قصة ماركوس راشفورد .. كيف تحول اللاعب الأعلى أجرًا في مانشستر يونايتد من نجم خارق إلى لاعب فاشل!

كان لدى راشفورد بعض العذر لبدايته البطيئة هذا الموسم حيث بدأ باللعب كمهاجم وسط بسبب إصابة مارسيال والوافد الجديد هويلوند، وهذا ليس مركزه فهو يجيد اللعب في الجناح الأيسر.

وقال راشفورد سابقًا لجاري نيفيل في برنامج "The Overlap" :"اليسار أسهل للبقاء في اللعبة، ومنذ أن كنت صغيرًا كنت أرغب دائمًا في المشاركة في اللعبة لهذا السبب أواجه صعوبة في اللعب في قلب الهجوم أحيانًا قد لا ألمس الكرة لمدة 20 دقيقة، ثم تكون أول لمسة لك فرصة للتسجيل ويجب أن تكون في حالة تركيز وحضور ذهني".

لقد كان راشفورد، غير فعال ضد وولفرهامبتون وتوتنهام أثناء اللعب في خط الهجوم بمفرده، وجاء هدف يونايتد الوحيد في هاتين المباراتين عبر عرضية من آرون وان بيساكا إلى رافائيل فاران.

عاد راشفورد إلى دوره المفضل في المباراة الثالثة لهذا الموسم ضد نوتنجهام فورست واستمر في اللعب في الجهة اليسرى منذ ذلك الوقت وفي البداية ظهر وكأنه اللاعب الرائع الذي كان عليه الموسم الماضي مرة أخرى.

وقدم عرضًا قويًا ضد فورست، وشارك في جميع أهداف يونايتد الثلاثة وصنع هدفًا لي كريستيان إريكسن، ولعب تمريرة رائعة في الفترة التي سبقت هدف التعادل لكاسيميرو، ثم حصل على ركلة الجزاء التي سجل منها برونو فرنانديش لتنتهي المباراة بفوزهم بنتيجة 3-2.

كما قدم راشفورد أداءً جيدًا في مباراته التالية أمام آرسنال، حيث سجل الهدف الافتتاحي في الهزيمة بنتيجة 3-1 وقدم أيضًا أداءً جيدًا في الهزيمة 3-1 أمام برايتون، لكنه عانى من سوء التوفيق فسدد كرة اصطدمت بالعارضة وصنع هدف التعادل لهويلوند، ولكن تم إلغائه بقرار من حكم الفيديو المساعد لخروج الكرة من الملعب، لكن الأمور تراجعت منذ ذلك الحين، خاصة على المستوى الفردي.

كانت بداية راشفورد جيدة أمام بايرن ميونخ، ونجح في الاستعانة بالظهير الأيمن كونراد لايمر في وقت مبكر من المباراة، ولكن بمجرد تقدم البافاريين، تلاشى تأثيره.

وكان راشفورد مجهولًا ضد بيرنلي وفشل في وضع دفاع بيرنلي تحت أي ضغط وأوضحت الهزيمة أمام كريستال بالاس، فشل يونايتد في خلق العديد من الفرص الواضحة، وأن هذا الموسم قد يكون الأسوأ بالنسبة لراشفورد.

بعد هزيمة كريستال بالاس، وضح معاناة راشفورد الشديدة وتراجع مستواه وظهر أنه أحد أسباب مشاكل يونايتد الشاملة ففريق تين هاج لا يخلق ما يكفي من الفرص الواضحة.

ويحتل يونايتد حاليًا المركز العاشر في الدوري الإنجليزي برصيد تسع نقاط من سبع مباريات، وهي أسوأ بداية له للموسم منذ 34 عامًا، ويقع الفريق في المركز 12 من حيث عدد الأهداف المسجلة، برصيد سبعة في سبع مباريات، وعندما يتعلق الأمر بالأهداف المتوقعة، فإنهم يحتلون المركز 11، خلف تشيلسي وإيفرتون الذي يكافح من أجل الهبوط.

وفيما يتعلق بالتسديدات على المرمى، فإن فريق المدرب تين هاج يقدم أداءً أفضل، حيث يحتل المركز السادس في الدوري برصيد 15 تسديدة في المباراة الواحدة وضد كريستال بالاس، كان لديهم 19 تسديدة.

وهناك تراجع واضح هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، حيث احتل يونايتد المركز الثالث في التسديدات على المرمى في كل مباراة ومع ذلك، لا ينبغي أن ننسى أنه حتى عندما أنهى يونايتد الموسم الماضي في المركز الثالث، فقد سجل 58 هدفًا فقط.

بالنظر إلى عدد الأهداف القليلة التي سجلها يونايتد الموسم الماضي فمن المثير أن نقول أن راشفورد كان السبب الرئيسي وراء حصول الشياطين الحمر على المركز الثالث وليس السادس مثل الموسم السابق.

فكان راشفورد، مسؤولاً عن 29% من أهداف يونايتد في الدوري الموسم الماضي، برصيد 17 هدفًا وهذا أكثر بتسعة أهداف من أقرب منافسيه فرنانديش وبفارق 11 عن مارسيال وجادون سانشو، اللذين سجل كل منهما ستة أهداف.

وبالنظر إلى أن راشفورد كان السبب وراء إنهاء مانشستر يونايتد الموسم الماضي بقوة، فلن يكون من المنطقي إخراجه من الفريق واستبعاده بهذه السرعة بعد تراجع مستواه ويبدو من الظلم إلقاء اللوم عليه وحده بسبب انخفاض جودة الفريق.

وأوضح تين هاج ذلك قبل مباراة اليوم الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا مع جلطة سراي وقال: "الحقيقة هي أنه لا يسجل في هذه اللحظة لكن حصل على فرص كما حدث ضد برايتون، حيث حصل على خمس أو ست فرص في مكان جيد للغاية".

وتابع: "إذا عمل بجد واستثمر كل يوم بالتركيز الصحيح، وإذا كان الفريق من حوله يزوده ويساعده ويدعمه، سيعود لمستواه، راشفورد لاعبًا قادرًا على تسجيل هدف في كل مباراة وعندما يقف في الأماكن الصحيحة، سوف يسجل".

سببًا آخر لضرورة المحافظة على راشفورد، هو عدم وجود بدائل له فعلى الرغم من إنفاق ما يقرب من 200 مليون جنيه إسترليني هذا الصيف، لم يوقع يونايتد مع أي مهاجمين، والبديل الوحيد المناسب الآن هو إشراك جارناتشو، وقد تعززت فرصته في المشاركة أساسيًا بعد العرض الإيجابي الذي قدمه من على مقاعد البدلاء يوم السبت الماضي ومع ذلك لا يتمتع اللاعب بالانضباط لبدء المباريات الكبرى.

فأفضل أداء له جاء ضد كريستال بالاس في كأس كاراباو، وعانى عندما بدأ أساسيًا ضد وولفرهامبتون وتوتنهام، ولم يقدم سوى القليل من الدعم الدفاعي مما ترك فريقه مكشوفًا.

يحتاج راشفورد، فقط إلى تحسين دقة تسديداته واتخاذه للقرارات، لكنه يقوم بالتمريرات الصحيحة في معظم المباريات وسيبدأ قريبًا في التسجيل مرة أخرى.

والطريقة الوحيدة أمامه للقيام بذلك هي الحصول على المزيد من الفرص لإعادة اكتشاف نفسه القديمة وقرار استبعاده يمكن أن يؤثر بشدة على ثقته وعقليته، وآخر شيء يحتاجه يونايتد حاليًا هي مشكلة أخرى خارج الملعب.

قد لا يكون راشفورد في أفضل حالاته في الوقت الحالي لكنه لا يزال أفضل لاعب في يونايتد واللاعب الأعلى أجرًا في الفريق، وليس أمام تين هاج خيار سوى الاستمرار في إشراك راشفورد ومنحه الثقة لاستعادة مستواه المميز.