تعرض لويس روبياليس، الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، لهجوم مفاجئ خلال فعالية تقديم كتابه الجديد "اقتلوا روبياليس"، التي أقيمت اليوم الخميس في العاصمة مدريد، وسط أجواء مشحونة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والرياضية.
AFPالاعتداء على لويس روباليس بالبيض
خلال الحدث، اقتحم رجل القاعة وهو يصرخ بكلمة "محتال .. محتال!"، قبل أن يقوم برمي بيضتين باتجاه روبياليس، الذي تمكن من تفاديهما، وسرعان ما تدخل الحضور للسيطرة على المعتدي وإخراجه من المكان، ما سمح باستئناف الفعالية دون وقوع إصابات أو تعطيل كبير.
روبياليس، الذي بدا عليه التوتر والانفعال، حاول الاقتراب من المعتدي، إلا أن أفراد من فريقه الأمني منعوه من ذلك.
وفي تصريح لاحق، قال: "لحسن الحظ أنهم أوقفوني، لم أكن أعرف إن كان يحمل سلاحًا أو شيئًا آخر. رأيت امرأة حامل وطفلين صغيرين، وفكرت في سلامتهم. شعرت بالخوف، لا يهمني إن رموا البيض علي".
المثير أنه تم الكشف عن هوية المعتدي، إذ كان "عم" روبياليس، حيث ألقت الشرطة القبض عليه على الفور عقب الحادث، دون الكشف عن دوافعه وراء ذلك.
كواليس فاعلية "اقتلوا روبياليس"
الفعالية كانت مخصصة لإطلاق كتابه الجديد "اقتلوا روبياليس"، الذي يستعرض فيه فترة رئاسته للاتحاد الإسباني بين عامي 2018 و2023، ويتناول فيه رؤيته الخاصة لحادثة تقبيله للاعبة جيني هيرموسو دون موافقتها بعد نهائي كأس العالم للسيدات 2023، وهي الواقعة التي أدت إلى إيقافه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وإدانته لاحقًا قضائيًا بتهمة الاعتداء الجنسي، مع تغريمه بمبلغ 10,800 يورو.
كما أشار إلى أن القضية تم تضخيمها لأسباب سياسية، متهمًا جهات في الحكومة الإسبانية وبعض وسائل الإعلام الرياضية بالتحريض ضده.
ورغم الإدانة والعقوبات، يصر روبياليس على براءته، مؤكدًا أن كتابه الجديد يهدف إلى "استعادة سمعته" بعد سلسلة من الإجراءات القانونية والتغطيات الإعلامية المكثفة.
وقال: "تلقّيت أكثر من مئة شكوى، وفي كل واحدة منها أثبت حسن سلوكي. أريد أن أستعيد اسمي وأروي قصتي".
الضغط السياسي أثر في القضية
خلال حديثه للبرنامج الإسباني الشهير، سلط روبياليس الضوء على الضغوط السياسية المؤثرة في قضيته، قائلًا: "رأيت تحركًا فوريًا من اليسار المتطرف في هذا البلد. مع تغيير فوري في السيناريو. بيدرو سانشيز رئيس الوزراء لكي يتم تنصيبه كان بحاجة لمساعدة الانفصاليين وكان عليه أن يمنحهم العفو. ناسبه الأمر للحديث عن شيء آخر. لقد كانت ستارة دخان. وسائل الإعلام التي تتلقى مبالغ كبيرة من رابطة الدوري هاجمتني. رأيت أن اليسار المتطرف يرفع قضية ثانوية إلى أقصى درجة... لقد استهدفوني بوضوح".
وأضاف: "لدي رسائل واتساب من عدة لاعبات. من أمهات اللاعبات، من الجهاز الفني... كل الذين كانوا لاحقًا في وضع صعب واضطروا للذهاب مع هذا التيار، كانوا يمنحونني التشجيع. في اليوم السابق للجمعية، كان لويس دي لا فوينتي (مدرب منتخب إسبانيا للرجال) طوال اليوم في المكتب. رافائيل لوزان (رئيس الاتحاد الإسباني الحالي) قال لي بعد فترة وجيزة إنني إذا احتجت أي شيء، فهو موجود. لاحقًا قال أشياء مختلفة. لقد كذب بوضوح".
"لقد طلبوا رأس خورخي فيلدا (مدرب منتخب السيدات) ولم أعطهم إياه. خورخي مر بوقت عصيب جدًا. لن أقول إلى أي مدى لأنها مسألة تخص عائلته. عندما فازوا باللقب، استدار خورخي ونظر إلى زوجته وإلينا وأهداه لنا. في تلك اللحظة شعرت بشيء عبرت عنه بطريقة بذيئة جدًا. لم يكن موجهًا ضد أي شخص. كانت طريقة لقول مبروك له ولكنني أخطأت".
Getty Images Sportأزمة روبالييس وجيني هيرموسو من الألف إلى الياء
تفجّرت أزمة لويس روباليس وجيني هيرموسو عقب نهائي كأس العالم للسيدات 2023، الذي فازت به إسبانيا على حساب إنجلترا، وخلال مراسم التتويج، قام روباليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم آنذاك، بتقبيل اللاعبة جيني هيرموسو على شفتيها دون إذن منها، في مشهد أثار موجة غضب واسعة داخل إسبانيا وخارجها، واعتُبر انتهاكًا لخصوصية اللاعبة وسلوكًا غير لائق في مناسبة رسمية.
في البداية، حاول روباليس التقليل من الواقعة، واصفًا القبلة بأنها "عفوية" و"نابعة من الفرح"، مدعيًا أن هيرموسو وافقت عليها، إلا أن اللاعبة أصدرت بيانًا لاحقًا نفت فيه ذلك، وأكدت أنها لم تمنحه الإذن، وأنها شعرت بعدم الارتياح، ما دفع الرأي العام والجهات الرسمية للمطالبة بمحاسبته.
وتوالت الضغوط على روبياليس، حيث أوقفه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤقتًا، قبل أن يُدان لاحقًا قضائيًا بتهمة الاعتداء الجنسي، ويُفرض عليه دفع غرامة مالية قدرها 10,800 يورو، كما استقال من منصبه في سبتمبر 2023 تحت ضغط الانتقادات المتصاعدة.
ورغم الإدانة، لا يزال روباليس يرفض الاعتذار، مصرًّا على أن ما حدث كان "قبلة فرح" لا تحمل أي دلالة جنسية، معتبرًا أن القضية استُخدمت ضده لأغراض سياسية وإعلامية.
وهذه الأزمة شكّلت نقطة تحول في النقاش العام حول حقوق المرأة في الرياضة، وأثارت مطالبات بإصلاحات جذرية في المؤسسات الرياضية الإسبانية.