فيديو | جيوكيريس ينتفض من رماد السخرية.. لمسة شعر يعلن بها نجم آرسنال الحرب على صلاح وهالاند!

لم تكن ليلة فيكتور جيوكيريس وردية منذ بدايتها، فبعد 15 دقيقة فقط، أضاع المهاجم فرصة لا يمكن إهدارها أمام المرمى، ليسدد الكرة بذعر خارج الملعب في لقطة دفعت مدربه أرتيتا إلى إخفاء وجهه يأساً.

لكن مع انطلاق الشوط الثاني، استلم الكرة على الرواق الأيسر، توغل بقوة، وأطلق تسديدة صاروخية سكنت الشباك، وسط صيحات ارتياح وبهجة من الجماهير، واختتم ليلته بهدف ثانٍ من ركلة جزاء في الوقت القاتل، ليكمل قصة عودة مثالية.

سخرت الجماهير المنافسة من جيوكيريس بعد لقاء الجولة الأولى ونشرت احصائيات ساخرة عن لمس الشعر وعدد المرات التي قام بذلك فيها في أول مباراة بعدما فشل في هز الشباك، لكن رد جيوكيريس عليها اليوم كشف عن جانب مهم في شخصيته القوية.

فبعد تسجيله الهدف الخامس لآرسنال وتأمين الفوز، توجه المهاجم السويدي نحو الكاميرا وقام بحركة لمس شعره الشهيرة في رسالة واضحة، متحدية، ومباشرة لكل من سخر منه، وأكد بعد المباراة أن هذا ما كان يقصده.

هذه اللقطة لا تُظهر مجرد لاعب سجل هدفًا، بل تُظهر مقاتلاً يمتلك من القوة الذهنية ما يجعله يحوّل الانتقادات إلى وقود يشعل به حماسه داخل الملعب، وهو ما حدث بالفعل في مباراة اليوم، هذه القدرة على الرد في الميدان هي سمة اللاعبين الكبار الذين لا يخشون الضغوط.

لكن هنا يكمن التحدي الأكبر، فهذه الشخصية القوية قد تكون سلاحاً ذا حدين، فبينما نجح اليوم في استخدامها كدافع إيجابي، يبقى التساؤل: هل سيستمر في توظيف هذه الطاقة للتركيز على تطوير أدائه، أم قد ينشغل بشكل مفرط بالرد على كل صغيرة وكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ إن الموازنة بين الثقة بالنفس والتأثر بالضجيج الخارجي ستكون هي المفتاح الحقيقي لتحديد مسيرة نجاحه مع آرسنال على المدى الطويل.

الأهم من الهدفين لم يكن قيمتهما العددية، بل الرسالة التي حملتها، لقد أثبت جيوكيريس أن المهاجم الكبير لا يُصنع من الموهبة فقط، بل من القوة الذهنية الفولاذية. 

أن تتعرض للسخرية لأسبوع كامل، ثم تضيع فرصة محققة أمام عشرات الآلاف من جماهيرك، ثم تعود في نفس المباراة لتسجل هدفين وتحتفل بطريقة تتحدى بها منتقديك مباشرةً، فهذا لا يكشف عن لاعب كرة قدم جيد، بل عن مقاتل يملك الشخصية التي لا تنكسر.

جاء الأداء القوي مدعوماً بلغة الأرقام التي أظهرت فعاليته القاتلة، فمن أصل تسديدتين على المرمى، سجلهما بنسبة نجاح 100%، متجاوزاً معدل الأهداف المتوقعة (xG) البالغ 1.30.

ورغم قلة لمساته للكرة (24 لمسة)، إلا أنه كان محطة هوائية لا يمكن إيقافها، حيث فاز بـ 4 من أصل 5 التحامات هوائية، مؤكداً أن دوره كمهاجم صريح لا يحتاج للكثير من اللمسات ليكون حاسماً ومؤثراً.

لم تكن ثنائية جيوكيريس مجرد رد على منتقديه، بل كانت بمثابة إعلان نوايا صريح ومبكر، ورسالة مدوية أرسلها المهاجم السويدي إلى كافة منافسيه: لقد أتيت لأنافس على الحذاء الذهبي.

ففي الوقت الذي اعتاد فيه الجميع على أن سباق الهدافين في إنجلترا هو حوار ثنائي خاص بين المصري محمد صلاح والنرويجي إيرلينج هالاند، يبدو أن جيوكيريس يرفض هذه الفكرة تماماً.

بما أظهره من فعالية قاتلة أمام المرمى، وقوة بدنية هائلة، وكونه رأس الحربة الصريح لفريق بحجم آرسنال يمتلك ترسانة من صناع اللعب، فإن كل المقومات تشير إلى أنه سيقتحم هذا السباق الحصري بسهولة بالغة، ليحطم هذا الاحتكار الثنائي ويحول المعركة هذا الموسم إلى صراع ثلاثي مثير على لقب هداف الدوري.

في نهاية المطاف، وبعيداً عن الأهداف الخمسة والنقاط الثلاث، يكمن بيت القصيد في أمر أعمق، لقد كانت هذه الليلة بمثابة شهادة ميلاد لمهاجم لا يملك فقط قدماً قوية، بل يملك قلباً وعقلاً أقوى.

فالفرق التي تفوز بالبطولات لا تعتمد على الموهبة وحدها، بل على شخصية لاعبيها في أوقات الشدة، واليوم، لم يسجل فيكتور جيوكيريس هدفين فقط، بل أثبت لآرسنال بأكمله أنه يمتلك هذه الشخصية الصلبة التي يمكن الاعتماد عليها في أصعب اللحظات.

قد تكون هذه المباراة هي النقطة التي تحول فيها من مجرد مهاجم الفريق الجديد إلى مقاتل الفريق الذي لا غنى عنه.