في قاع الجدول ودون مدرب .. ليونيل ميسي يتوجه نحو فوضى في إنتر ميامي

معظم الناس يعلمون كيف تأسس إنتر ميامي. عندما وقع ديفيد بيكهام مع لوس أنجلوس جالاكسي عام 2007، تضمن الاتفاق الحصول على حق شراء فريقه الخاص بسعر مخفض. استغل بيكهام هذا الخيار لإنشاء فريق في ميامي، وبعد عدة سنوات من المعارك السياسية حول موقع الملعب، وصل إنتر ميامي في عام 2020.

من البداية، سعى النادي للظهور عالميًا، والتألق الذي يمتاز به صاحب النادي ومدينته. لقد كانت ميامي منذ فترة طويلة، وجهة سياحية مثالية لبعض أكبر نجوم العالم، ووعد النادي بأنه سيجذب النجوم بمرور الوقت.

قام النادي بالتعاقد مع لاعبين شباب أولًا، ولكن سرعان ما جلب أسماء النجوم مثل جونزالو هيجواين، وبلايز ماتويدي. ومع ذلك، عام 2021، تعرض النادي لعقوبة بسبب تعاقده مع ماتويدي، بطريقة لم تتم بموافقة قواعد الدوري الأمريكي لكرة القدم. نتيجة لذلك، لعب النادي مواسم 2021، و 2022 تحت عقوبات مالية.

هذه العقوبات، وبعض الأخطاء في بناء التشكيلة، أثرت على صعود النادي لدوري الدرجة الأولى الأمريكي. بعد الانتهاء من المركز الـ10، والـ11، في موسميهما الأولين، تأهل إنتر ميامي للمشاركة في المراحل الإقصائية، عام 2022، وانتهى به الأمر في المركز السادس، قبل أن يخرج بشكل مهين في الدور الأول.

بعد تلك الخسارة، اعتزل هيجواين، ومع غياب ماتويدي منذ فترة طويلة، دخل النادي موسم 2023 بتشكيلة ناقصة، حتى مع وصول الحائز على جائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي سابقًا، جوزيف مارتينيز.

بينما كان إنتر ميامي يركز بوضوح على بناء فريق قوي، كان ينظر دائمًا إلى ميسي. لم يخف النادي طموحاته، ولسنوات طويلة كانت تلك الطموحات تتركز حول الأرجنتيني. تحدث المالك خورخي ماس عدة مرات، عن رغبته في جذب ميسي إلى ميامي. من ناحية ما، يبدو أن تاريخ النادي بأكمله قد وصل إلى هذه اللحظة.

منذ رحيل ميسي عن برشلونة، كان النادي على اتصال مع ميسي، لمحاولة إقناعه بالانضمام إلى المشروع. ربما أكثر الأشياء المثيرة في هذا المشروع، هو أنه يمكن لميسي بناءه بصورة تناسب رؤيته الخاصة. هذا ليس فريقًا لديه سنوات من التاريخ، بل هو نادٍ جديد يمكنه المساهمة في ظهوره للعالم سريعًا.

بسبب ذلك، لا شك أن ميسي يعلم ما الذي ينتظره. لم ينضم إلى النادي لكي يفوز فورًا بالبطولات. دوري الدرجة الأولى الأمريكي، على الرغم من نموه مؤخرًا، لكنه ليس واحدًا من أكبر الدوريات في العالم، وإنتر ميامي ليس بعد، واحدًا من أفضل الأندية في الدوري من الناحية الفنية.

كانت طريقة التوظيف في ميامي، ليست عما هو النادي، أو ما كان عليه في الماضي، لأنه لم يكن جيدًا على المستوى الرياضي. بل كانت تتمحور حول ما يمكنه أن يصبح، مع ميسي كرمز قائد.

في الموسم الأول للنادي، استعان إنتر ميامي بدييجو ألونسو، ليكون أول مدرب في تاريخ الفريق. وصل ألونسو بسمعة قوية من وقته في الدوري المكسيكي مع باتشوكا، ومونتيري.

بعد ذلك الموسم الأول، غادر ألونسو واستُبدل بفيل نيفيل. كانت هذه أول تجربة للنجم السابق للمنتخب الإنجليزي، كمدرب أساسي للرجال، حيث سبق له أن تولى تدريب منتخب السيدات الإنجليزي، ومنذ البداية كانت هناك شكوك حول، إذا كان زميل بيكهام السابق يستحق المنصب.

في الواقع، كانت الظروف ليست جيدة بالنسبة لنيفيل. لم يتمكن النادي أبدًا من بناء الفريق الذي وعد به من نجوم الكرة المشهورين، بسبب القيود المالية. وبعد بعض الاحتكاك الأولي مع هيجواين، نجح نيفيل في استخلاص الأفضل منه، حيث قاد الأرجنتيني إلى تحقيق أداء مميز في ظهوره الأخير قبل اعتزاله.

ومع ذلك، كانت بداية موسم 2023 سيئة جدًا، بحيث لم يتمكن نيفيل من المتابعة. بعد الفوز بأربع مباريات وخسارة 11 من أول 15 مباراة للفريق، تمت إقالة نيفيل. تم استبداله بخافيير موراليس، الذي تولى المسؤولية بشكل مؤقت.

أقرب شخص يرتبط بوظيفة المدير الفني لإنتر ميامي، كان جيراردو "تاتا" مارتينو، مدربًا يعرف ميسي جيدًا. فقاد مارتينو ميسي في برشلونة، والمنتخب الأرجنتيني، مما منحه علاقة شخصية، وتجربة عامة في إدارة واحد من أكبر نجوم اللعبة. حاليًا، يبحث مارتينو عن وظيفة جديدة بعد أن غادر المكسيك، بعد خروج مخيب للآمال في دور المجموعات بكأس العالم.

كما أن مارتينو من المعجبين بالدوري الأمريكي، حيث وقع في حب المنافسة، خلال وقته مع فريق أتلانتا يونايتد، حيث فاز باللقب. وقال مارتينو لصحيفة "ذا أثليتيك" في وقت سابق من هذا العام:" الدوري الأمريكي هو نقطة ضعفي. كنت جزءًا من مشروع استثنائي مع أتلانتا يونايتد، وكان لديه اتجاه واضح، وكان هناك الكثير من التواصل، والأهداف المشابهة التي تم تحديدها بسرعة، إمكانية العودة موجودة دائمًا، لأني أحببت المنافسة".

مهما كان الأمر بشأن مارتينو، فإنه بالتأكيد سيتم منح ميسي حق الكلمة، فيما يتعلق بتعيين مدير الفريق المقبل.

مثلما هو الحال مع المدير الفني، من المرجح أن يكون لميسي الكلمة، في تشكيلة الفريق المحيطة به السنوات القادمة. تم ربط أسماء مثل لويس سواريز، وسيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا بالفريق، على الرغم من أن التعاقد مع أي من تلك الأسماء سيتطلب بعض الضبط في سقف الرواتب.

لكن لننظر فقط إلى ما يواجهه ميسي حاليًا، يمتلك ميامي بعض القطع الهجومية الجيدة مثل مارتينيز، الحاصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي سابقًا، وليوناردو كامبانا، الدولي الإكوادوري البالغ من العمر 22 عامًا، الذي سجل أكثر من عشرة أهداف العام الماضي. كلاهما سيستفيد بوضوح من اللعب مع ميسي.

مارتينيز هو واحد من ثلاثة لاعبين مميزين في ميامي، إلى جانب جريجوري، ورودولفو بيزارو، على الرغم من أن الأخير كان مرتبطًا منذ فترة طويلة بالرحيل، بعد أن أُعير في الموسم الماضي.

لكن جريجوري غائب عن الملاعب حتى سبتمبر، مما يترك فجوة كبيرة في خط الوسط. واتسعت هذه الفجوة بعد إصابة موتا في الركبة، في مايو، والتي قد تبقيه خارج الملاعب لبقية الموسم.

سينضم ميسي إلى فريق يفتقر إلى نجمي وسطه الأساسيين، وهو أمر ظاهر منذ بداية الموسم. سينضم إلى فريق يحتل مركزًا قريبًا من قاع المنطقة الشرقية للدوري، لكن هنالك سببًا للأمل دائمًا في عالم الدوري الأمريكي المتغير.

بعد إضافة ليونيل ميسي في منتصف الموسم للفريق، على الرغم من أنه قد لا يكون قادرًا على الفوز بالبطولات بمفرده، إلا أنه قد يكون كفيلاً بجعل ميامي يتأهل للمرحلة الإقصائية للبطولة.

حاليًا، يحتل ميامي المركز الأخير في المنطقة الشرقية، ولكن يبتعد فقط بست نقاط عن مركز التأهل للمراحل الإقصائية. ستكون عطلة نصف الموسم في نهاية هذا الأسبوع، مما يعني أنه عندما يصل ميسي في يوليو، سيكون لديه جزء جيد من الموسم المتبقي، لرفع ميامي نحو التأهل للمرحلة الإقصائية. ومن هناك، يمكن أن يحدث أي شيء.

النادي مشارك أيضًا في منافسات أخرى، حيث فازوا في مباراتهم في كأس الولايات المتحدة، على فريق برمنجهام ليجيون يوم الأربعاء الماضي. وبالتالي، حجزوا مكانهم في الدور نصف النهائي أمام نادي سينسيناتي، ويقتربوا بذلك على بعد مباراتين، للفوز بأول بطولة لهم.

هناك أيضًا بطولة كأس الدوري القادمة، التي ستجمع بين فرق الدوري الأمريكي والمكسيكي. وقد زعمت بعض التقارير، أن ظهور ميسي قد يكون في تلك البطولة، حيث سيواجه ميامي، نادي كروز أزول في 21 يوليو.

بغض النظر عن موعد ومكان ظهوره، سيكون ذلك عرضًا رائعًا. وستستمر هذه العروض طوال فترة وجوده في أمريكا.

لكن هل يمكن أن ينضم لويس سواريز، أو سيرجيو بوسكيتس، أو جوردي ألبا لرفع مستوى الفريق أكثر؟ ولكن بغض النظر عن اللاعبين الذين ينضمون، فمن الواضح أن ميامي سيحتاج إلى إضافة لاعبين جدد حول ميسي، إذا أراد المنافسة على لقب الدوري في المستقبل.

ميامي قد حصل على ميسي، ولكن عليهم توفير ما يلزمه، لإنجاح هذا النادي والوصول به إلى العالمية.