تنفس الجهاز الفني لفريق ريال مدريد الإسباني بقيادة المدرب تشابي ألونسو الصعداء، بعد انتهاء فترة التوقف الدولي التي بدت وكأنها ستحمل أخبارًا درامية لولا مرورها بسلام نسبي على القوام الأساسي للفريق، حيث بدأ الفريق استعداداته الجادة والمكثفة في المدينة الرياضية "فالديبيباس" تأهبًا للمواجهة المرتقبة خارج الديار أمام فريق إلتشي، والمقرر إقامتها مساء يوم الأحد المقبل في الجولة الـ 13 ضمن منافسات الدوري الإسباني، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين في ظل صراع الليجا المحتدم.
Getty Images Sportساعات لحسم موقف روديجر
بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن الحصة التدريبية الأخيرة لريال مدريد، شهدت عودة جميع اللاعبين الدوليين للانضمام إلى كتيبة تشابي ألونسو، حيث شارك الجميع في التدريبات بشكل طبيعي، باستثناء المدافع النمساوي دافيد ألابا، الذي عاد من مشاركته مع منتخب بلاده وهو يعاني من إجهاد عضلي واضح أثار قلق الجهاز الطبي.
وتُشير التقارير الأولية إلى أن ألابا يعاني من حمل عضلي زائد نتيجة ضغط المباريات الدولية، مما يجعله في سباق مع الزمن للحاق بمباراة الأحد، حيث ستكون مشاركته في تدريبات الغد بمثابة الاختبار النهائي لتحديد مدى قدرته على التواجد في القائمة المسافرة إلى إلتشي، في وقت يحتاج فيه الفريق لكل عناصره الدفاعية لتأمين الخط الخلفي.
وعلى الجانب الآخر، حملت التدريبات بصيصًا من الأمل فيما يخص المدافع الألماني أنطونيو روديجر، الذي عاد للظهور في فالديبيباس، حيث خضع لبرنامج مزدوج جمع بين التدريبات البدنية داخل الصالة الرياضية، وجزء من التدريبات الجماعية على العشب رفقة زملائه.
ووفقًا لما ذكرته الصحيفة الإسبانية في تقريرها، فإن الحصة التدريبية المقررة يوم السبت ستكون المفتاح الحاسم لتقييم حالة روديجر البدنية وقرار الجهاز الفني بشأن الدفع به، وهي العودة التي ينتظرها المدافع الألماني، بفارغ الصبر لتعزيز دفاعات الميرنجي في هذه المرحلة الحرجة من الموسم.
أخبار سارة
النبأ السار الأبرز الذي تلقاه تشابي ألونسو والجماهير المدريدية كان المشاركة الكاملة للنجم الفرنسي أوريليان تشواميني في التدريبات الجماعية، حيث أكمل اللاعب الحصة التدريبية بالكامل بنفس وتيرة زملائه، مبددًا أي مخاوف بشأن لياقته. وأكدت المصادر المقربة من النادي أن تشواميني بات مرشحًا بقوة للتواجد ضمن القائمة المستدعاة لمباراة إلتشي، ليعيد التوازن المفقود لخط وسط ريال مدريد بفضل قدراته البدنية والفنية العالية في افتكاك الكرات وبناء الهجمات، وهو ما يمثل دفعة معنوية هائلة للفريق الذي يسعى لفرض سيطرته على مجريات اللعب في ملعب المنافس.
ولم تقتصر الأخبار الإيجابية على تشواميني فحسب، بل امتدت لتشمل الثنائي فيدي فالفيردي والحارس العملاق تيبو كورتوا، اللذين لم يسافرا مع منتخبات بلادهما في اللحظات الأخيرة خلال فترة التوقف، مما منحهما فرصة للراحة والاستشفاء في مدريد، ليظهرا في التدريبات بحالة بدنية وفنية ممتازة تؤكد جاهزيتهما الكاملة لقيادة الفريق يوم الأحد.
هذا الاستقرار في العناصر الأساسية يمنح المدرب خيارات تكتيكية متعددة للتعامل مع أسلوب لعب إلتشي الذي يعتمد غالبًا على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة على ملعبه.
عودة ماكينة الأهداف
في سياق متصل، عاد النجم الفرنسي كيليان مبابي مبكرًا إلى تدريبات الفريق بعد تألقه اللافت مع منتخب الديوك، حيث سجل ثنائية رفعت رصيده التهديفي إلى 400 هدف في مسيرته الاحترافية، وهو رقم قياسي يعكس القيمة الفنية الهائلة التي يضيفها اللاعب لهجوم ريال مدريد.
عودة مبابي بروح معنوية مرتفعة وحس تهديفي عالٍ تُعد سلاحًا فتاكًا بيد تشابي ألونسو، الذي يعول عليه لفك شفرة دفاعات الخصوم وحسم النقاط الثلاث، خاصة وأن اللاعب يمر بفترة توهج فني تجعله العنصر الأخطر في تشكيلة الفريق الملكي حاليًا.
ومن المتوقع أن يقود مبابي خط الهجوم في المباراة القادمة، مدعومًا بخط وسط قوي، في محاولة لاستغلال الدفعة المعنوية التي حصل عليها خلال فترة التوقف الدولي وترجمتها إلى أهداف في شباك إلتشي، لا سيما وأن الفريق يسعى لمواصلة سلسلة انتصاراته وتجنب أي مفاجآت قد تعكر صفو مسيرته في المنافسة على لقب الدوري.
غيابات مؤثرة
على الرغم من الأخبار الإيجابية، لا تزال عيادة ريال مدريد تضم أسماءً لها ثقلها في تشكيلة الفريق، حيث تأكد استمرار غياب كل من داني كارباخال والمدافع البرازيلي إيدير ميليتاو، بالإضافة إلى الموهبة الشابة فرانكو ماتانتونو، حيث يواصل الثلاثي عمليات التعافي الخاصة بهم وفق البرامج العلاجية الموضوعة، مما يجعلهم خارج حسابات المباراة القادمة بشكل نهائي.
غياب هذه العناصر يضع مسؤولية مضاعفة على باقي اللاعبين لتعويض النقص العددي والفني، خاصة في الخط الخلفي الذي يعاني من غيابات متكررة هذا الموسم.
ويدرك تشابي ألونسو أن مواجهة إلتشي ليست مجرد مباراة عادية، بل هي محطة هامة لتأكيد قدرة الفريق على تجاوز التحديات والاستمرار في أجواء المنافسات المحلية بتركيز عالٍ.

