UCL ai generated gfxGoal AR

قواعد اللعبة السرية: ماكينة المليارات.. هكذا يربح صغار دوري الأبطال حتى لو خسروا!

مع كل نسخة جديدة من دوري أبطال أوروبا، ينقسم العالم بين ترقب صراع العمالقة على الكأس ذات الأذنين، وبين متابعة قصص الأحصنة السوداء. 

لكن هناك معركة أخرى، أكثر هدوءًا وربما أكثر ربحية، تدور رحاها على نفس الملاعب، إنها معركة لا تهدف إلى رفع الكأس في النهائي، بل إلى رفع قيمة اللاعبين في سوق الانتقالات. 

بالنسبة لأندية معينة، دوري الأبطال ليس ساحة حرب، بل هو واجهة العرض الأغلى في العالم.

  • Joao Felix BenficaGetty

    إعادة تعريف النجاح: الصفقة الكبرى أهم من الكأس

    بالنسبة لعمالقة مثل ريال مدريد، مانشستر سيتي، وبايرن ميونخ، الفشل هو أي شيء أقل من الوصول للأدوار النهائية. 

    لكن بالنسبة لأندية مثل بنفيكا، بوروسيا دورتموند، أياكس، وسبورتينج لشبونة، فإن تعريف النجاح مختلف تمامًا. 

    المكسب الحقيقي لمشاركتهم ليس الجوائز المالية من يويفا، بل هو الحصاد الذي يأتي في نهاية الموسم: بيع جوهرتهم الأغلى بصفقة تتجاوز 80 أو 100 مليون يورو.

    الخروج من دور الـ16 بصفقة بيع ضخمة لنجم شاب هو نجاح باهر، أهم من الوصول للنهائي وخسارته ربما بالنسبة للبعض، ليس فقط لأنه سيحقق أرباحًا مالية، لكن لأنه سيؤكد على نجاح نموذج العمل الخاص بهم.

    الإنجاز الرياضي هنا ليس غاية، بل وسيلة لتلميع المنتج وبيعه بأعلى سعر ممكن، النهائي الحقيقي لهذه الأندية لا يُلعب في ويمبلي أو إسطنبول، بل يُلعب في مكاتب المفاوضات خلال فترة الانتقالات الصيفية.

  • إعلان
  • Borussia Dortmund v 1. FSV Mainz 05 - BundesligaGetty Images Sport

    آلية العمل: ما هو سر نجاح هذه المصانع؟

    هذا النجاح المتكرر في تحويل المواهب الشابة إلى أصول بملايين اليوروهات ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج آلية عمل دقيقة ومدروسة تقوم على ثلاث ركائز أساسية:

    1. شبكة الكشافة العالمية: يبدأ العمل قبل سنوات من ظهور اللاعب على شاشات التلفاز، تمتلك هذه الأندية شبكات كشافة واسعة تنتشر في المناطق الغنية بالمواهب مثل أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية، حيث يتم التعاقد مع اللاعبين في سن مبكرة جدًا.

    2. فلسفة منح الفرصة: على عكس الأندية العملاقة التي قد يبقى فيها شاب موهوب على الدكة لسنوات، فإن السمة الأبرز لهذه المصانع لو صحت تسميتها بهذا الاسم، هي ثقتها في الشباب ومنحهم دقائق لعب حقيقية ومسؤوليات في الفريق الأول، هذه السمعة تجعل من هذه الأندية الوجهة المفضلة لأفضل المواهب في العالم الذين يبحثون عن منصة للتطور والظهور.

    3. بيئة التطوير المتكاملة: لا يقتصر الأمر على اللعب فقط، بل توفر هذه الأندية بيئة متكاملة لتطوير اللاعبين فنيًا وبدنيًا وذهنيًا، من أكاديميات عالمية المستوى إلى أساليب تدريب محددة، كما وصفناها فهي أندية متخصصة في تحويل الماس الخام إلى جواهر مصقولة جاهزة للعرض في أكبر مسارح أوروبا.

  • benficaGetty Images

    دراسة حالة: بنفيكا ملك السوق

    لا يوجد نادٍ يجسد هذه الفلسفة أفضل من بنفيكا البرتغالي، النادي تحول إلى أكاديمية ومصنع للنجوم يثق به كبار أوروبا ثقة عمياء، انظر إلى خط إنتاجه في السنوات الأخيرة:

    • جواو فيليكس: بيع إلى أتلتيكو مدريد مقابل 126 مليون يورو.
    • داروين نونيز: بيع إلى ليفربول مقابل 80 مليون يورو.
    • إنزو فيرنانديز: بيع إلى تشيلسي مقابل 121 مليون يورو.
    • روبن دياش: بيع إلى مانشستر سيتي بحوالي 70 مليون يورو.
    • جونزالو راموش: بيع إلى باريس سان جيرمان مقابل 65 مليون يورو.

    بحسب "ترانسفير ماركت" فمنذ بداية الألفية الجديدة، حققت أندية مثل بنفيكا وبورتو وأياكس وليل وريد بول سالزبورج أرباحًا تتراوح بين النصف مليار وتقارب المليار يورو في سوق الانتقالات، والأرباح هنا هي الفارق بين مبيعاتهم وانفاقهم في السوق، ليست فقط إجمالي الدخل الذي وصل لهم.

    لتكون الصورة أوضح، بنفيكا حقق دخل حوالي ملياري يورو في تلك السنوات الـ25 من بيع اللاعبين فقط، وقام بشراء لاعبين بقيمة حوالي مليار و100 مليون يورو، ليكون إجمالي أرباحه ما يقارب 900 مليون يورو.

    هذه الأرقام ليست مجرد صفقات، بل هي نموذج عمل متكامل يمول النادي بأكمله، دوري الأبطال كان المسرح الذي أثبت فيه هؤلاء اللاعبون جدارتهم بالأسعار الفلكية التي دُفعت فيهم.

  • FBL-EUR-C1-TOTTENHAM-FRANKFURTAFP

    بيت القصيد: الليلة التي تحسم الملايين

    بينما تتابع الجماهير بشغف نتيجة المباريات، يجلس كشافة أكبر أندية العالم في المدرجات وفي أيديهم دفاتر ملاحظاتهم، هم لا يهتمون بالنتيجة بقدر ما يهتمون بأداء لاعب معين، يبحثون عن الشرارة التي تؤكد أنه يستحق الاستثمار الضخم القادم.

    فبالنسبة للمواهب الشابة في هذه الأندية، ليلة واحدة من التألق، هدف حاسم، أو أداء بطولي ضد فريق كبير، قد تكون هي اللحظة التي تحولهم من موهبة واعدة إلى صفقة الصيف المنتظرة، وتضمن نجاح الموسم بأكمله لناديهم، بعيدًا عن نتيجة المباراة أو مصير البطولة.