عقد الظهير الإنجليزي ترنت ألكساندر أرنولد، حتى يلحق ببعثة الريال في مونديال الأندية.

    وبالقياس إلى ذلك، فإن الأندية المشاركة في كأس العالم، اضطرت للإسراع في تدعيم صفوفها بشكل طارئ، مثل الأهلي المصري الذي جلب مدربًا جديدًا، وهو الإسباني ريبيرو، واستحضار عدد من نجومه السابقين مثل تريزيجيه وحمدي فتحي، أو العين الإماراتي الذي أسرع بضم صفقات جديدة على غرار الحارس البرتغالي روي باتريسيو أو المدافع المصري رامي ربيعة.

    ومع تعرض اللاعبين أو المدربين للانتقادات، نظرًا لنتائج الفرق في البطولة، كان الرد الثابت هو "لازلنا في البداية وهذه مرحلة الاستكشاف"، الأمر الذي منح الأندية غير المشاركة، أفضلية التأني في اختيار الصفقات وإعطائها المساحة الكاملة للدخول في أجواء الفريق دون الحكم عليها بشكل سريع، مثلما حدث مع أرنولد الذي تعرض للانتقادات بسبب أدائه في مباراة الهلال، والذي لم يكن على قدر التوقعات.

    برشلونة على سبيل المثال، وضع أكثر من خيار أمامه؛ كونه يسعى لضم صفقات جديدة، مع الحفاظ على قاعدة 1:1 واللعب المالي النظيف، فأعلن رسميًا عن ضم الحارس جوان جارسيا، القادم من الجار إسبانيول، مقابل 25 مليون يورو، بعد فترة من الجدل، ثم بات نيكو ويليامز، جناح أتلتيك بيلباو، على أعتاب ارتداء قميص بطل الدوري الإسباني، بعد الاتفاق مع وكيله على عقد لمدة 6 سنوات، حتى صيف 2031.

    أما عن ليفربول، فقد أعلن أيضًا عن إبرام صفقة فلوريان فيرتس، نجم بايرليفركوزن الألماني، ليصبح الصفقة الأغلى في تاريخ النادي، بقيمة 125 مليون يورو.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • CA River Plate v Urawa Red Diamonds: Group E - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    لا داع للمخاطرة

    أصبحت أنظار عشاق ريال مدريد، مسلّطة على ريفربليت الأرجنتيني في كأس العالم، من أجل متابعة النجم الشاب فرانكو ماستانتونو الذي سينتقل إلى قلعة الملكي عقب البطولة، بعدما حسم الميرينجي الصفقة بما يقارب 45 مليون يورو.

    وهناك أمثلة أخرى للاعبين حسموا انتقالهم لأندية جديدة، ليختتموا مشوارهم مع أنديتهم السابقة في المونديال، وأبرزهم أنخيل دي ماريا، الذي يشارك مع بنفيكا في البطولة، بعدما تم الإعلان عن عودته لناديه الأسبق روزاريو سنترال.

    هذه الأمور أيضًا قد تصير بمثابة مخاطرة كبيرة، في حال تعرض اللاعب لإصابة في البطولة، قبل انتقاله لناديه الجديد، أو يصير محل انتقادات لاذعة إذا لم يقدم الأداء المنتظر مع فريقه السابق، وهذه أمور أيضًا باتت الأندية الكبرى في مأمن منها.

  • بالمختصر المفيد..

    "المخاطرة" كانت عنوان كأس العالم للأندية، منذ فكرة طرح إقامتها هذا الصيف، وبقدر ما تحمله هذه البطولة من امتيازات كبيرة للفرق المشاركة، إلا أنها هناك "فِخاخ" نجت منها الفرق الكبرى الغائبة عن المشهد.

    المكافآت والاعتياد على الأجواء الأمريكية قبل كأس العالم الكبير للمنتخبات، في صيف 2026، وفرص المنافسة على الكرة الذهبية، كلها امتيازات استثنائية تجعل المشاركة في تلك البطولة تستحق الاهتمام والمتابعة، إلا أنه يمكن القول إن الفرق التي لم تشارك، خرجت مستفيدة أيضًا.

    برأيك عزيزي القارئ، من هو اللاعب أو الفريق الذي كنت تود مشاهدته في مونديال 2025؟

0