GOAL ONLY SALAH GFXGoal AR

فيورنتينا يحتضر | صرخة استغاثة من أرتيميو فرانكي.. هدية صلاح والإصلاح أو الهبوط للجحيم!

لم تكن الهزيمة الأخيرة أمام فيرونا مجرد تعثر عابر في مسيرة فيورنتينا هذا الموسم، بل كانت بمثابة الإعلان الرسمي عن دخول النادي العريق في حالة موت سريري.

صافرات الاستهجان التي دوت في المدرجات لم تكن موجهة للأداء الفني المتواضع فحسب، بل كانت صرخة رعب حقيقية من جمهور يرى فريقه ينهار ببطء وثبات نحو هاوية الدرجة الثانية. 

الوضع في مدينة فلورنسا تجاوز مرحلة القلق ليصل إلى مرحلة الذعر، فالنادي الذي اعتاد مصارعة الكبار بات اليوم فريسة سهلة للجميع، يقبع في قاع الترتيب بلا هوية، وبلا روح، وبلا أي مؤشرات للحياة.

  •  Vanoli FiorentinaGetty Images

    لعنة الـ 15 مباراة.. التاريخ الأسود يعود للحياة

    لغة الأرقام لا تعرف المجاملة، وما نشرته شبكة الإحصائيات العالمية "أوبتا" كان بمثابة سكين في قلوب عشاق القميص البنفسجي. 

    الفريق فشل في تحقيق أي انتصار لمدة 15 مباراة متتالية في موسم واحد بالدوري الإيطالي (تعادل في 6 وخسر 9)، وهو رقم كارثي لم يحدث في تاريخ النادي الطويل إلا مرتين فقط سابقاً: الأولى في حقبة الثلاثينيات (1937-1938)، والثانية في مطلع السبعينيات (1970-1971).

    نحن هنا لا نتحدث عن أزمة نتائج مؤقتة، بل عن انهيار شامل للمنظومة، العنوان الذي وضعته شبكة الإحصائيات كان كلمة واحدة: "الظلام". 

    وهذا هو التوصيف الأدق للحالة؛ دفاع مستباح، هجوم عقيم، وفريق يدخل المباريات مهزوماً نفسياً قبل أن يطلق الحكم صافرته، ليعيد للأذهان كوابيس مواسم الهبوط التي ظن الجميع أنها ولت بلا رجعة.

  • إعلان
  • تشخيص الأزمة: الخلل ليس في الأقدام بل في الترابط

    وسط هذا المشهد السوداوي، يجب أن نتحلى بالموضوعية في التشخيص، مشكلة الفريق الحالية لا تكمن مطلقًا في جودة العناصر، فالقائمة الحالية تعج بالخامات الممتازة والأسماء التي تتمناها أندية كثيرة. 

    الحديث عن ضرورة نسف الفريق أو إجراء غربلة شاملة هو قفز على الحقائق ومحاولة للبحث عن شماعات وهمية. 

    الفريق ليس بحاجة إلى تكديس صفقات جديدة، بل يحتاج إلى القائد الذي يعرف كيف يوظف هذه الجودة.

  • أزمة إدارة لا أزمة مواهب.. فانولي الضحية القادمة

     على عكس ما يُشاع، فيورنتينا لا يملك فريقاً سيئاً، كيف لفريق يضم في هجومه أسماء بحجم مويس كين وألبرت جودموندسون وإدين دجيكو، ويمتلك في وسطه رولاندو ماندراجورا ووكافيليا وفاجيولي، وفي حراسته الأخطبوط دي خيا، أن يقبع في المركز الأخير؟.

     المشكلة تكمن في الرأس، الإدارة فقدت بوصلتها منذ رحيل كورفينو، وتخبطت في اختياراتها الفنية بشكل مريب. 

    بدأوا بالمراهنة على بالادينو الذي حقق المركز السادس ورحل لمشاكل مع الإدارة ثم حاولوا دغدغة مشاعر الجماهير بستيفانو بيولي كخيار مضمون سبق له النجاح لكنه فشل ورحل غير مأسوف عليه.

    والآن، تتجه الأنظار نحو المدرب الحالي باولو فانولي، الذي يبدو أنه فقد السيطرة تماماً على غرفة الملابس، والتقارير تؤكد أن الإدارة تدرس بالفعل خياراً ثالثاً في موسم واحد!.

    لا توجد حلول سحرية هنا، يجب أن يعود الفريق منضبطًا وأن يبدأ هذا الانضباط من الإدارة التي هدمت الاستقرار برحيل بالادينو، هذه مجرد بداية.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Mohamed SalahGetty Images

    هدية السماء.. "الفرعون" المصري يطرق الأبواب

    وسط هذا الركام، يلمع بصيص أمل قد يقلب الموازين رأساً على عقب، هناك توترًا كبيرًا في العلاقة بين النجم المصري محمد صلاح ومدربه في ليفربول أرني سلوت، مما يجعل رحيله في يناير أمراً وارداً بشدة.

    هنا يظهر سيناريو الإنقاذ الكبير، عودة صلاح إلى فيورنتينا لمدة 6 أشهر على سبيل الإعارة، قبل خطوته الكبرى المتوقعة نحو الدوري السعودي في الصيف، يبدو خيارًا مثاليًا ينقذ الفيولا ويبقي النجم المصري في مستويات تنافسية كبيرة قبل كأس العالم بدلًا من دكة ليفربول. 

    صلاح لا يحتاج لوقت للتأقلم، فهو يعرف المدينة جيداً، والجماهير هناك أحبته حقًا في وقت تواجده، حتى لو جاء رحيله بشكل غير مثالي، لكن انقاذه لهم كفيل بإنهاء أي مشاعر سلبية موجودة تجاهه.

    صلاح لم ينس دور فيورنتينا في إحياء مسيرته بعد تجربة تشيلسي المريرة ووجود نجم بحجمه لن يحل العقم الهجومي فحسب، بل سيعيد الهيبة المفقودة للفريق بأكمله، وسيجعل المنافسين يفكرون ألف مرة قبل الهجوم على فيورنتينا. 

    إنها الصفقة التي قد تحول موسم الكارثة إلى موسم أسطوري، وتعيد رسم البسمة على وجوه الجماهير التي فقدت الثقة في كل شيء.

  • بيت القصيد: المعادلة واضحة.. كيمياء مفقودة وقرار مصيري

    في النهاية، الصورة لا تحتاج إلى مزيد من التعقيد؛ فيورنتينا يمتلك الجسد (مواهب مثل كين وجودموندسون ودي خيا) لكنه يفتقد الروح والمحرك. 

    طوق النجاة الوحيد للإدارة الحالية للتكفير عن خطايا التخبط الفني يكمن في استعادة الكيمياء المفقودة في كل الخطوط.

    الرهان على محمد صلاح ليس مجرد صفقة جماهيرية لتهدئة المدرجات، بل هو استدعاء تكتيكي للشريك الوحيد القادر على إحياء إدين دجيكو واستنساخ تلك الشراكة التي أرعبت إيطاليا سابقاً بقميص روما.

    الكرة الآن في ملعب الإدارة: إما التحرك بجرأة لخطف هذه الفرصة الذهبية التي ساقتها الأقدار بفضل توتر علاقة صلاح بليفربول، أو الاستسلام للواقع المرير ومشاهدة هذا الصرح العظيم ينهار ببطء نحو جحيم الدرجة الثانية، الخيار لم يعد بين الجيد والأفضل، بل بين البقاء أو الفناء.

0