"استنسخ تجربة جوارديولا لكن تهور بيرنلي قد يدمره" .. كومباني ينجح في اختباره الأول مع بايرن ميونخ

دخل فينسنت كومباني مباراة أولم، برباعي هجومي في "التشكيل الأساسي" للفريق الأول لكرة القدم بنادي بايرن ميونخ؛ هم: "جمال موسيالا، سيرج جنابري، ماتيس تيل وتوماس مولر".

على الورق كان مولر هو "المهاجم الصريح" في مباراة أولم؛ لكن داخل أرضية الملعب لم يكن كذلك، حيث تبادل هذا الدور مع موسيالا وجنابري وتيل، في بعض الأحيان.

هذه الطريقة تعرف باسم "المهاجم الوهمي"؛ حيث كان الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني الحالي للعملاق الإنجليزي مانشستر سيتي، من أوائل المعتمدين عليها؛ خاصة عندما كان يشرف على تدريب برشلونة الإسباني.

ويبدو أن كومباني الذي تدرب كـ"لاعب" تحت يد جوارديولا، تأثر بهذه الطريقة الحديثة التي تعتمد على "اللامركزية"، خاصة في خط الهجوم.

وبالفعل.. التحركات المتواصلة للرباعي الهجومي و"اللامركزية"؛ أدت إلى تشتت مدافعي أولم، وهو ما استغله مولر في تسجيل هدفين في الشوط الأول.

لكن.. يبدو أنه من الصعب أن يستمر فينسنت كومباني بـ"هذه الطريقة"؛ خاصة في ظل تواجد المهاجم الإنجليزي هاري كين، في صفوف الفريق الأول لكرة القدم.

كين نزل إلى أرضية الملعب، في النصف ساعة الأخيرة من مباراة أولم، وحاول في كثير من اللقطات أن يتماشى مع أسلوب كومباني في "اللامركزية"؛ وهو ما اتضح في هدف كومان "الثالث"، حيث تراجع النجم الإنجليزي إلى وسط الملعب، ليدخل مكانه الجناح الفرنسي كـ"قلب هجوم".

على الرغم من "هبوط" بيرنلي، في نهاية الموسم الرياضي الماضي 2023-2024، إلى الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى "التشامبيون شيب"، مع المدير الفني البلجيكي فينسنت كومباني؛ إلا أن الكثيرين كانوا يشيدون بأداء الفريق.

سر هذه الإشادة؛ هي اللعب الهجومي الحديث لـ"بيرنلي"، والذي أصر عليه كومباني طوال الموسم، حتى أمام عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج".

بالطبع.. هذا اللعب الهجومي كلف بيرنلي غاليًا؛ حيث كان يستقبل العديد من الأهداف، وهو ما أسفر عن خسارته الكثير من المباريات، وبالتالي.. الهبوط بشكل رسمي.

ويبدو أن فينسنت كومباني يريد مواصلة "اللعب الهجومي" مع بايرن ميونخ؛ والتخلص من "مخلفات" الألماني توماس توخيل، المدير الفني السابق للفريق الأول لكرة القدم، والذي كان يعتمد على الهجمات المرتدة.

لكن.. على كومباني الحذر فـ"بايرن ليس بيرنلي"؛ حيث يجب أن يكون اللعب الهجومي بشكل منظم، وليس بطريقة متهورة، مثلما كان يحدث في فترته مع الفريق الإنجليزي.

وفي مباراة أولم.. ظهرت بعض اللقطات التي يجب الوقوف أمامها؛ خاصة تلك التي جاءت في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الأول، والأخرى التي كانت في الدقيقة 58.

وخلال اللقطتين.. كنا نرى لاعبي أولم يهاجمون بعدد أكبر من مدافعي البايرن؛ وذلك بسبب التهور الهجومي في طريقة لعب كوماني، واندفاع جميع نجوم البافاري، إلى الأمام.

وإذا تكررت هاتين اللقطتين أمام فرق ألمانية أو أوروبية كبيرة؛ فإن بايرن ميونخ الألماني قد يدفع ثمنها غاليًا، على طريقة بيرنلي؛ بخسارة الكثير من المباريات.

اتخذ المدير الفني البلجيكي فينسنت كومباني، قرارًا فنيًا مهمًا؛ بعد تأكد استمرار النجم الألماني الدولي جوشوا كيميتش، في صفوف الفريق الأول لكرة القدم، وعدم رحيله خلال الميركاتو الصيفي الحالي.

هذا القرار؛ هو "إعادة" كيميتش إلى خط الوسط مجددًا، بدلًا من مركز الظهير الأيمن، الذي لعب فيه مع المدير الفني السابق توماس توخيل، أو حتى في صفوف منتخب ألمانيا الأول لكرة القدم، ببطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"

الاعتماد على كيميتش في خط الوسط؛ يأتي بسبب قدرته الكبيرة على التحكم في الكرة، بالإضافة إلى إبداعه في طريقة "الارتكاز المزدوج"، وامتلاكه حلول التسديد من بعيد.

ويبدو أن النجم الألماني ليون جوريتسكا، متوسط ميدان نادي بايرن ميونخ الآخر، هو من سيدفع ثمن عودة جوشوا إلى "مركزه القديم"؛ وذلك بعد أن تم استبعاده من مباراة أولم نهائيًا.

جوريتسكا يعتمد على اللعب المباشر؛ وهو ما قد لا يفضله فينسنت كومباني في طريقة "الارتكاز المزدوج"، الذي يريد معها ثنائي في خط الوسط، يجيد الاستحواذ على الكرة.

في الموسم الرياضي الماضي 2023-2024.. افتقد نادي بايرن ميونخ الألماني، لـ"اللاعب الخلاق" في مركز الجناح الهجومي، الذي يمتلك المهارة والسرعة والاستلام الجيد.

هذه الأزمة يبدو أنها ستُحل نهائيًا، في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ بعد التعاقد مع الجناح الفرنسي مايكل أوليسي، قادمًا من نادي كريستال بالاس الإنجليزي.

الحقيقة أن التعاقد مع أوليسي؛ جاء بطلب شخصي من فينسنت كومباني، الذي أراد "لاعب خلاق"، يستطيع أن يقود منظومته الهجومية، التي تعتمد على الأجنحة مع "اللامركزية".

الاستلام والسرعة والمهارات الفنية الكبيرة أظهرها أوليسي بالفعل، في الدقائق القليلة التي شارك فيها كـ"بديل"، خلال الشوط الثاني من مباراة بايرن ميونخ وأولم.

ونجح الجناح الفرنسي البالغ من العمر 22 سنة، بهذه المهارات الكبيرة؛ في أن يصنع الهدف الثالث الرائع للبايرن في مرمى أولم؛ والذي سجله مواطنه كينجسلي كومان.