Lucas Paqueta West Ham 2025-26Getty

قضية المراهنات وفشل صفقة مانشستر سيتي دمّره بالكامل.. لوكاس باكيتا: تحطمت نفسيًا.. وأريد إعادة بناء نفسي!

عاد النجم البرازيلي لوكاس باكيتا إلى دائرة الضوء مجددًا بعد تصريحات صريحة ومؤثرة أدلى بها خلال مقابلة مطوّلة مع قناة "جلوبو" البرازيلية، والتي تحدّث فيها عن أصعب لحظة مرّت عليه في مسيرته الاحترافية: فشل انتقاله إلى مانشستر سيتي في إحدى أهم مراحل تطوّره الكروي. اللاعب اعترف بأن تلك الصفقة التي لم تُستكمل "دمّرته نفسيًا" وجعلته يعيش واحدة من أكثر الفترات قسوة في مشواره داخل الملاعب الأوروبية.

باكيتا، الذي كان يعيش واحدًا من أفضل مواسمه في أوروبا، قال إن انتقاله المحتمل إلى مانشستر سيتي لم يكن مجرد صفقة عادية، بل خطوة مصيرية كان ينتظرها منذ سنوات. اللاعب كان يرى في الانتقال إلى فريق بيب جوارديولا قفزة نحو مستوى عالمي، ومحطة كان من شأنها تغيير مسار مسيرته بالكامل.

وقال: "على المستوى المهني، فقدت خطوة مهمة جدًا. وعلى المستوى النفسي، لقد دمّرني الأمر تمامًا. اضطررت لإعادة بناء نفسي من جديد".

هذه الكلمات تكشف حجم الألم الداخلي الذي عانى منه اللاعب، والذي لم يتحدث عنه من قبل بهذه الصراحة، رغم مرور وقت طويل على الحدث الذي شكّل نقطة انعطاف أساسية في حياته الرياضية والشخصية.

  • أسباب الفشل

    ورغم أن باكيتا لم يتطرق خلال المقابلة إلى جميع تفاصيل فشل إتمام الصفقة، فإن تقارير عديدة ربطت تعثر انتقاله إلى مانشستر سيتي بقضية التحقيقات المتعلقة بالمراهنات في الدوري الإنجليزي، والتي طُرح اسم اللاعب فيها بشكل مؤقت قبل أن تتضح الصورة تدريجيًا. ورغم عدم ثبوت تورطه، فإن الضجة الإعلامية التي رافقت القضية دفعت مانشستر سيتي — وفق كثير من المصادر — إلى تجميد المفاوضات في ظل حساسية الملف.

    هذا الموقف ترك اللاعب في وضع معقد، إذ كان قد هيّأ نفسه نفسيًا للانتقال، قبل أن تنهار الصفقة في اللحظات الحاسمة دون سابق إنذار. وتؤكد مصادر مقربة منه في البرازيل أنه شعر بأن "الأرض اهتزت من تحته"، خصوصًا أن السيتي كان يرى فيه لاعبًا قادرًا على إضافة بُعد إبداعي جديد لوسط الفريق.

  • إعلان
  • Lucas Paqueta West Ham 2025-26Getty

    سقوط وعودة

    لم يُخفِ باكيتا خلال المقابلة أن المرحلة التي تلت فشل الصفقة كانت من أصعب الفترات التي عاشها داخل وخارج الملعب. فقد تراجعت حالته الذهنية، وبدأ يفقد تركيزه تدريجيًا، خصوصًا مع استمرار الضغوط الإعلامية التي رافقت اسمه لفترة.

    واعترف اللاعب بأنه "اضطر لإعادة بناء نفسه نفسيًا ومهنيًا"، وهي جملة لم تمر مرور الكرام، لأنها تعبّر عن انهيار كامل حدث خلف الكواليس، بعيدًا عن الأضواء، في بيئة غالبًا ما تفرض على اللاعبين إخفاء مشاعرهم الحقيقية.

    المقربون من باكيتا أكدوا أن اللاعب دخل في فترة من العزلة الاختيارية، وركّز على جلسات العلاج النفسي والبدني، بهدف استعادة توازنه. وكان الدعم الأكبر يأتي من عائلته وزملائه في المنتخب البرازيلي، الذين حاولوا مساعدته على تجاوز صدمة ضياع فرصة اللعب مع واحد من أهم الأندية في العالم.

  • عبء الماضي

    رغم الضربة القاسية، عاد باكيتا تدريجيًا ليظهر في مستويات مميزة مجددًا، لكن اللاعب يعترف اليوم بأن ما حدث شكّل نقطة تحول قاسية جعلته أكثر نضجًا وصلابة.

    وتكشف تصريحات اللاعب عن صراع داخلي عاشه بين الرغبة في الحفاظ على أدائه داخل الملعب وبين الثقل النفسي الضخم الذي تسببت به الحادثة. ما زال يتذكر، كما قال، الشعور بالخيبة عندما فشل الانتقال، وكيف شعر في تلك اللحظة بأنه فقد "القطار" الذي كان ينتظره منذ سنوات.

    وتشير تقارير صحفية برازيلية إلى أن اللاعب أصبح اليوم أكثر وعيًا بحدود اللعبة وضغوطها، وأكثر إدراكًا بأن مسيرة المحترفين قد تتعرض لهزات لا علاقة لها بالأداء داخل الميدان، بل بعوامل خارجة تمامًا عن إرادة اللاعب.

  • Manchester City v Liverpool - Premier LeagueGetty Images Sport

    هل يعود الحلم من جديد؟

    السؤال الأبرز الذي طُرح بعد تصريحات باكيتا: هل لا يزال انتقاله إلى نادٍ كبير كمانشستر سيتي ممكنًا في المستقبل؟.

    بعض المحللين يرون أن اللاعب ما زال يمتلك الإمكانات التي تجعله هدفًا لأندية الصف الأول، خصوصًا إذا حافظ على مستواه واستعاد اتزانه النفسي بالكامل. في المقابل، يرى آخرون أن التوقيت المثالي ربما ضاع بالفعل، وأن سوق الانتقالات قد يتجه إلى خيارات أصغر سنًا وأكثر جاهزية.

    لكن ما يبدو مؤكدًا أن اللاعب استعاد طموحه، وأنه لم يفقد الرغبة في اللعب على أعلى المستويات بعد أن أعاد بناء نفسه، كما قال.

    تأتي تصريحات باكيتا في وقت بدأ فيه عدد كبير من لاعبي كرة القدم يتحدثون بصراحة أكبر عن تأثير الضغوط المهنية على الصحة النفسية. وباتت هذه الظاهرة أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، حيث عبر لاعبون كبار مثل دي بروينه وجريزمان وغيرهم عن معاناتهم السابقة مع الضغوط الهائلة.

    تصريحات باكيتا تضيف فصلًا جديدًا في هذا السياق، وتكشف أن خلف مهارة اللاعبين وبريق الملاعب هناك معاناة إنسانية أحيانًا لا يشعر بها الجمهور، لكنها قادرة على ترك أثر عميق في النفس.